الحوار الفلسطيني: أي مرجعية؟

صحيفة البيان الإماراتية

كيف يتسنى تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني قبل أن يتوصل الفرقاء الفلسطينيون أولاً إلى توافق حول برنامج وطني لتشكل الحكومة على أساسه وانطلاقاً منه؟

وكيف يمكن أن يتفق الفرقاء على وضع برنامج وطني قبل أن يتوافقوا على رؤية وطنية ثابتة ودليل نظري حول نهج لتحرير الأرض من الاحتلال؟

قادة فصيل (فتح) يرون أن التفاوض السلمي مع “إسرائيل” بوساطة أميركية هو النهج الأمثل. وقادة فصيل (حماس) يرون أن النهج الأمثل هو أسلوب المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال، من الناحية المبدئية النظرية ليس من المستحيل التوفيق بين هذين المنهجين.

فالنهج (الأمثل) في أي الحالتين لا ينبغي أن يكون النهج (الأوحد) وعلى هذا الأساس فإن من الممكن المزاوجة بين أسلوب التفاوض السلمي وأسلوب الكفاح المسلح، فلتكن هناك عملية تفاوض مع الجانب الإسرائيلي لكن بشرط أن يسندها عمل ميداني مسلح لدعم المفاوض الفلسطيني عن طريق تصعيد نشاط المقاومة للضغط على “إسرائيل” كلما بدا أن المفاوض الإسرائيلي يتشدد عند منعطف تفاوضي ما فيضطر إلى تقديم تنازل.

وهكذا تتواصل الموازاة على الصعيد الفلسطيني بين التفاوض والقتال إلى أن تتحقق الأهداف الفلسطينية بالتدرج، لكن هذه المقاربة تبقى نظرية ليس إلا لأن من المحتم أن تتصادم مع الواقع المرئي.

الواقع يفيد أن فصيل (فتح) (الذي تمثله السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن (ملتزم باتفاق أوسلو) وبناء على هذا ترفض الولايات المتحدة و”إسرائيل” إعادة توحيد الفلسطينيين من حيث المبدأ وترفضان أيضاً عملية تفاوضية جادة ولتبرير التهرب من الجدية التفاوضية فإنهما تقولان إن السلطة الفلسطينية (شريك ضعيف) لا يمتد سلطانها إلى قطاع غزة وأن الحكومة المسيطرة في القطاع تمثل منظمة إرهابية.

على خلفية محادثات التصالح بين الفصائل الجارية في القاهرة يتردد سؤال: هل نتفاءل أم نتشاءم بشأن مآل هذه المحادثات؟

هل تقبل قيادة فتح من حيث المبدأ نهج المقاومة المسلحة كوسيلة تحريرية جنباً إلى جنب مع نهج التفاوض؟

[email protected]