الأسطل: دعم المقاومة وتطوير إمكانياتها أكبر ضمانة لوقف تهويد القدس

أكد الدكتور يونس الأسطل القيادي في حركة “حماس” وعضو المجلس التشريعي أن أكبر ضمانة لوقف تهويد القدس المحتلة هو تطوير المقاومة إمكانياتها وأسلحتها لتكون قادرةً على إيلام العدو والرد على جرائمه، وطالب بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته باعتبارها رأس الحربة في مواجهة العدو الصهيوني.

جاء ذلك في كلمةٍ له خلال المسيرة الحاشدة التي شارك فيها الآلاف بعد مغرب اليوم الثلاثاء (24-2) بدعوةٍ من حركة “حماس” في خان يونس؛ نصرةً للمسجد الأقصى ورفضًا للإساءات الصهيونية لعيسى عليه السلام.

وقال: “لسنا بحاجةٍ إلى رجال؛ فلدينا شبابٌ كلُّهم مشاريع شهادة، ولكننا نريد دعمًا ماديًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا وإمدادًّا بالسلاح المضاد للدروع والدبابات والطائرات؛ كي لا تعيث فسادًا في أرضنا”.

وأكد أن هذه المسيرة الحاشدة انطلقت للتعبير عن احتجاج وتنديد الشعب الفلسطيني ورفضه السياسات الصهيونية بحق القدس والمسجد الأقصى، وتنديدًا بالصمت العربي والدولي، مشيرًا إلى أن الاحتلال يريد تعويض هزيمته في غزة بتصعيد إجراءاته التهويدية والاستيطانية في القدس.

وشدد على أن العدوان على مدينة القدس يأتي ثمرةً لاتفاقية “أوسلو” وما تلاها من اتفاقات مثل “أنابوليس”، معتبرًا أن هذه الاتفاقات جنَّدت السلطة لتكون حاميةً للاحتلال.

وأوضح أن تركيز الحملة الصهيونية على منطقة البستان في حي “سلوان” بالقدس المحتلة، يأتي لقربها من حائط البراق؛ حيث يسعى الاحتلال الصهيوني إلى تفريغ المنطقة وحفر المزيد من الأنفاق تحت المسجد الأقصى من أجل تهيئة الأجواء لتقويض أركانه.

وشدد على أن المقاومة هي التي تمنع إقدام الاحتلال على هدم المسجد الأقصى، مستهجنًا أن يُجنَّد العالم للحديث عن الأنفاق التي تمد غزة برمق الحياة، في حين يتجاهل الأنفاق والحفريات أسفل المسجد الأقصى.

وأشاد الأسطل بجهود أهل مدينة القدس، وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح، في الحفاظ على المسجد الأقصى، وفضحهم مخططات الاحتلال أمام العالم كله.

وحول ملف التهدئة، أكد القيادي البرلماني أن صفقة التهدئة كانت على وشك الإعلان عنها منتصف ليل الأحد الماضي، غير أن الاحتلال الصهيوني تراجع في اللحظات الأخيرة كعادته التي تحدث عنها القرآن الكريم، معتبرًا أن الكيان الصهيوني وجَّه بتراجعه صفعةً وإهانةً إلى الوساطة المصرية.

وأكد الأسطل أن بعض أطراف السلطة في رام الله أجهضت جهودًا “قطرية– فرنسية” كانت على وشك إنجاز صفقة لإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني “جلعاد شاليط”؛ حتى لا يمثِّل نجاحُ الصفقة انتصارًا للمقاومة.

وقال: “إن الاحتلال خضع لشروط المقاومة في هذه الصفقة، والتي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ذوي الأحكام العالية، غير أن تدخُّل بعض أطراف سلطة رام الله واعتبارهم أن صفقة من هذا النوع يمكن أن تُضعف مكانتهم؛ أدى إلى تعطيلها”.

وأكد تمسك المقاومة بمطالبها حول نوعيات الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، وأنها لن تتنازل عن ذلك مهما كان حجم التضحيات.

وحول ملف المصالحة، قال الأسطل: “إننا نستبشر بالجهود الرامية إلى تحقيق مصالحة رغم أن الإجراءات على الأرض من سلطة رام الله لا تشير إلى ذلك؛ إذ تواصل اعتقال ما يزيد عن 700 معتقل”، معتبرًا الحديث عن تشكيل لجنة لدراسة الملفَّات مجرد محاولة لإماتة القضية وذر الرماد في العيون، قائلاً: “إذا أردت أن تقتل قضية فشكِّل لها لجنة”.

وأكد أن الحوار سيناقش الملفات الخمسة بشكلٍ متوازنٍ، وأن أي خلل في أحد الملفات سينعكس على الملفات الأخرى.