الخميس 08/مايو/2025

هنية: الشيخ أحمد ياسين عبَّد بدمه طريق التحرير واغتياله منح الحركة قوة وإرادة

هنية: الشيخ أحمد ياسين عبَّد بدمه طريق التحرير واغتياله منح الحركة قوة وإرادة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن الشعب الفلسطيني يمر اليوم أمام ذكرى استشهاد إمام مجاهدي فلسطين، وشيخ شهدائها الشيخ أحمد ياسين؛ الذي ترك خلفه ميراثًا للأجيال القادمة بعد أن قام بتعبيد طريق البوابة الكبرى لتحرير فلسطين.

وأكد هنية خلال كلمةٍ له، في الذكرى الخامسة لاستشهاد الشيخ، نشرتها صحيفة “الرأي” الحكومية الأحد (22-3)، ضرورة “الالتزام بنهج الإسلام، وخط الشيخ في الدفاع عن حقوق شعبنا، والعمل من أجل استعادتها، وتحرير الأرض والإنسان، وحماية القدس وعودة اللاجئين، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين”.
 

الحصار جريمة أخلاقية  

ودعا هنية إلى ضرورة الالتزام باستعادة الوحدة الوطنية، والعمل على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني على أساس أن المصالحة الفلسطينية حاجة وطنية، والتمسك بما تم التوصل إليه في جولات الحوار المنعقدة في القاهرة، مضيفًا: أنه يجب علينا “الاستمرار في التوصل إلى حلول القضايا الخلافية والعالقة، مع التمسك بالثوابت والمبادئ، وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وإبقاء الحوار في المظلة الوطنية بعيدًا عن الاشتراطات الخارجية التي تتعارض والحقوق والكرامة الوطنية”.

وتطرق هنية خلال كلمته إلى الحصار المفروض على القطاع، مشددًا على أنه: “جريمة سياسية وإنسانية وأخلاقية”، داعيًا إلى وقفة عربية ودولية جادة وحاسمة لرفع الحصار، وفتح المعابر؛ خاصة معبر رفح.

وأكد رئيس الوزراء: “إن القطاع يعتبر منطقة منكوبة في ظل هذا الحصار الظالم، وبعد هذا العدوان الغاشم الذي تعرضنا له وما خلفه من دمار شامل، ومن هنا لا يمكن إبقاء قضية إعادة الإعمار مادة للابتزاز السياسي على حساب المتضررين وأصحاب البيوت المدمرة”.

وشدد على أن مفاوضات تبادل الأسرى في هذه الجولة فشلت بسبب التعنت الصهيوني، والتراجع وفرض الاشتراطات، مضيفًا: “ومع ذلك فإن شعبنا ما زال يسعى إلى تجديد هذه المفاوضات بالرعاية المصرية، بهدف التوصل إلى صفقةٍ محترمةٍ يتم بموجبها تبادل الأسرى المعنيين، كما أننا ندعو قادة الاحتلال التحلي بالشجاعة من أجل إنهاء هذه القضية”.

وعبر هنية عن ارتياحه لأجواء المصالحة الوطنية بقوله: “إننا نرى فيها تصحيحًا لوضعية استثنائية… ونأمل أن تنعكس هذه المصالحة على تعزيز التضامن العربي، وتقوية الخيارات العربية في مواجهة التحديات الراهنة بما ينعكس إيجابًا على الشعب الفلسطيني وصموده وحماية حقوقه ومقدساته المهددة”، مؤكدًا على علاقة حكومته المتوازنة مع المحيط العربي والإسلامي.

ودعا هنية الإدارة الأمريكية إلى أفعالٍ حقيقيةٍ لترجمة شعار التغيير، وخاصة في نظرتها للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.

ثم قال: “إننا نتابع باهتمام الانفتاح الأوروبي مع حركات المقاومة الفلسطينية، ونرى في ذلك خطوةً في الاتجاه الصحيح، وندعو إلى تطوير هذه الاتصالات، واتخاذ قرارات جريئة تتمثل برفع حركة “حماس” من قائمة المنظمات الإرهابية”.

مناقب الشيخ ياسين

وأشاد رئيس الوزراء بالشيح أحمد ياسين قائلا: “لقد كان المصاب جللاً بفقدان شيخنا المؤسس، ولكن العزاء فيه ما أكرمه الله به من الشهادة بعد قيام الليل وصلاة الفجر خاتمًا بهما حياته المليئة بالعطاء والدعوة والتضحية والجهاد، وما خلَّفه من بناءٍ قويٍّ متينٍ وحركةٍ قادرة على صنع الأمجاد وصناعة الرجال الذين هم على خط الشيخ وثباته وصلابته”.

وواصل: “هو الذي أسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الصامدة في وجه المؤامرات والعواصف والأمواج المتلاطمة، وبقي على رأسها حتى لقي الله شهيدًا، بعد أن تعرض لمحاولات عدة لاغتياله، وحورب في رزقه ووضع رهن الإقامة الجبرية، ولم تفلح معه كل أساليب الترغيب أو الترهيب”.

ثم أضاف: “لم يكن استشهاده رحمه الله إلا ساعةً لاستنهاض الهمم، ولم تكن لحظةً لليأس أو القنوط أو التقهقر أو القعود، بل كانت دافعًا لنا حتى نصبح شعبًا جديرًا بالحرية.. وكانت لحظة الاستشهاد رافدًا جديدًا لرفعة الصمود والمقاومة والممانعة ليس في فلسطين وحدها، بل في كل الأرض العربية والإسلامية”.

وشدد هنية: “إن استشهاد الشيخ كان مقدمة لانسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة، وانتصار حركة “حماس” في الانتخابات البلدية والتشريعية، والقدرة العالية في التعامل مع الحصار والفلتان الداخلي، ثم الانتصار في معركة الفرقان، حتى أضحت حركة الشيخ لاعبًا قويًّا لا يمكن لأحد أن يتجاوز دورها”.

“حماس” لم تتزعزع

 

وأوضح هنية قائلاً: “من هنا فإننا نقول -تحدثًا بنعمة الله تعالى- إن استشهاد الشيخ أحمد ياسين، رغم عظم المصيبة التي نزلت على الشعب الفلسطيني عامة وعلى أبناء حركة “حماس” خاصة، لم تتزعزع بها مدرسة الحركة، ولا طلابها المخلصون المجاهدون، فقد كبر الزرع واستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار”.

واستحضر رئيس الوزراء ما قاله الشيخ ياسين يومًا من أن “حماس” موجودة وباقية، فلم تعد تنظيمًا ولا فكرة، بل هي حقيقةٌ وواقعٌ وتيارٌ شعبيٌّ كبيرٌ وضخمٌ يقود الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، تيارٌ شعبيٌّ له عمقه، ويتسع يومًا بعد يوم، ويؤمن بأن مستقبلها هو مستقبل التمكين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات