الجمعة 09/مايو/2025

شهادات إدانة جديدة

شهادات إدانة جديدة

صحيفة الوطن العمانية

تتوالى الأدلة والبراهين على أن ما حصل في قطاع غزة في نهاية ديسمبر وحتى منتصف يناير الماضيين لم يكن حرباً خاطفة، وإنما كان جريمة حرب بكل المقاييس وإرهاب دولة ممنهجاً.

فقد تضافرت، إلى إقرار جنود الاحتلال الإسرائيلي بأنهم تلقوا أوامر من قادتهم باستهداف المدنيين الفلسطينيين وتدمير المنازل والممتلكات، شهادتان أخريان تعضدان ذلك الإقرار، وتؤكدان أن جريمة الحرب موجودة بالفعل في القطاع، حيث جاءت الشهادة الأولى على لسان منظمة (أطباء من أجل حقوق الإنسان ـ إسرائيل)، وهي منظمة إسرائيلية، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على غزة انتهكوا وبشكل متكرر القانون الدولي المتعلق بالجرحى وسلامة الفرق الطبية وما أسمتها (القواعد الأخلاقية للجيش)، مؤكدة مقتل ستة عشر مسعفاً فلسطينيّاً وإصابة خمسة وعشرين آخرين برصاص جنود الاحتلال، إلى جانب استهداف أربعة وثلاثين مركزاً طبيّاً فلسطينيّاً بينها ثمانية مستشفيات وستة وعشرون مستوصفاً.

أما الشهادة الثانية فهي على لسان المقرر الخاص للأمم المتحدة حول الوضع في الأراضي الفلسطينية ريتشارد فالك الذي أكد أمام مجلس حقوق الإنسان وجود أسباب تشير إلى أن العدوان على غزة جريمة حرب، داعياً إلى إجراء تحقيق من قبل خبراء لتحديد ما إذا كان الإسرائيليون قادرين خلال الهجوم على أن يميزوا بين الأهداف العسكرية والسكان المدنيين، مضيفًا فالك في تقريره “إذا لم يكن ذلك ممكناً، فإن الهجوم كان من الأصل غير قانوني ويشكل جريمة حرب على نطاق واسع”.

من الحري الآن بالمؤسسات الرسمية العربية والجمعيات والمنظمات الحقوقية أن تدون هذه الاعترافات والشهادات وتعتمدها كإثباتات، ليس لأنها توفر الوقت والجهد للجان تقصي الحقائق، فقط، بل لأنها صادرة عن من قارفوا الجريمة ومن المنظمات القريبة منهم، وبالتالي فقد شهد شاهد من أهلهم، حيث إن هؤلاء جميعاً لديهم تفاصيل الجريمة من حيث التوقيت والأداة والكيفية والأسباب التي دفعت إلى ارتكابها، فالاعتراف هنا هو صاحب الكلمة الطولي التي تصغر أمامها كل المحاولات الإسرائيلية لاختلاق الأكاذيب وتزييف الحقائق لطمس كل ما من شأنه أن يجعل العدوان على غزة يرقى إلى جريمة حرب. إنها تشكل فرصة مواتية لمواجهة المجرم بالسلاح ذاته وإيقافه عند حده ووضع المؤسسات الدولية عند مسؤولياتها الأخلاقية ما إذا كانت فعلاً مؤسسات محايدة تقف على مسافة واحدة بين الخصوم كما تدعي؟ أم أنها تنظر إلى القضايا العربية تحديداً بعين إسرائيلية؟ وإذا لم يتم التحرك سريعاً والرضا ببقاء الوضع الحالي كما هو، فإن دعاة الحروب وأعداء الاستقرار والسلام لن يتورعوا ولن يتوقفوا عن إشهار سلاح حقوق الإنسان والإبادة والإرهاب في وجه كل من يطأطئ لهم. لأنه ليس هناك حقيقة أخرى سوى حقيقة واحدة وهي أن الكيان الإسرائيلي غير مستعد بعد للسلام، ولن يكون مستعدّاً أبداً، وسيظل يماطل ويسوف ويزيف ويلعب مع العرب لعبة مط الوقت، ولا أدل على ذلك مما آلت إليه الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ولعبة تشكيل الحكومة وتهويد القدس المحتلة، وإطلاق الاستيطان بشكل واسع وسريع وإطلاق قطعان المستوطنين المتطرفين ضد العرب داخل الخط الأخضر كما حصل أمس في أم الفحم وقبل ذلك في الخليل وبحماية من الشرطة والجيش الإسرائيليين في إطار السياسة العنصرية القائمة على طرد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...