الخميس 08/مايو/2025

تقرير مشبوه يدافع عن جرائم إسرائيل

تقرير مشبوه يدافع عن جرائم إسرائيل

صحيفة أخبار الخليج البحرينية

أنتوني كوردسمان محلل عسكري بارز وباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي نشر مؤخراً “تقريراً استراتيجياً” عن مذبحة غزة وتوصل فيه إلى أن “إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي أو قوانين الحروب”.

لقد أعد أنتوني كوردسمان التقرير المذكور بعد زيارة ميدانية مولها برنامج تبادلي يعرف باسم:

project lnterchange علما أن هذا البرنامج ممول من اللجنة اليهودية الأمريكية.

الغريب أن انتوني كوردسمان قد اعتمد على تصريحات الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي.

كتب عوزي بنزمان يقول في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية:

“لقد تخلت الدولة، بما في ذلك المؤسسة العسكرية، منذ أمد طويل عن كل ما يمت بصلة إلى المصداقية”.

أما بي. مايكل فقد كتب يقول في صحيفة يديعوت أحرونوت:

“إن البيانات التي ظل الجيش الإسرائيلي يصدرها خلال الحرب على غزة قد حررت المؤسسة العسكرية من شروط الحقيقة. لقد أصبحت هياكل السلطة في إسرائيل” مصابة بثقافة الكذب”.

تلك هي المصادر التي اعتمد عليها أنتوني كوردسمان في “تقريره الاستراتيجي”.

لقد ضبطت “إسرائيل” خلال عملية الرصاص المسكوب وهي تكذب، وخاصة فيما يتعلق باستخدام قنابل الفسفور الأبيض الحارقة.

نتذكر جميعاً سيل الأكاذيب الإسرائيلية خلال حرب يوليو 2006 في لبنان إضافة إلى المذابح الأخيرة في غزة.

مارك جارلاسكو كبير المحللين العسكريين وهو يتساءل مستغرباً التقرير الذي وضعه أنتوني كوردسمان والمصادر التي استند إليها وما خلص إليه من معلومات:  “كيف يمكن لأحد أن يثق بالجيش الإسرائيلي؟”.

لقد زعم كوردسمان أن بيانات الجيش الإسرائيلي تقدم معلومات مهمة حول حقيقة ما جرى في غزة بل إنه يورد بعض التصريحات العسكرية الإسرائيلية من دون أدنى تعليق أو تحليل بعين الباحث الاستراتيجي، بل إنه يزعم أن هذه المصادر العسكرية الإسرائيلية أكثر مصداقية من بقية المصادر الأخرى، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة، وهو يتهم المصادر غير الإسرائيلية هذه بالانحياز إلى الفلسطينيين.

لذلك فعندما تزعم “إسرائيل” أن ثلثي القتلى في غزة هم من مقاتلي حركة حماس فمن يطعن في هذا الكلام؟

لقد سبق لهذه المصادر الإسرائيلية أن زعمت في صيف 2006 أن 60% من القتلى في الحرب التي خاضتها آنذاك في لبنان هم من مسلحي حزب الله.

رغم أن مختلف المصادر الأخرى قد قالت إن نسبة القتلى من مسلحي حزب الله لا يتجاوزون 20% من إجمالي اللبنانيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي جراء القصف العشوائي.

اعتبر انتوني كوردسمان أن “قوانين الحرب” و”السوابق التاريخية” لا تمنع “إسرائيل” من اللجوء إلى استخدام القوة المفرطة علما أنه هو نفسه من أشد منتقدي قوانين الحرب الدولية إذ انه يزعم أنه يصعب على أي جيش في العالم الالتزام بها أو تطبيقها.

يزعم انتوني كوردسمان أن قوانين الحرب منحازة لأنها تقيد الدول ولا تلزم اللاعبين من غير الدول مثل حزب الله وحركة حماس.

لقد ظل كوردسمان يسهب في مدح ما سماه حرص “إسرائيل” على الحد من الخسائر البشرية والأضرار التي تلحق بالبنى التحتية وزعم أن كل عملية قام بها جيش سلاح الجو الإسرائيلي كانت بناء على تحليل ميداني دقيق يشمل تقييم الأهداف وخطر إصابة المدنيين والمواقع الأخرى الحساسة مثل المدارس والمساجد والكنائس والمصحات والمستشفيات.

كتب: كوردسمان يقول:

“لقد خطط الجيش الإسرائيلي بكامل الدقة والحرفية لمختلف عملياته الجوية والبرية بحيث يتم التمييز ما بين الأهداف العسكرية والمدنية. إنه يعرف كل هذه التفاصيل لأن ذلك هو ما قاله له مضيفوه الإسرائيليون وذلك ما ظلت تردده أيضاً مختلف البيانات الصحفية”.

لا شك أن كوردسمان يعلم جيداً أن الكثير من أهداف حركة حماس كانت توجد داخل مناطق آهلة بالسكان ومعروفة بكثافتها الديمغرافية العالية بحيث يصعب تمييز الأهداف المدنية عن الأخرى العسكرية.

إليكم الأرقام الإحصائية بعد نهاية عملية الرصاص المسكوب في غزة التي استغرقت ثلاثة أسابيع:

لقد دمر جيش الدفاع الإسرائيلي 15 ألف منزل وشرد 50 ألفاً من سكان قطاع غزة كما ألحق أضراراً فادحة بما لا يقل عن 160 مدرسة و1500 مصنع وورشة عمل إضافة إلى إتلاف أكثر من 80% من المحاصيل الزراعية.

إذا كان الجيش الإسرائيلي يتوخى منتهى الدقة في ضرب أهدافه فإن هذا الدمار العارم الذي لحق بقطاع غزة يصبح إذاً متعمداً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...