الإثنين 12/مايو/2025

السلام بالعدل وليس بالقوة

السلام بالعدل وليس بالقوة

صحيفة البيان الإماراتية

يثبت في كل الحالات السياسية الإقليمية والعالمية، وفي كل الظروف التاريخية القديمة والمعاصرة، أن القوة العسكرية لم ولا تقوى وحدها على فرض السلام بشروطها، ولم ولن تتمكن وحدها من تحقيق الأمن لمن يملكها ببطشها وجبروتها.. فالسلام لا يجلب السلام مع استمرار الاحتلال، والقوة لا تجلب الأمن مع استمرار الظلم، إنهاء الاحتلال والعدل فقط يحقق السلام الذي يجلب الأمن، وليس العكس.

والخطأ الذي وقع فيه بعض الساسة محدودي النظر وفقراء الفكر بالمبالغة في الرهان على القوة الخشنة هو الذي دفعهم إلى الوقوع في الخطيئة بارتكاب جرائم العدوان والاحتلال وسفك دماء الشعوب وتدمير أوطان الغير لقد ثبت خطأ بوش ومن على شاكلته في أميركا بالرهان على خيار القوة العسكرية لفرض الهيمنة الإمبراطورية وهو ما سقط في العراق فبدا الانسحاب لا مفر منه ولو بنصف انتصار، وهو أيضاً ما غرق بجيوش الناتو في مستنقع أفغانستان العميق فبدا الانسحاب عصياً عليها ولو بنصف هزيمة..

وستثبت خطيئة «نتانياهو» ومن على شاكلته في «إسرائيل» بالرهان على القوة العسكرية لفرض الشروط الإسرائيلية على كل العرب ورفض خيار السلام العادل الذي يشترط الانسحاب الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الذي أخرجوا منه بالقوة فلسطين..

مثلما سقط من قبل رهان شارون على القوة في غزة فاضطر إلى الانسحاب، ومثلما سقط رهان ثلاثي العدوان أولمرت وليفني وباراك الذين لم يسعفهم خيار القوة المجرمة في كسب الأصوات، بعدما سقط رهانهم على القوة مرتين في لبنان على أيدي المقاومة اللبنانية ومرتين في غزة على أيدي المقاومة الفلسطينية.

القوة العسكرية لها حدود بل هي التي تولد المقاومة المسلحة، يبدو هذا واضحاً لنا بقدر ما هو غائب عن دوائر اليمين المتطرف في “إسرائيل”، أو اليمين المتصهين في أميركا والفشل في النهاية سوف يكون حليف من لم يقرأ الدروس.

ويؤكد الكاتب الأميركي اندرو ج. باسيفيتش في كتابه «حدود القوة» على أن الولايات المتحدة الأميركية لم تنعم بعد نهاية الحرب الباردة بـ «السلام» الذي كانت تنشده. بل على العكس من ذلك وجدت هذه القوة «المنتصرة» نفسها في مواجهة حالة من الارتباك ومن الصراعات المستمرة.

وبغياب الاتحاد السوفييتي السابق، اندفع وحيد القرن الأميركي للتورط بإغراء القوة في سلسلة نزاعات لا سابق لها، هكذا في اللحظة التي امتلكت فيها أميركا قوة عسكرية واقتصادية استثنائية، برزت طموحاتها الإمبريالية الاستثنائية، ترجمتها النزاعات التالية لانهيار جدار برلين، وعلى خلفية «ميزان قوى جديد» تورط الأميركيون في عمليات غزو عسكرية في بنما وفي منطقة الخليج عبر حرب الخليج الأولى عام 1991 وفي البوسنة وهاييتي وكوسوفو وأفغانستان والسودان «من خلال عمليات قصف جوي».

و”إسرائيل” نتانياهو التي لم تتعلم دروس التاريخ على عكس أميركا أوباما، تحاول بالقوة الجبارة فرض هيمنتها الإقليمية على المنطقة العربية والإسلامية بدءاً من فلسطين، وحين أعماها غرور القوة بعد انتصارها الخيالي في عام 67 وتمددت بأكثر من حجم قوتها الحقيقية ومارست بالقوة مجازرها الوحشية، بدأت قوتها التي لا تقهر تواجه القهر والهزائم بدءاً من حرب رمضان على يد القوات المصرية والسورية عام 73.

ومروراً بالطرد من جنوب لبنان عام 2000، والفشل والخذلان في عدوانها الثأري على لبنان 2006، والفشل والخذلان عام 2009 في عدوانها الهمجي على غزة بفضل صمود الشعب وبسالة المقاومة الفلسطينية ودعم الشعوب العربية والإسلامية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....