الثلاثاء 06/مايو/2025

غضبهم وغضبنا

غضبهم وغضبنا

صحيفة البيان الإماراتية

ما زال في العالم رجال محترمون.. فبعد أردوغان وشافيز وموراليس وكارتر وكيري، ها هو «جورج جلوي» زعيم حزب «الاحترام» في بريطانيا.. إنكم تعرفونه وتذكرون مواقفه المشهودة تأييداً لقضايا العرب والمسلمين من العراق ولبنان إلى غزة وفلسطين، والذي حاربته القوى الصهيونية في بريطانيا ولم تستطع أن تخمد صوته أو أن تمنع حركته المحترمة رفضاً للعدوان ودعماً لقضايا الحرية والعدل والسلام.

ومن على منصة البرلمان الإنجليزي وقف النائب المنتخب «جلوي» يدين بأعلى صوته تبعية بريطانيا لأميركا وانحيازهما ل”إسرائيل”، ويتهم بوش وبلير بالكذب ويصف بلير بأنه كلب بوش المدلل، وحين هدده الكونجرس الأميركي في عهد بوش بالمحاكمة بذريعة دعم منظمات الإرهاب لمساندته للمقاومة العربية ومعارضته للعدوان البريطاني الأميركي على العراق، سارع بالذهاب إلى واشنطن، وعلى منصة الكونجرس وقف بشجاعة يقول لأعضائه «سمعت أنكم تهددون بمحاكمتي في الكونجرس الأميركي، فقررت المجيء إلى الكونجرس الأميركي لمحاكمتكم»..

إنه يقود الآن أطول قافلة مساعدات شعبية من الجمعيات الحقوقية والجماعات السياسية البريطانية مع كتيبة من المتطوعين البريطانيين المسلمين والمسيحيين واليهود في الطريق إلى غزة في أطول رحلة برية من لندن إلى غزة مروراً بدول أوروبية، وعبوراً من أسبانيا إلى المغرب ودول المغرب العربي وانتهاء بمعبر رفح أو معبر «العوجة» في مصر للعبور الإنساني إلى غزة.

فهل ستتبع “إسرائيل” أسلوب البلطجة وقطاع الطرق في البر مثلما سبق لها أن تعاملت بالبلطجة والقرصنة في البحر على سفن المساعدات العربية والدولية التي كانت في طريقها إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، بدءاً من السفينة الليبية «المروة» أول سفينة عربية تحاول كسر الحصار العبري والعربي.

ومروراً بالسفينة الإيرانية «الكرامة» التي لم تسمح لها “إسرائيل” بالوصول إلى ميناء غزة، ولا حتى سمح لها بتفريغ شحنتها في ميناء العريش المصري، وانتهاءً بالسفينة اللبنانية «الأخوة» التي هاجمها القراصنة الصهاينة واقتحموها وأسروا المناضلين العرب والأوروبيين المسلمين والمسيحيين من ركابها، وسرقوا الأغذية والأدوية التي كانت على متنها!

ومع ذلك فالقيمة السياسية الكبرى لهذه المبادرة الشعبية البريطانية ليست أقل من القيمة الإنسانية الكبرى خصوصاً أن بريطانيا الرسمية لا الشعبية هي المسئولة عن الجريمة السياسية والمأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي حولت بريطانيا أكثر من نصفه إلى لاجئين بغير وطن قومي حتى الآن! وبريطانيا الرسمية عليها مسئولية قانونية تجاه كل العرب الذين احتلتهم ثم قسمتهم مع فرنسا، ومنحت بينما هي لا تملك وعداً لمن لا يستحق على لسان وزير خارجيتها بلفور بتسليم فلسطين للصهاينة لإقامة «وطن قومي لليهود في فلسطين»!

لقد خسرت “إسرائيل” كثيراً بعدوانها الهمجي الإجرامي على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، خسرت أخلاقياً لدى شعوب العالم بغض النظر عن مواقف حكوماته، حين ظهرت بكل إجرامها اللاإنساني، وبكل إرهابها الوحشي..

فصحيفة الغارديان البريطانية تحدثت عن «موجة غضب جديدة»، منذ 21 يوماً غير مسبوقة بين طلاب 21 جامعة بريطانية، ولدتها الاعتداءات والفظاعات الإسرائيلية الأخيرة على شعب غزة، حيث احتل الطلبة عشرات المباني الجامعية في بريطانيا، وأرغموا الكثير منها على منح الفلسطينيين منحاً دراسية وقطع علاقاتها بشركات السلاح المرتبطة ب”إسرائيل”.

إذن، ليس جلوي وحده هو المحترم في بريطانيا بل أيضاً طلاب بريطانيا.. وها هم البريطانيون يغضبون على “إسرائيل”.. فكيف لا يغضب بعض العرب من أنفسهم؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...