السبت 10/مايو/2025

مشعل: حماس تسعى إلى مصالحة فلسطينية تحفظ وحدة الشعب ومقاومته وثوابته الوطنية

مشعل: حماس تسعى إلى مصالحة فلسطينية تحفظ وحدة الشعب ومقاومته وثوابته الوطنية

أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن المقاومة هي خيار حركته الإستراتيجي، وأنها واجبةٌ حتى تحرير كل شبر من فلسطين، لافتًا إلى أن “حماس” تسعى إلى مصالحة فلسطينية تحفظ وحدة الشعب ومقاومته وثوابته الوطنية.

وقال مشعل في كلمةٍ له أمام وفدٍ شعبيٍّ أردنيٍّ كبيرٍ في مقرِّه بدمشق اليوم السبت (28-2): “أطمئنكم أن إخوانكم لن يتخلَّوا عن خيار المقاومة؛ فقرارنا الإستراتيجي أن هذا الخيار، بل هذا الواجب وهذه الفريضة ماضيةٌ حتى نستعيد كل شبرٍ من أرض فلسطين”.

 

“حماس” ستبقى حركة مقاومة

 

وأوضح مشعل أن الصهاينة الذين “فشلوا في حربهم وحصارهم في نزع سلاح المقاومة وكسر إرادة المقاومين؛ لن ينجحوا بالسياسة والإجراءات الأمنية والبوارج يستقدمونها من أعالي البحار، في أن ينزعوا سلاح المقاومة أو أن يكسروا إرادتها”، لافتًا إلى أن “اختلال ميزان القوى لن يكون له الغلبة في حسم الصراع، بل إن هذا الفشل المتلاحق للصهاينة في غزة، ومن قبل في لبنان وفي مخيم جنين، يبشِّر وينبئ عن مسار الصراع المستقبلي بإذن الله تعالى”.

وأضاف: “أؤكد لكم أن “حماس” مهما امتدَّت في ميدان السياسة ستبقى حركة مقاومة، ومعركة غزة نموذج ودليل عملي قاطع على أن المجاهد لا تغيبه السنون ولا المواقع ولا المناصب.. الحكومات والوزارات وكل المسؤوليات عرضٌ عابر، وطريقٌ لخدمة الشعب لا بديلٌ عن خيار المقاومة”.

 

مصالحةٌ تحفظ وحدة الشعب ومقاومته

 

وعلى صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية، أكّد مشعل مضيَّ حركته في هذا المشروع والتوجه نحو مصالحةٍ تحفظ وحدة غزة والضفة، وتحمي مشروع المقاومة والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه دون انتقاصٍ أو مساومةٍ، مشيرًا إلى ذهاب الحركة إلى القاهرة للحوار في ظل الحاجة الملحّة إلى إعادة إعمار غزة، قائلاً: “رغم جرحنا النازف في غزة تعالينا على جراحنا.. لا نحمل حقدًا في نفوسنا، ونحن أَوْلى بتحقيق مصالح شعبنا؛ لذلك نحن ماضون بجديةٍ في مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية، وفي كل ما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية وفي كل ما يخدم شعبنا ويخفِّف من معاناته”.

وتابع: “تجاوبنا مع المساعي المصرية والعربية إلى إطلاق الحوار الفلسطيني رغم جرحنا النازف دمًا في غزة وعذابًا ومعاناةً في الضفة بفعل مئات السجناء في سجون السلطة، ومع ذلك تسامينا على الجراح، وإن كنا لا نتخلَّى عن مطالبنا لكننا في جميع الأحوال ماضون في مشروع المصالحة الفلسطينية”.

وطالب مشعل بمصالحةٍ تحفظ وحدة الشعب ونسيجه الاجتماعي، وأخوة أبنائه ووحدة غزة والضفة مع كل الأراضي الفلسطينية ومع الداخل والخارج الفلسطيني، وعلى طريق حماية مشروع المقاومة والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه دون انتقاص أو مساومة.

وأكد أنه مَن نظر إلى المصالحة بمنظارٍ آخر فهو واهم، قائلاً: “”حماس” لا تعطي بالضغط ولا بالحرب ولا بالحصار شيئًا تتنازل به عن حقوق شعبها وأمتها”.

وحول الإساءات التي وجّهها الإعلام العبري إلى نبي الله عيسى وأمه مريم العذراء عليهما السلام، ثمّ إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال مشعل: “هذه الجرأة الوقحة على أنبياء الله ورسله: على سيدنا المسيح عليه السلام وعلى السيدة مريم العذراء عليها السلام، ثم على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ منذرةٌ لسرعة الحسم مع هذا الكيان.. إن من يحاد الله ورسله لن ينتصر ولا مقام له في أرضنا المباركة”، وتابع قائلاً: “ونحن مسلمين ومسيحيين أَوْلى بهذه الأرض من هؤلاء الصهاينة، ولا نقول هذه أمنية بل قناعةً ورؤية وبرنامج عمل وخطى ثابتة على الأرض”.

 

أمن الأردن ورفض الوطن البديل

 

ثمّ وجّه مشعل رسالته السياسية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، مشدّدًا فيها على أن الخطر الحقيقي الذي يهدّد الأردن وكل البلاد العربية والإسلامية هو الكيان الصهيوني، خاصّةً مع قدوم “نتنياهو” إلى سدّة الحكم، مشيرًا إلى أنّ “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية حريصةٌ على أمن الأردن واستقراره، مجدّدًا الرفض القاطع لفكرة التوطين أو الوطن البديل.

وقال مشعل: “المقاومة ليست هي التي تشكِّل خطرًا على أرض الأردن الحبيب.. “نتنياهو” جربتموه وجربناه، وليس فقط “نتنياهو” بل من هم على يساره ومن هم على يمينه؛ كلهم يتربَّصون بنا.. معركتنا الوحيدة مع الاحتلال الصهيوني الذي هو عدوكم وعدونا”.

كما أعرب مشعل عن حرص “حماس” وفصائل المقاومة على أمن الأردن واستقراره، قائلاً: “نحن حريصون على أمن الأردن واستقراره كحرصكم عليه تمامًا؛ فالأردن جزءٌ عزيزٌ من الوطن العربي والإسلامي، ولا تهديد على الإطلاق بالأمس ولا اليوم ولا غدًا من طرف المقاومة على أمن الأردن ولا الأمن العربي ولا الإسلامي، بل نحن حصرنا معركتنا ضد الصهاينة في داخل فلسطين.. لن نخرج خارج فلسطين”.

كما جدّد مشعل في ختام كلمته أمام الوفد الأردني رفض كل مشاريع التوطين والوطن البديل، مشدّدًا على أنّه لا بديل عن حق العودة، وقال: “لا نقبل تسويةً أو حلاًّ لقضية فلسطين على حساب الأردن أو أي بلد عربي أو إسلامي آخر؛ لذلك نحن متمسكون بحق العودة، ونرفض التوطين بكل أشكاله، فضلاً عن أننا وبكل قوة نرفض الوطن البديل، ولا نقبل عوضًا عن فلسطين “.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات