السبت 10/مايو/2025

حتى الست هيلاري تساوم على المقاومة

حتى الست هيلاري تساوم على المقاومة

صحيفة الشرق القطرية

التجويع حتى التركيع، هذا هو نهج “إسرائيل” لنزع اعتراف الفلسطينيين بالكيان الصهيوني، لكن الصمود حائل، فرغم محرقة الرصاص المصبوب على غزة، وهجوم سبعة ألوية من أكفأ الألوية العسكرية الإسرائيلية براً، وبحراً، وجواً، بطائراتها، ودباباتها، وقاذفاتها، وزوارقها إلا أن الخطة لم تؤت ثمارها وقد صمدت غزة صموداً أسطورياً رغم وحشية القصف.

لكن يبدو أن هناك هيلاري كلينتون لم تتصور عمق اليقين الذي يملأ قلوب ناس غزة ويقويهم ويصبرهم ويدفعهم لمزيد من المقاومة، ولأنها لا تعرف راحت تؤكد أن دعم إعادة إعمار غزة مشروط بحكومة تعترف ب”إسرائيل”، وكأنها تبعث برسالة مبطنة لحماس مفادها أنه إذا تنازلتم عن شرف المقاومة، وعن مشروعكم الوطني التحرري (إما نصر أو شهادة) فستكون هديتكم من أمريكا تسعمائة مليون دولار لإعمار غزة! ويبدو أن الست هيلاري لم تقرأ تاريخ حركات التحرر بالعالم ولم تدري ماذا يعني شرف البندقية!

وبما أنها تجهل معنى اليقين ومعنى أن يحب شعب موته أكثر من حبه للحياة فداء الأرض التي عشق ندعوها لزيارة غزة الصابرة لترى أولاً آثار المحرقة البربرية الوحشية، ثم ندعوها لتزور الأسرى بسجون “إسرائيل” المحكومين بمؤبدات لا تحصى ولتسألهم هل تبتم عن المقاومة؟ ولتزور أخوات الخنساء الصحابيات الصابرات اللائي ولدن أطفالهن بزنازين العدو وتسألهن هل تبتن عن المقاومة؟ ولتزور الجرحى المبتورة سواعدهم وأرجلهم ولتسألهم إن كانوا تابوا عن المقاومة؟ ولتزور آلاف الأرامل، والأيتام، والأطفال ولتسألهم هل ستتخلون عن المقاومة؟ فلتسأل ونرجو ألا تصعق إذا ما قال المسجونون والطلقاء، والرجال والنساء، والشيوخ والأطفال رغم الألم والحزن، والكسر، والبتر، والهدم والردم والدمار والموت: سنقاوم، جميعاً سنقاوم ولن نتخلى عن شرف المقاومة، لن نتوب عن عشق الأرض ومقاومة المحتل، وربما تعرف ساعتها أن ثمة فرقاً فادحاً بين (المساومة والمقاومة) وأن الشعب المقاوم عصي أبداً على الانكسار، ثم ما نفع الحكومة التي تريدين ونحن منذ عقود نتوه في دهاليز مفاوضات عبثية يرعاها شريك أمريكي فاقد لأي نزاهة ويكيل بمكيالين، ثم سؤال بديهي كيف يسقط للشعب الفلسطيني المقاومة والاحتلال قائم، يضرب متى شاء، ويجتاح متى شاء، ويحاصر متى شاء، ويهدد أحياء متى شاء، ويحفر أنفاقه تحت الأقصى متى شاء، بل إلى متى تسرق “إسرائيل” أرضا ليست لها بينما تباركون سرقاتها؟ يا ست هيلاري قبل أن تساومي على المقاومة مهم أن تعلمي أن الشعب الفلسطيني منذور للشهادة منذ ستين عاماً، ولن يسلم راية المقاومة حتى آخر طفل فيه، فهمت؟

وستظل المقاومة.. الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين

بعد اشتعال شوارع العالم بغضب الجماهير المليونية المنددة بحصار غزة ووحشية “إسرائيل” خلال حربها المجرمة التي صبت على رؤوس الفلسطينيين كل ما هو محرم دولياً من أسلحة، وبعد سقوط القناع الذي طالما قدمت به “إسرائيل” نفسها للعالم على أنها ضحية لا مجرم، وبعد أن شاهد العالم ضحايا محرقة غزة الذين جلهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ لتتنامى كراهية المجتمع الدولي للكيان السرطاني “إسرائيل”، كان لابد أن تقاطع أمريكا مؤتمر دربان بجنوب إفريقيا، والذي سبق أن أدان “إسرائيل” بوصفها دولة عنصرية.

بوضوح تشي مقاطعة أوباما للمؤتمر بمدى تحيزه لخاطر المحروسة بالعناية الأمريكية “إسرائيل”، بل ويفضح كون أمريكا الراعي الرسمي لكل غزوات الكيان السرطاني المحتل لجني منافع وخيرات جمة، كما يشرح مدى ضعف أوباما أمام “إسرائيل” التي يجاملها علناً بمقاطعة المؤتمر.

قد يدهش المتابعون الذين علقوا آمالاً كثيرة من موقف أوباما وهو الذي عانى أسلافه وأجداده من آلام العنصرية البغيضة لعقود، لكن تزول الدهشة بنظرة إلى وضع الرجل وقد وصل إلى الكرسي الهزاز بالبيت “الأسود” الذي أنساه على ما يبدو تلك الآلام العنصرية المريرة التي طالما أذلت، واستعبدت بني جلدته.

أوباما يدلل “إسرائيل”، ويطبطب على خاطرها الغالي، بل ويرمي بالعداوة من رماها، ويؤكد للمجرمة العتيدة “ليفني” التي تعتبر مؤتمر “دربان” معادياً للسامية، يؤكد لها أنه معها وسيجاملها أيضاً بمقاطعة المؤتمر الذي قد يدين “إسرائيل” هذه المرة إدانة غير مسبوقة.

ولا عجب فأمريكا التي وضعت تحت أمر “إسرائيل” أحدث نتاج أسلحتها المحرمة دولياً لتضرب بها العزل بغزة، وأمريكا التي مولت بناء المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري هي نفسها التي تقاطع المؤتمر دون أي إحساس بالخجل من ممالأة “إسرائيل”، وليتأكد لنا وللمرة المليون أن “أوباما” ومن سبقه كلهم عصابة عينها على هدف واحد، نهب ثروات العالم العربي المستضعف بالتفوق العسكري وهيمنة القوة، وتنمية قدرات “إسرائيل” لتبقى رمحاً موجعاً في خاصرة العالم العربي لتبتز من تشاء، وتستنزف من تشاء، وتنهب من تشاء، والعراق مثال صارخ لبلطجة أمريكا وديمقراطية الدبابات!!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات