عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

أبراش: حكومة فياض لا علاقة لها بالمشروع الوطني

أبراش: حكومة فياض لا علاقة لها بالمشروع الوطني

اعتبر أكاديمي فلسطيني عُيِّن لفترةٍ كـ”وزيرٍ” في “حكومة” فياض (غير الدستورية)، أنها لا تمثِّل المشروع الوطني وغير معنيَّة به؛ لا كأشخاصٍ ولا كسياساتٍ، مشددًا على ارتباطها بأجندة الجهات المانحة.

وقال إبراهيم أبراش، في مقابلةٍ مع مجلة “البيادر السياسي” التي تصدر في القدس، في عددها الأخير، إن “حكومة” سلام فياض لا تمثل المشروع الوطني وغير معنيَّة به؛ لا كأشخاصٍ ولا كسياساتٍ، وهي مرتبطة بأجندة الجهات المانحة، مشيرًا إلى أنه في ظلها استمرَّ العدوان الصهيوني على الضفة وتعاظم “الاستيطان” والتنسيق الأمني.
 
وأوضح ملابسات موافقته على الانضمام لـ”حكومة” فياض لدى تشكيلها ثم استقالته منها، قائلاً: “عندما عُرض عليّ الأمر كنت مدفوعًا بالرغبة في مناصرة المشروع الوطني الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، معتقدًا أن “الحكومة” في رام الله ما زالت متمسكةً بالمشروع الوطني، وأن الانقسام لن يتعدَّى أشهرًا ثم نعود مجددًا إلى حكومة وحدة وطنية، وعلى هذا الأساس دخلت الحكومة”.
 
وأضاف: “ولكن بعد مرور شهر أو شهرين على تشكيل الحكومة بدأت أفكِّر في الاستقالة، عندما وجدت أنها لا علاقة لها بالمشروع الوطني ولا تمثِّله، وأن الهم الوطني ليس هو الذي يقود عملها”.
 
وأكد أن “حكومة” فياض (غير الدستورية) تخضع لإكراهات الدول الممولة والتنسيق الأمني والاتفاقيات الموقَّعة، بالإضافة إلى غياب الأفق عنها، مبينًا أنه سأل أكثر من مرة “مجلس الوزراء ورئيسه” (غير الشرعيين): “ما هو الأفق؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ فلم أجد إجابة، ووجدت أن الانقسام يترسَّخ”.
 
وقال: “بالتالي وجدت نفسي كأنني شاهدُ زورٍ، أي أنني وزير ولكن غير قادر على فعل شيء، وبالتالي لم أشأ أن يسجَّل عليَّ أني كنت وزيرًا في ظل هذه المرحلة الأسوأ في التاريخ الفلسطيني”.
 
وأشار إلى أنه حتى عندما فكَّر في شغل منصب وزير الثقافة وجد أنها ليست على سُلَّم اهتمامات “الحكومة”، وقال: “لا يوجد هناك أية إرادة حقيقية بتفعيل الثقافة الوطنية؛ لأنني كنت أؤمن أنه يمكن أن نحميَ المشروع الوطني ثقافيًّا من خلال الحفاظ على الثقافة الوطنية والهُوية والانتماء”.

 

وأكد أن السلطة هي أول من انقلب على “منظمة التحرير” وتجاوزها، معتبرًا أن أكبر الأخطاء في الساحة الفلسطينية تغييب “منظمة التحرير” وتهميشها لمصلحة السلطة.

واستعرض الواقع السيئ في سلطة رام الله، مشيرًا إلى هيمنة أشخاص وسلوكيات وممارسات أساءت إلى السلطة في حد ذاتها،  وقال: “ثم بعد ذلك تفرَّدت مجموعةٌ بعملية المفاوضات وعملية السلام بعيدًا عن الشعب الفلسطيني”.

وأكد أبراش ارتهان السلطة بالممول الخارجي، مشيرًا إلى أن غياب القرار الفلسطيني المستقل أدى إلى غياب إستراتيجية عمل وطني.

 

وشدد على أن السلطة أصبحت اليوم رهينة الاتفاقيات الموقَّعة والجهات المموِّلة، وقال: “هذه الاتفاقيات تهرَّبت منها “إسرائيل”، لكننا غير قادرين على أن نعلن موقفًا واضحًا بعدم الالتزام بها؛ لأننا الطرف الضعيف”.

 

وأكد أنها أصبحت –أي السلطة- “رهينةً بالجهات الممولة، وهذا بسبب غياب الاقتصاد الوطني؛ حيث لا يوجد لدينا اقتصاد يمكننا من خلاله الاعتماد على ذاتنا، فأصبحت السلطة ومؤسساتها وموظفوها يعتمدون بشكل أساسي على الجهات الممولة، التي يمثِّل الجزء الأساسي منها الأمريكان والأوروبيين؛ لذلك هم يتحكمون في القرار، وكل ذلك يرتبط بالمصالح؛ فلا يوجد اليوم في العلاقات الدولية تمويل لوجه الله”.

وحول فصائل “منظمة التحرير” في الضفة الغربية، قال أبراش إنها: “متصالحة مع “الحكومة” ومهادنة للاحتلال، ولا تمارس أية مقاومة”.

وأضاف أن هناك جهات في الضفة غير معنيَّة بالحوار والمصالحة وتوحيد غزة والضفة، واعتبر أن “لهذه الجهات مصالح وأجندات خاصة، وقد خلقت نوعًا من الشراكة الاقتصادية قائمة على المصلحة مع “إسرائيل”، مع واقع الفصل والانقسام”.

 

وقال: “هذه الجهات لا تريد أن تفقد أي مكتسبات حققتها في ظل هذا الانقسام، وفوق ذلك لا يمكن أن نغفل الدور “الإسرائيلي” الأساسي، فلا يمكن أن نتحدث عن مصالحة بين أهلنا في الضفة وغزة إن لم تكن “إسرائيل” حاضرة؛ لأن “إسرائيل” تفصل غزة عن الضفة”.

وأضاف: “عندما نتحدث عن المصالحة فلا بد أن تكون على أساس برنامج سياسي، وهذا البرنامج إن لم يكن متوافقًا مع الاتفاقيات الموقَّعة وشروط الرباعية فلن تسمح “إسرائيل” بالتوصل إليه، وهنا أتساءل: على أية أرضية وأي برنامج سياسي ستعقد المصالحة؟”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات