السبت 10/مايو/2025

رئاسة السلطة الفلسطينية على مفترق طرق

رئاسة السلطة الفلسطينية على مفترق طرق

صحيفة الوطن القطرية

الكتابة على الجدران واضحة.

وصاحب الكتابة هو بنيامين نتانياهو.

ومفردات الكتابة هي:

– لا لمبدأ الأرض مقابل السلام.

– لا لدولة فلسطينية مستقلة.

– لا لتقسيم القدس.

– لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين.

والخلاصة النهائية هي: لا اعتراف بوجود الشعب الفلسطيني.

نتانياهو لم يترك زيادة لمستزيد أو حاجة إلى استفسار. فهذا هو برنامجه الانتخابي. وهو الآن يباشر تكليفه الرسمي لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

على هذه الخلفية قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية إن الرئيس محمود عباس أبو مازن لن يتعامل مع أي حكومة إسرائيلية قادمة إلا إذا التزمت بالاتفاقيات السابقة الموقعة وبالموافقة على حل الدولتين ووقف الاستيطان.

لقد قطعت السلطة الفلسطينية علاقتها مع «حماس» لأن الحركة ترفض الالتزام بـ «الاتفاقيات الموقعة».

وبالطبع فإن «أم» هذه الاتفاقيات اتفاقية أوسلو. والآن يتهيأ لممارسة السلطة الإسرائيلية زعيم يضع على رأس أجندته بنوداً من شأنها نسف أوسلو عملياً. فهل تقطع قيادة السلطة الفلسطينية علاقتها مع “إسرائيل” في هذه الحالة؟

كل المؤشرات المتوافرة تفيد بأنه عندما يستكمل التشكيل الوزاري الإسرائيلي فإن نتانياهو سيعلن عن مناقصة جديدة للتوسع الاستيطاني.

وبناء على السوابق فإن رئاسة السلطة الفلسطينية سوف تلجأ إلى مناشدة الإدارة الأميركية لتمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لكي تتراجع عن المشروع الاستيطاني. وربما تمني السلطة نفسها هذه المرة بأن على رأس الإدارة الأميركية رئيساً يتبنى شعار «التغيير».

لكن المشكلة أن رئاسة السلطة تفضل أن تتجاهل حقيقة أن الجهة التي تمتلك الإرادة والقوة للضغط على “إسرائيل” هي الحركة اليهودية الأميركية وليس الإدارة الأميركية أياً يكون رئيسها.

أقصى ما يمكن أن تحصل عليه قيادة السلطة الفلسطينية في هذه الحالة هو صدور تصريح من الرئيس أوباما يقول فيه أن التوسع الاستيطاني «غير مقبول».. ثم يسكت.

على أن القيادة الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار أيضاً في هذه المرة أنها حتى لو أحسنت الظن بالرئيس الأميركي الجديد فإن أولويته العليا ليست الشؤون الخارجية بما فيها القضية الفلسطينية وإنما هي الأزمة الاقتصادية الأميركية وتداعياتها اليومية السالبة.

من قبيل فن «العلاقات العامة» سيقول نتانياهو للعالم إنه لا يجد شريكاً تفاوضياً فلسطينياً. فحركة «حماس» تنظيم إرهابي وسلطة رام الله ضعيفة.

وإزاء هذا الوضع فإن تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبح مصيرياً أكثر من أي وقت مضى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات