مشاريع صهيونية متسارعة لتنفيذ أكبر عمليات تزوير للوجه التاريخي والإسلامي للقدس (

تتسارع الخطى التي تنفِّذها قوات الاحتلال الصهيوني من أجل تزوير الوجه التاريخي والديني الإسلامي والعربي للقدس المحتلة، مركزةً على البلدة القديمة والمحيط الملاصق لها وللمسجد الأقصى المبارك، والأحياء المقدسية داخل الأسوار.

ويكشف تقريرٌ صدر عن “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” اليوم الأربعاء (11-3)؛ تلقَّى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخةً منه عن جانبٍ من هذه العملية التي وصفها التقرير بأنها “كبرى عمليات تغيير” تجري في المدينة المحتلة.

وتحاول قوات الاحتلال الصهيوني تمرير عمليات التهويد والتغيير غير المسبوقة التي تجريها عبر مشاريع تحمل مسمياتٍ متعددةٍ، كالتطوير والترميم، في حين أنها في الحقيقة مشاريع تهويدٍ وطمسٍ للمعالم الإسلامية والعربية التاريخية في القدس القديمة.

تغيير الطابع الإسلامي

وحذَّرت “مؤسسة الأقصى” من سعي الاحتلال إلى عمليات تغييرٍ واسعٍ للطابع الديني للقدس المحتلة من خلال مشاريع سياحية وترفيهية تتناقض مع الطابع الديني الإسلامي في القدس، وتنظيم حفلات الرقص الصاخب وتشجيع افتتاح الخمَّارات ليلاً، والتركيز على منطقة حائط البراق على أنها “حائط المبكى” المزعوم والمقدس في المعتقدات التلمودية.

وأكدت المؤسسة أن الاحتلال الصهيوني ألقى مهامَّ تنفيذ هذه المشاريع، والتي ستستمر لبضع سنين، على عددٍ من المؤسسات والمنظَّمات والشركات الصهيونية؛ أهما البلدية العبرية في القدس المحتلة، وما يسمَّى “سلطة تطوير القدس” وما يسمَّى “سلطة الآثار” الصهيونية، لافتةً إلى أنه تم رصد مبلغ 600 مليون شيقل (نحو 150 مليون دولار أميركي) لتنفيذ هذه المشاريع التهويدية.

تغيير الوجهين الحضاري والتاريخي

وحسب تقرير “مؤسسة الأقصى” فإن قوات الاحتلال بدأت مشروعها الشامل بتغيير المعالم والوجهين التاريخي والحضاري العربي والإسلامي بعمليات مشبوهة وغير معروفة في مضمونها الحقيقي، وتحت مسمى الترميم والتصليح في أسوار البلدة القديمة، لافتةً إلى أن الاحتلال انتهى مؤخرًَا من عمليات تهويدٍ شاملةٍ في أقصى الزاوية الغربية الشمالية من السور؛ حيث تم إنشاء حديقةٍ ومتنزهٍ عامٍّ ملاصقٍ للجدار، وسمَّته كيكار تساهل” (جادة الجيش).

وأكدت أن سلطات الاحتلال أنهت مؤخرًا أعمالاً مماثلة في أقصى الزاوية الشرقية الشمالية للسور التاريخي للقدس، وقامت بأعمال رصفٍ لبلاطٍ جديدٍ في منطقة باب الساهرة لا تمت بصلة للعمران التاريخي للقدس، في نفس الوقت تُجرَى أعمال تجريف في مناطق متعددة على أجزاءٍ طويلةٍ من السور الشمالي، وتقوم المؤسسة الصهيونية في هذه الأثناء بعمليات تغيير في مناطق واسعة من السور في الجهة الغربية وأقصى الجهة الجنوبية الغربية لأسوار البلدة القديمة.

تغيير معالم أبواب القدس

من جهةٍ ثانيةٍ، قالت “مؤسسة الأقصى” إن الاحتلال أنهت مؤخرًا عمليات تغيير في معالم باب النبي داوود (عليه السلام) ودشَّنت عملها هذا باحتفالٍ تضمَّن بين حضوره أفرادًا من جيش الاحتلال الذين هاجموا حي الشرف في عام 1948م، ولم يستطيعوا احتلاله يومها.

وأشارت “مؤسسة الأقصى” إلى نية الاحتلال إجراء ما يزعم أنها “أعمال تطوير” لبابي الخليل والساهرة وتغيير مسالك السير والمحيط المجاور لأبواب البلدة القديمة في القدس.

كما أشارت إلى قيام الاحتلال بتحويل عددٍ من المساحات المحيطة بأسوار القدس القديمة إلى حدائقَ عامةٍ وزرعتها بالعشب الأخضر وبعض الأشجار، وأعلنت أنها ستحوِّل كامل محيط البلدة القديمة إلى حديقة عامة.

الاستيلاء على الأبنية

وأكد أن قوات الاحتلال واصلت استيلاءها على عددٍ من الأبنية والعقارات العربية والإسلامية في البلدة القديمة بالقدس، وتقوم بعلميات تغييرٍ واسعةٍ لمعالمها، ثم استعمالها لأهدافٍ تهويديةٍ، ومن أبرز هذه العقارات والأعمال ما يجري في حارة الشرف، وأقصى غرب حي المغاربة، وبعض العقارات في أقصى شارع الواد، وأخرى بالقرب من مسجد النبي داوود ووقف آل الدجاني في الموقع نفسه.

وأشارت إلى إعلان الاحتلال عن مخططٍ شاملٍ لتغيير معالم العقارات والدكاكين على طول شارع الواد، وهي من المناطق المهمة والرئيسية في البلدة القديمة، إلى جانب السعي إلى تغيير الطابع والوجه التاريخي للبلدة القديمة بالقدس، من خلال نصب شبكات الإضاءة الكهربائية في مواقع تعلن عنها أنها ذات أبعاد دينية للمجتمع اليهودي، خاصةً في منطقة النبي داوود وحائط البراق.

تغيير أسماء الشوارع

وأوضح تقرير “مؤسسة الأقصى” أن أعمال التغيير والتزوير هذه تترافق بتغيير أسماء الشوارع من الأسماء العربية الإسلامية التاريخية إلى أسماء عبرية، وتوثيق ذلك في إعلاناتها، كما حصل في منطقة مدخل سلوان على بُعد أمتارٍ من السور الجنوبي للمسجد الأقصى؛ حيث أطلقت اسم شارع “معاليه دافيد” على شارع وادي حلوة بسلوان، و”جاي هينوم” على شارع وادي الربابة.

رقص وخمر في باحات الأقصى

وقالت “مؤسسة الأقصى” في تقريرها: “وفي خطوةٍ خطيرةٍ لتغيير الوجه والطابع الديني الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس وجوار المسجد الأقصى، نظَّمت المؤسسة “الإسرائيلية” مؤخرًا مهرجانات سياحية ترفيهية شملت سهرات ليلية على أنغام الموسيقى الصاخبة، وامتدَّ تنظيم هذه السهرات إلى ساعات الليل المتأخرة، لافتةً إلى أن هذه السهرات الغنائية الصاخبة جذبت الكثير من المشاركين”.

وأشارت المؤسسة إلى أن قوات الاحتلال شجَّعت على افتتاح الدكاكين في ساعات الليل، ومن بينها الخمَّارات “بابيم”، وأعلنت أنه من ضمن المشروع التهويدي في القدس؛ فإنها ستكثِّف من هذه المهرجانات الغنائية الصاخبة في الفترة القريبة، موضحةً أن مثل هذه الحفلات والمهرجانات تتنافي كليًّا مع الطابع الديني الإسلامي لمدينة القدس، والاحتلال يهدف من ورائها إلى تقليل الوجود العربي والإسلامي في القدس القديمة سواءٌ ليلاً أو نهارًا.

نداء لصون قدسية الأقصى

ووجَّهت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث نداءً إلى الحاضرين الإسلامي والعربي بضرورة الإسراع إلى تنفيذ مشاريع تحفظ عروبة وإسلامية القدس، وتحفظ وتصون قدسية المسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

وقالت: “لا يُعقل أن تُواصل قوات الاحتلال مشاريعها التهويدية الشاملة للقدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى دون أن نقوم بمشاريع صيانة وحماية للمسجد الأقصى ولمدينة القدس”.