الأموال والمساعدات الأمريكية والغربية للسلطة تطل برأسها بقوة لإفشال حوار القاهرة

وقد جاءت هذه المطالبات التي أخذت شكل التحذيرات بعد تصريحات دبلوماسيين أمريكيين نقلتها عنهم وكالة رويترز أفادت بأن الولايات المتحدة يمكن أن تجمد مساعداتها للسلطة برام الله إذا شكل الرئيس محمود عباس وحركة “حماس” حكومة وحدة لا تلبي شروطها وشروط ما يعرف بالرباعية الدولية، على حد تعبيرهم، وعقب تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في الأسبوع الفائت تصب في نفس الاتجاه.
الاستعباد المالي
فقد طالب الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حركة “حماس” في المجلس التشريعي بالتخلي عن المساعدات المالية التي تقدمها الإدارة الأميركية، متهمًا واشنطن بمحاولة توظيف هذه المساعدات في تكريس الانقسام الداخلي، وإعفاء الاحتلال الصهيوني من مسؤولياته.
وربط موسى بين ترك هذه المساعدات وبين نجاح الحوار في القاهرة في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية اليوم (13-3) بقوله: “إن التخلي عن المساعدات الأميركية هو أحد أهم الظروف التي تساعد على نجاح جلسات الحوار المنعقدة في القاهرة”، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني بإمكانه تدبر أوضاعه من دون المساعدات الأميركية التي أصبحت إحدى آليات إبقاء الانقسام وتكريس الشقاق داخل المجتمع الفلسطيني.
وعلى نحو متصل؛ بدا المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني الدكتور عبد الستار قاسم متشائمًا إزاء فرص نجاح الحوار الجاري حاليًّا في العاصمة المصرية طالما أن سلطة رام الله و”حكومة” سلام فياض غير الدستورية مستمرتان في الاعتماد على هذه المساعدات المالية ومرتهنَة لشروطها، وفي تصريح خصَّ به “المركز الفلسطيني للإعلام” يوم أمس (12-3) قال: “ما دمنا نأخذ رواتب من الدول الغربية فلن نتفق؛ لأن شرطها ألا تتفق الفصائل الفلسطينية؛ لاستمرار ضخ الأموال للسلطة”، مشددًا على أن الأموال هي العائق الأول في توقيع أي اتفاق “فلسطيني فلسطيني”.
واعتبر أن إمكانية الاتفاق السريع وطويل المدى بين الفصائل في إطار الحوار الحالي مرتبطة وبشكل مباشر بالانعتاق مما أسماه بـ “الاستعباد المالي” للأمريكان والغرب ولمساعداتهم المشروطة، مشددًا على أنه: “إذا أردنا أن نتفق بسرعة، وأن يكون الاتفاق بعيد المدى، وأكثر صمودًا، يجب أن نفكر في مصادر مالية أخرى، وأن نحرر أنفسنا من الاستعباد المالي، كما يجب فك الارتباط مع الكيان الصهيوني؛ لأننا لا نستطيع أن نتفق على قاعدة المطالب الصهيونية، والساحة الفلسطينية تئنُّ تحت ثقل الضغوط الخارجية، والغرب دائمًا يهدد: إذا حصل اتفاق فلن نعطيكم أموالاً”.
العودة إلى الوراء
وفي إشارة واضحة إلى التأثيرات السلبية للمال الأمريكي على المصالحة الداخلية وإعادة اللحمة إلى الصف الداخلي رغم المساعي العربية المبذولة حاليًّا، كان دبلوماسيون أمريكيون قد ذكروا أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ستراجع علاقاتها مع السلطة، وقالوا أن حجم المساعدات -إذا قُدمت مساعدات أصلاً- التي ستحصل عليها من واشنطن وكيفية تقديمها سيعتمدان على تشكيل وسياسات الحكومة الفلسطينية الجديدة.
وأردف قائلاً: “لكن إذا انضمت “حماس” (إلى الحكومة).. فسيتعين علينا العودة إلى الوراء والسؤال عما إذا كان بإمكاننا تقديم أموال للسلطة الفلسطينية”.
تهديدات كلينتون
من جهتها؛ قالت صحيفة “هاآرتس” العبرية نقلاً عن دبلوماسيين صهاينة وربيين أن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حذرت السلطة الفلسطينية في رام الله، وبالتحديد الرئيس محمود عباس المنتهية ولايته وعددًا من الرؤساء العرب، خلال زيارتها للمنطقة قبل نحو أسبوع، من أن قيام حكومة وحدة فلسطينية لا تستجيب لشروط “الرباعية الدولية” سيدفع الولايات المتحدة إلى إلغاء قرارها تقديم مساعدات بقيمة 900 مليون دولار لإعمار قطاع غزة حسبما تعهدت في قمة شرم الشيخ.
وذهب التدخل الأمريكي في الشأن الفلسطيني الداخلي إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ نقلت نفس الصحيفة العبرية عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قولها أنها اشترطت تعيين “سلام فياض” رئيسًا للوزراء في أية حكومة فلسطينية قادمة كشرط أساسي لاعتراف الولايات المتحدة بتلك الحكومة ونقل المساعدات المالية إلى السلطة.
واعتبر مراقبون للوضع الفلسطيني أن التعثر الحالي في الحوارات التي تجري حاليًّا في القاهرة، خصوصًا المرتبطة بمسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية، على صلة بالضغوطات المباشرة التي تمارسها كل من الإدارة الأمريكية و”الرباعية الدولية”، والتهديدات التي تلوحان بها للسلطة وحركة “فتح” بحجب المساعدات المالية عن الأولى طالما أن برنامجها لا يستجيب لشروط “الرباعية الدولية”، واعتبروا أن ذلك يشكل تهديدًا حقيقيًّا لإمكانية نجاح الحوار.
أجندات خارجية
ولم يخفِ رئيس كتلة “فتح” في المجلس التشريعي عزام الأحمد في مداخلة مع قناة الجزيرة القطرية من العاصمة المصرية أن الخلافات ما تزال قائمة بشأن برنامج الحكومة الفلسطينية وضرورة التزامها باتفاقات منظمة التحرير، في إشارة إلى اتفاقيات التسوية التي أبرمتها مع الكيان الصهيوني، والتي لا تعترف حركة “حماس” بها.
وإزاء ذلك؛ حذرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من أية شروط من قِبل حركة “فتح” على مجريات الحوار وعلى برنامج الحكومة، وأوضح فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في تصريح له مساء اليوم الجمعة (13-3) أنه ما تزال هناك “بعض الاشتراطات من قِبل حركة “فتح” على برنامج الحكومة المقبلة كالتزامات “منظمة التحرير الفلسطينية”، والتي تتضمن الاعتراف بالكيان الصهيوني، وبشروط “الرباعية الدولية”، وهذا ما ترفضه حركة “حماس””.
وأكد أن هذا الإصرار يخلق أجواءً سلبية أمام حوارات القاهرة، مشددًا على أن الوفاق الوطني لا يحتاج إلى أجندات خارجية، ولا يحتاج إلى اعتراف بالاحتلال، وإنما يجب أن يناقَش في إطارٍ وطنيٍّ، وبأجندة وطنية فلسطينية، وبما يلبي مصالح شعبنا، وليس بمقاييس أمريكية أو “إسرائيلية” أو خارجية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

أنصار الله: الملاحة في المطارات الإسرائيلية غير آمنة
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية "أنصار الله"، أن الملاحة الجوية في المطارات الإسرائيلية باتت غير آمنة، مشيرة إلى أن...

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...