الأحد 11/مايو/2025

الداخلية تكشف عن شبكات عملاء للاحتلال وأجهزة عباس نشطت خلال الحرب

الداخلية تكشف عن شبكات عملاء للاحتلال وأجهزة عباس نشطت خلال الحرب

أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، عن الكشف عن شبكةٍ من العملاء والمتآمرين تابعةٍ للأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله برئاسة محمود عباس المنتهية ولايته؛ تعاونت مع الاحتلال الصهيوني أثناء العدوان على غزة؛ حيث قامت بتشكيل مجموعات سرية تهدف- من خلال أعمال تخريب وقتل- إلى زعزعة الأمن في القطاع، وإعداد كشوف بأماكن التصنيع والأنفاق وأماكن التدريب لأبناء الأجهزة الأمنية والمقاومة.

وعرضت الوزارة في مؤتمر صحفي بغزة، اليوم الإثنين (23-2)؛ عقَده الناطق باسم الوزارة م. إيهاب الغصين، وأبو عبد الله مدير “إدارة التحليل والمعلومات” في جهاز الأمن الداخلي، تسجيلاً مصوَّرًا لاعترافات أعضاء الشبكة؛ تؤكد أنهم كانوا يُكلَّفون رسميًّا برصد وكشف ومتابعة تحركات المقاومة والأجهزة الأمنية قي القطاع.

وقال الغصين: “كنا قد التزمنا بما تم الاتفاق عليه في لقاء “حماس” و”فتح” في القاهرة بوقف الحملات الإعلامية، ولكن فوجئنا بأنّ المدعو سمير المشهراوي وفي برنامج على “تلفزيون فلسطين” قام بخرقٍ واضحٍ لهذا الاتفاق؛ حيث تحدَّث عن افتراءاتٍ وأكاذيب تؤكد مجددًا أن هذه الشخصيات غير معنيَّة بالحوار ولا بالوحدة”.

 

العمل قبل الحرب

 

من جانبه، كشف أبو عبد الله مدير “إدارة التحليل والمعلومات” في جهاز الأمن الداخلي أن هذه المجموعات عملت قبيل اندلاع الحرب على غزة، وعن طريق برنامج “جوجل إيرث”، بإعداد خرائط لتحديد المساجد والمؤسسات وأماكن الأنفاق والتصنيع بناءً على طلبٍ من مسؤولين في الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية وإرسالها إليهم.

وأوضح أبو عبد الله أن هذه المجموعات قامت برسم خريطة لبيت رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية والبيوت المحيطة به، وأماكن نقاط الأمن والحماية والرباط، ومحاولة التعرف على أنفاق مفترضة في محيط بيت رئيس الوزراء وإرسالها إلى رام الله.

ونوَّه بأن المتهم “بهاء بعلوشة” الهارب إلى رام الله، قام بالتواصل مع بعض المجموعات في القطاع، وطلب منهم جمع المعلومات عن “حماس” و”القسام” والصواريخ، كما طلب من المتهم “حجازي الغفري” جمع المعلومات عن الجندي الأسير “جلعاد شاليط”، وزرع مصادر له في سيناء للتعرف على الأنفاق وطرق إدخال السلاح، والبحث عن معلومات عن شركات تحويل الأموال إلى “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.

 

نشر الشائعات

 

وأوضح أن هذه المجموعات عملت، خلال الحرب الوحشية على قطاع غزة، على نشر شائعات عن نية العدو اجتياح مناطق لم يدخلها؛ مما أدى إلى نزوح معظم سكانها خوفًا على حياتهم، إضافةً إلى ترديد شائعات عن أماكن وهمية لوجود القادة، مثل ادعاء وجودهم في مستشفى الشفاء، أو وجود نفق تحت مسجد الشفاء، وأن المساجد أماكن لتخزين السلاح بغرض ضربها وتحطيم الجبهة الداخلية.

وشدد على أن لديهم كشوفًا كاملةً بكافة الأسماء التي كانت تبث وتنشر عن عمدٍ تلك الشائعات، وكشف عن قيامهم بنشر عناصر من الأجهزة الأمنية، وخاصةً المخابرات، في الشوارع وعلى بعض المفترقات بالزي المدني في اليوم الأول عقب الضربة الأولى مباشرةً؛ مما يؤكد التنسيق العالي بين الاحتلال وأجهزة أمن عباس في رام الله.

 

مجموعات للرصد الميداني

 

وأشار إلى أنه جرى تكوين مجموعات للرصد والمتابعة الميدانية لأبناء وكوادر الحركة والأجهزة الأمنية في القطاع، قائلاً: “لدينا كشوف دقيقة بأسماء هذه المجموعات موثقةٌ بها أعمالهم باليوم والتاريخ والساعة والدقيقة، والأماكن التي كانوا يوجدون فيها”، وشملت اعترافاتهم أماكن تم رصدها ورفع تقارير بها إلى مسؤوليهم في أجهزة أمن المقاطعة في الضفة، وقد تم قصف تلك الأماكن، مثل مسجدي: “الشهيد عماد عقل”، و”الدكتور إبراهيم المقادمة”، ونقطة رباط غرب مدينة غزة، وأخرى ليلية على الخط الشرقي قاموا بكشفهما؛ مما أدى إلى استهدافهما.

وأوضح أن هذه المجموعات اعترفت برصد وزير الداخلية والأمن الوطني الشهيد القائد سعيد صيام ومواعيد وأماكن اجتماعاته.

 

عباس يتحمَّل المسؤولية

 

وحذَّرت الوزارةُ العملاءَ والمشبوهين من مغبَّة التخابر مع العدو أو مع عناصر أجهزة سلطة رام الله أو تقديم المعلومات عن الشعب الفلسطيني.

وشددت الوزارة على أنها ستضرب بيدٍ من حديد ودون رحمة كلَّ من يحاول إثارة الفوضى والفتنة في الساحة الفلسطينية الداخلية، مهما حاول إخفاء نفسه تحت غطاء تنظيمي أو عائلي أو غيره.

كما حمَّلت رئيسَ السلطة المنتهيةَ ولايتُه محمود عباس المسئولية الكاملة عن الجرائم التي نفَّذها هؤلاء المتهمون التابعون لأجهزته الأمنية، موجِّهةً النداء إلى أبناء الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة، قائلةً: “ارفعوا أيديَكم عن إخوانكم وأبناء شعبكم، ولا تكونوا أدواتٍ صمَّاء لتعذيبهم، واحذروا من غضبة شعبٍ واجه المحتل بصدره، ولن ينفعكم قادتكم الذين فرُّوا من القطاع وتركوا خلفهم الركام والدمار”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات