الأربعاء 26/يونيو/2024

هنية: الحوار الوطني وسيلة للإنقاذ وليس مجرد تكتيك سياسي وأولويتنا تحقيق المصالحة

هنية: الحوار الوطني وسيلة للإنقاذ وليس مجرد تكتيك سياسي وأولويتنا تحقيق المصالحة

أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية الشرعية، أن الحوار الوطني هو وسيلة للإنقاذ الوطني وليس مجرد تكتيك سياسي، مشددًا على أن الأولوية عند الحكومة وحركة “حماس” هي “تحقيق مصالحة وطنية حقيقية”.

وحدد هنية في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” قبيل انطلاق الحوار الفلسطيني بشكل رسمي اليوم الخميس (26/2)، ستة أهداف أساسية للحوار الذي تسعى إليه حركة “حماس”، قائلاً: “إن الحوار يشكل جسرًا نحو التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية؛ ويحفظ لشعبنا كرامته وصموده وتضحياته؛ ويحقق له مرجعية سياسية عليا عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة؛ ويحقق له حكومة فلسطينية وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية، ويعيد لهم بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بعيدًا عن المحاصصة أو التعاون الأمني مع الاحتلال، ويحفظ للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة”.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، أن اتفاق القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق مكة، والعمل الطويل المشترك في إطار لجنة المتابعة العليا للانتفاضة في القطاع، وهيئة التنسيق بين الفصائل في الضفة؛ تمثل أرضية صلبة لإنجاح الحوار.

وأشار هنية إلى أن الأولوية بعد معركة “الفرقان” في هذه المرحلة، هي توفير الإغاثة العاجلة وهي عملية مستمرة، ورفع الحصار والاعمار، مشددًا على ضرورة عدم تسييس هذه القضية أو إخضاعها للابتزاز أو الاستحواذ.

ورفع هنية شعار “شركاء في الصمود شركاء في الإعمار”، مؤكدًا ضرورة إنجاز عمليات الإغاثة والاعمار في أسرع وقت من أجل إنهاء معاناة أهلنا الذين تضرروا من العدوان الصهيوني.

وحول العلاقة مع جمهورية مصر العربية، شدد على أنها خيار استراتيجي وليس مصلحة طارئة، مؤكدًا أن “حماس” التزمت بخطوات ثابتة في مسار هذه العلاقة من خلال حماية الأمن القومي المصري وعدم التدخل في الشأن الداخلي والحفاظ على المسافة المطلوبة للاختلاف السياسي.

ورأى أن التردد والمزايدات الحزبية الصهيونية؛ هي التي تعيق إنجاز اتفاق التهدئة، لافتًا إلى تراجع الاحتلال عن التفاهم الذي توصلت له حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية مع القيادة المصرية.

ودعا هنية إلى استمرار الهبة الجماهيرية غير المسبوقة التي شملت العالمين العربي والإسلامي ومختلف أنحاء العالم، تعاطفًا مع الشعب الفلسطيني، والتي برزت خلال “معركة بدر غزة”، مشددًا على أن هذه المعركة أعادت للقضية الفلسطينية مكانتها الطبيعية، وأصبحت وعاء استراتيجيًّا لنهضة الأمة.

وبخصوص تطورات صفقة التهدئة والأسرى قال هنية: “إننا ندور مع مصلحة شعبنا ونمضي حيث يمكن تحقيق هذه المصلحة”، مشيرًا إلى تراجع الاحتلال عن تفاهم محدد مع القيادة المصرية بشأن التهدئة وسقفها ومطالبها وآلياتها.

 وعزا هنية هذا التراجع إلى المزايدات بين الأحزاب الصهيونية ومحاولة التغطية على الفشل في غزة.

ورأى أن نتائج الانتخابات الصهيونية سوف يترتب عليها المزيد من التعقيدات في دولة الاحتلال، بما في ذلك المزيد من حالة الاضطراب في صنع واتخاذ القرار السياسي داخل الكيان، مؤكدًا أن هذه النتائج أظهرت فشل من قادوا الحرب على غزة وأصبحوا صرعى لها.

وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه سيكلف قادة الاحتلال أحلامهم السياسية، رادًّا على كل من يتخوف من قدوم اليمين الصهيوني بقول الله تعالى: “إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”.

وفيما يلي نص المقابلة:

 الحوار وفرص النجاح

* مع بدء الحوارات واللقاءات الثنائية مع حركة “فتح” تمهيدًا لانطلاق الحوار الشامل، ما يزال البعض يتساءل ويتشكك في جدية الأطراف المختلفة وقناعتها بهذا الحوار وما يمكن أن ينتج عنه؟

بداية نعتبر الانقسام الفلسطيني بغض النظر عن ظروفه وملابساته ظاهرة غير طبيعية، لابد من العمل بجدية للخروج منها، ونرى أن الحوار هو السبيل إلى ذلك، بغرض إحياء مبدأ الشراكة الوطنية في العمل السياسي، وبحسب القواعد الدستورية والأعراف السياسية، خاصة أننا في مرحلة السعي للتحرر من الاحتلال، ولذلك نحن نضع الصالح العام للقضية الفلسطينية في مقدمة الأولوليات وخاصة وحدة الضفة وغزة وتقديمها على المصالح المحددة، خاصة في حال التعارض بينهما.

 

* لكن ما هو شكل الحوار المطلوب والذي يمكن أن يُبنى عليه ويفضي إلى نتائج؟

نحن نسعى إلى حوار وطني جاد ومخلص ومعمق؛ يشكل جسرًا نحو التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية؛ ويحفظ لشعبنا كرامته وصموده وتضحياته؛ ويحقق له مرجعية سياسية عليا عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة، ويحقق حكومة فلسطينية وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية، ويعيد بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بعيدًا عن المحاصصة أو التعاون الأمني مع الاحتلال، ويحفظ للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة.

 

مصالحة لمجابهة استحقاقات المرحلة

* هناك من يستغرب كيف أن بعض الأطراف التي كانت ترفض الحوار باتت تنادي به بشدة، هل من تفسير لديكم؟

بعيدًا عن الدخول في تفسير ودوافع الأطراف الأخرى من وراء هذا الحوار، خاصة بعد الصمود الأسطوري لشعبنا وحكومتنا وحركتنا في القطاع، فإن الأولوية عندنا هي تحقيق مصالحة وطنية حقيقية على سياسية جامعة وواضحة تعيد للفلسطينيين وحدتهم، وتمكنهم من مواجهة استحقاقات المرحلة القادمة برؤية وبرنامج سياسي مشترك يعبر عن الكل الفلسطيني، بعيدًا عن التهميش والإقصاء، على طريق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 

إذاً هل تعتقدون أنه بالإمكان الوصول لشيء من وراء هذا الحوار؟ وما الأرضية التي يمكن الاعتماد عليها؟

 نذكِّر أننا نملك موروثًا من الأدبيات والوثائق ما يساعدنا على الوصول إلى تطلعات شعبنا من هذا الحوار، فاتفاق القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق مكة، والعمل الطويل المشترك في إطار لجنة المتابعة العليا للانتفاضة في القطاع، وهيئة التنسيق الفصائلي في الضفة، كل ذلك يمثل أرضية صلبة لإنجاح الحوار.

ومن المهم أن نذكر بأن تهيئة المناخ واجب لانطلاق الحوار قويًّا وفاعلاَ بما يقتضي خطوات واضحة وملموسة لإغلاق ملف الاعتقال السياسي، ووقف الحملات الأمنية، وإعادة فتح المؤسسات المغلقة، والإيمان بالشراكة في القرار السياسي والأمني.

 

ارتياح وتخوف

* ولكن حدثت في الأيام الماضية تفاهمات على وقف الحملات الإعلامية وإطلاق سراح المعتقلين لم يتم الالتزام الكامل بها؟

استقبلنا في الحكومة بارتياح التفاهمات التي جرت بين قيادة الحركتين -التي أعلن عنها قبل عدة أيام، وليس الاتفاق الجديد الذي أًعلن عنه في وقت متأخر مساء الأربعاء (25-2)- والتي ارتكزت على وقف الحملات الإعلامية والأمنية، وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، والتزامًا من الحكومة بهذه التفاهمات وحرصًا منها على خدمة الأجواء المناسبة، اتخذت جملة من الإجراءات على هذا الصعيد، لكن المراقبين لم يروا أي مؤشرات من قبل رام الله على الالتزام بالاتفاق، حيث لم تتراجع مفردات الخطاب التوتيري واستحضار القضايا المفبركة، ولم يتم الإفراج عن المعتقلين، بل بالعكس الإجراءات على الأرض أخذت منحى التصعيد، والمعلومات التي تصل من الضفة لا تبشر بخير حتى فيما يتعلق بأساليب التعذيب.

 

هناك من يقول أن غزة لا تخلوا من انتهاكات مماثلة؟

عندنا قد تقع أخطاء وتجاوزات ولا أحد معصوم من الخطأ، ولكننا نحاسب ونراجع ونضع الضوابط، ولا نجعل من السلوك الفردي نهجًا وسلوكًا عامًّا، ولكنني أخشى أن هناك من يضع العصي في دواليب الحوار.

إنني أدرك أن ما بيننا مصانع الحداد، وأن طريق الحوار ليست مفروشة بالورود، وسوف تتعرض لكثير من العقبات والمنغصات، ولكن في الوقت ذاته أؤكد بأن الحوار مصلحة وطنية عليا ومبدأ جوهري في العمل السياسي، لذلك لا بد من السعي له، والعمل على إنجاحه على النحو الذي ينجز أهدافه الوطنية، ولا يكون وسيلة لتغليب مصلحة غير وطنية أو مصلحة طرف فلسطيني على حساب طرف آخر.

 

الأولويات في هذه المرحلة: الإغاثة ورفع الحصار والاعمار

* على صعيد الوضع في غزة بعد العدوان الصهيوني الأخير، ما الأولويات الحالية؟

إن أحد أهم عوامل النصر الذي تحقق خلال معركة “الفرقان” هو هذه اللحمة الرائعة التي تجلت أجمل صورها بين المقاومة والشعب، وهذا الالتفاف الجماهيري حول برنامج الصمود والتمسك بالثوابت، وقد فشل العدوان في إحداث شرخ بين الشعب والحكومة والمقاومة، ومن هنا فإن سياستنا اليوم تسعى أكثر من أي وقت مضى إلى الالتحام بالجماهير والوفاء لصمود الشعب وتضحياته، ووضعنا في سبيل ذلك الأولويات التالية:

1- الإغاثة العاجلة وتقديم العون السريع لأهلنا المتضررين وأصحاب البيوت وعوائل الشهداء والجرحى والعمال والمزارعين والصيادين وأصحاب المصانع الوطنية وغير ذلك.

2- العمل من أجل فتح المعابر ورفع الحصار والعمل على أكثر من صعيد سياسي ودبلوماسي وإعلامي وجماهيري من أجل تحقيق ذلك.

3- إعادة الإعمار: وقدمنا صيغًا عديدة للشروع في هذا الأمر بما في ذلك الموافقة على تشكيل لجنة برلمانية، وبإضافة ب

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 17 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...