الكيان الصهيوني نحو المزيد من التطرف

صحيفة الوطن القطرية
أظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية اتجاه الكيان الصهيوني نحو تأكيد استمراره في اعتماد نهج التطرف والعدوان والجنوح أكثر في هذا المسار الذي نشأ وترعرع عليه مسقطاً بذلك كل الأوهام التي أشاعتها الدول والقوى التي سارت في ركب توقيع الاتفاقات مع هذا الكيان وتطبيع العلاقات معه لإقناعه بالسير في خيار التسوية والقبول به كياناً على أرض فلسطين المحتلة منذ عام 48 مقابل أن يتخلى عن الأرض التي احتلها عام 67.
فالنتائج أسفرت عن فوز كاديما بـ 30 مقعداً، والليكود بـ 28 مقعداً، وإسرائيل بيتنا بـ 15 مقعداً، وحزب العمل بـ 13 مقعداً، وحركة شاس بـ 9 مقاعد، والقوائم العربية بـ 11 مقعداً.
وهذه النتائج تدلل على أنه رغم تقدم كاديما على الليكود إلا أن لا أحد منهما قادر وحده على تشكيل حكومة، ولا الاثنين معاً فكل واحد منهما يحتاج إلى أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة، وهذا دونه مفاوضات شاقة، وشروط، وشروط مضادة، قد تفضي إلى فشل نتانياهو في التشكيل، وتدفع بالرئيس الإسرائيلي بعد 24 يوماً من تكليفه إلى تكليف ليفني التي تنتظر هذه الفرصة.
غير أن نتانياهو يجد بدوره الأمور أكثر تعقيداً فهو إذا ذهب نحو الاتفاق مع ليبرمان، وبالتالي تشكيل حكومة تعتمد فقط على ائتلاف أحزاب اليمين، واليمين المتطرف فإنه سوف يثير استفزاز إدارة اوباما، والاتحاد الأوروبي ويضع الدول العربية المسماة بالمعتدلة في حرج، ومأزق شديدين مما يعزز من الموقف العربي الداعي إلى الكف عن سياسة المراهنة على حصول تحول في الكيان الصهيوني نحو التسوية، وأن الرهان العربي يجب أن يتجه نحو ترتيب البيت العربي، وإعادة النظر في طرح المبادرة العربية التي لم يكن لها من دور سوى تشجيع الكيان الصهيوني على التمادي في عدوانه، وتجاهله للعرب حيث اعتبر المبادرة دليل ضعف العرب، ولهاثهم للتسوية معه، فيما هو لا يفهم لغة سوى لغة الوحدة، والمقاومة في مواجهته.
إن النتيجة الأولى للانتخابات هي تعزيز التوجه الإسرائيلي نحو إدارة الظهر لأي مفاوضات، وإذا ما حصلت مفاوضات نتيجة ضغط من إدارة أوباما فإنها ستكون مجرد مفاوضات شكلية سوف يعمل نتانياهو على إفشالها كما أفشلها في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون.
على أن النتائج أظهرت:
1 ـ ازدياد واقع التذرر، والانقسام في الكيان الصهيوني، وغياب الحزب الذي يستطيع أن يشكل أغلبية، أو حتى حزبين معاً، وهو ما عكسه توزيع المقاعد في الكنيست وتراجع حصة الأحزاب الكبيرة.
2 ـ التراجع الكبير المتواصل لحزب العمل من صدارة الأحزاب ليصبح في المرتبة الرابعة حيث لم يحصل سوى على 13 مقعداً مما يشير إلى أن هذا الحزب يسير نحو مزيد من الانحسار، واحتمال تشظيه، وحصول نزف جديد في صفوفه وتلاشيه لصالح تشكيل حزب جديد كما حصل مع ولادة كاديما من رحم الليكود، والعمل.
3 ـ تراجع حركة ميرتس، أي ما يسمى معسكر السلام، حيث نالت 3 مقاعد فقط مما يؤشر إلى تراجع، واضمحلال هذا المعسكر الذي بات مع حزب العمل لا يملك أكثر من 16 مقعداً في الكنيست.
4 ـ أن المجتمع الصهيوني عندما يواجه مأزق فشل سياسات العدوان، وتعرضه للهزائم في لبنان، وفلسطين يتجه نحو التقوقع، والتطرف كتعبير عن ثقافته، وأيديولوجيته العنصرية الإرهابية التي ترى أن السبيل الوحيد للمحافظة على الكيان هو استخدام المزيد من العنف، والقوة، وليس الذهاب نحو التسوية، والقبول بالتراجع عن العدوان، والتنكر للحقوق العربية في فلسطين، ويمكن القول أن هذه القناعة القوية، والراسخة في أذهان الصهاينة، ترفض التسليم بحقيقة أن “إسرائيل” باتت بعد عدوان يوليو عام 2006، والعدوان على غزة عام 2008 ، 2009 فاقدة لقدرتها الردعية، وغير قادرة على تحقيق النصر في ميدان المعركة، وبالتالي هي لا تستطيع أن تتقدم، وتستمر من خلال مواصلة سياسة العدوان، والعنف، واغتصاب حقوق الشعب العربي الفلسطيني.
5 ـ أن الكيان الصهيوني في ظل إجماع أحزابه، ومستوطنيه على العدوان ورفض الجنوح نحو التسوية سوف يدفع بالصراع نحو مزيد من التصاعد في ظل مقاومة عربية منتصرة في فلسطين، ولبنان باتت أكثر قوة، وشعبية مما يعني أننا سنكون أمام خيار من اثنين:
1 ـ أما أن يؤدي ذلك إلى مزيد من تآكل قوة العدو الصهيوني، واتساع دائرة المقاومة في الضفة الغربية، وتحولها إلى ساحة لاستنزاف جيش الاحتلال، وانتقال نموذج المقاومة في غزة إلى الضفة الغربية، وتمكنها من امتلاك صواريخ قادرة على قصف القدس الغربية، وتل أبيب والمستعمرات الكبرى في القدس، والضفة بما يضع الكيان الصهيوني أمام حرب استنزاف كبيرة نتيجة تطور قدرات المقاومة في قطاع غزة، والضفة الغربية، وما يعنيه ذلك من احتمال تكرار ما حصل في القطاع من انكفاء وانسحاب إسرائيلي في الضفة انطلاقاً من عدم قدرة العدو، ومستوطنيه على البقاء عرضة لضربات المقاومة.
2 ـ أو تتولد القناعة لدى أغلبية الإسرائيليين باستحالة الاستمرار، والاحتماء بالقوة الإسرائيلية للمحافظة على وجود الكيان، وإنه لا سبيل لضمان المستقبل سوى القبول، والتسليم بتسوية تقر بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، والعودة إليها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

أنصار الله: الملاحة في المطارات الإسرائيلية غير آمنة
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية "أنصار الله"، أن الملاحة الجوية في المطارات الإسرائيلية باتت غير آمنة، مشيرة إلى أن...

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...

مستوطنون يحرقون مساحات زراعية واسعة في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، النار في أراضٍ زراعية، شمال شرق مدينة رام الله. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات...

حماس: ترامب يردد أكاذيب نتنياهو لتبرير التجويع الممنهج لغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتّهم فيها الحركة بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

حماس: قرار الاحتلال توسيع الحرب تضحية صريحة بأسراه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" على خطط توسيع الاحتلال عمليته البرية في غزة، ...