السبت 10/مايو/2025

كيف الإعمار مع التهديد والحصار؟

كيف الإعمار مع التهديد والحصار؟

صحيفة البيان الإماراتية

بينما يتواصل وصول الوفود الأميركية والأوروبية والدولية والعربية البرلمانية والشعبية والرسمية على غزة، لبحث متطلبات الإعمار ولإزالة آثار الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية العدوانية على الشعب الفلسطيني، وكذلك رصد آثار الحصار اللا إنساني والمنتهك للقوانين الدولية الإنسانية، بما لا تخفيه هذه الزيارات من دلالات سياسية، فيما بدا تجاوزاً للخطوط الوهمية الحمراء التي وضعتها “إسرائيل” وتبعتها إدارة بوش، فتبعتها الدول الأوروبية وبعض الدول العربية لحصار قطاع غزة ومقاطعة حركة حماس!

وفيما يستمر مع ذلك، الحصار الظالم على قطاع غزة، بحثت وفود سبعين دولة ومنظمات إقليمية ودولية في مدينة «شرم الشيخ» استجابة للدعوة المصرية لحشد الجهود لمساعدة الشعب الفلسطيني على إعادة إعمار ما دمره العدوان الإجرامي الإسرائيلي في غزة والذي هدم البيوت على رؤوس السكان المدنيين الآمنين، ودمر المستشفيات على رؤوس المرضى والجرحى، وقصف المدارس الفلسطينية والدولية فقتل وأصاب آلاف الأطفال الأبرياء، وخرب المزارع والطرق، ومحطات المياه والكهرباء في أبشع نموذج لـ«إرهاب الدولة»!

من هنا يبدو نجاح الحوار الوطني الفلسطيني الجاري حالياً في مصر، في صياغة برنامج سياسي متوافق عليه من كافة الفصائل وخصوصاً فتح وحماس، في تشكيل حكومة «وحدة وطنية» تعبر عن إرادة غالبية الشعب الفلسطيني الديمقراطية، قبل إرادة القوى الصهيونية أو الأوروبية أو الرباعية الدولية، مقدمة لا بديل عنها لتقوية الموقف الوطني الفلسطيني في مواجهة الابتزاز الصهيوني أو الشروط الدولية، وسواء للرد على الانقلاب الصهيوني على استحقاقات السلام، أو لرفع الحصار أو كسره، أو لإزالة الدمار وإعادة الإعمار.

وهذا المؤتمر الفلسطيني للحوار، وهذا المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي بدأ بعد توقف إطلاق النار، إنما كانا ضمن بنود قرارات مجلس الأمن من جهة ومن جهة أخرى ضمن محاور «المبادرة المصرية» التي مثلت آلية عملية للقرار الدولي بعد العدوان الصهيوني على غزة، الذي خرج عائماً وغائماً وغير منصف في مواجهة ما ارتكبته “إسرائيل” من جرائم حرب، ويكفي أنه لم يدن العدوان أو يرفع الحصار فوراً لإزالة آثار هذا العدوان، ووضع العربة قبل الحصان.

وبعد ما رأت الوفود الدولية المختلفة وفي مقدمتها الوفد البرلماني الأميركي برئاسة «جون كيري» رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والوفد الأوروبي برئاسة رئيس البرلمان الأوروبي، وخافيير سولانا وآخرهم «طوني بلير» مبعوث الرباعية الدولية، بأم أعينها كارثية الأوضاع الإنسانية والمادية الناتجة عن العدوان وإلحاحها على ضرورة رفع الحصار اللا إنساني الظالم المفروض على غزة، وعلى ضرورة إعادة الإعمار وإزالة آثار العدوان الصهيوني.

نتساءل، هل يمكن أن تدمر “إسرائيل” بغير عقاب ليعمر العالم بغير حساب؟!.. وهل يمكن عمليا إعادة الإعمار في غزة بدون رفع أو كسر الحصار الذي مازال مفروضاً بغير معنى ولا جدوى، وبغير مصلحة ولا جدوى، وبغير شرعية إنسانية أو قانونية أو أخلاقية ؟!..

وهل يمكن إعادة الإعمار تحت تهديدات القادة الصهاينة الأخيرة بـ «محرقة جديدة» ضد غزة، دون استنكار أميركي أو أوروبي أو دولي عبر اللجنة الرباعية التي تجتمع في شرم الشيخ بموازاة مؤتمر الإعمار، غير بعيد من تل أبيب المعتدية أو غزة المحاصرة والمهددة بالعدوان الصهيوني، خصوصاً مع إفشال “إسرائيل” لاتفاق للتهدئة ألحت على مصر للتوسط لإبرامه مع حماس؟!

كاتب مصري

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات