متهمون بالولاء لشرف المقاومة

صحيفة الشرق القطرية
أتابع رجلاً شريفاً عصياً على الانكسار، سجل مع إخوانه عشقاً فريداً لأرضه، ودفن بضعة منه فداء وطنه، أتابع د. محمود الزهار المفكر، والطبيب، والأديب، والمقاوم الذي استهدفه العدو بنصف طن متفجرات لاغتياله فنجا وأصيبت عائلته، أتابع الرجل الذي لم يهرب أولاده من جحيم حصار غزة ليكونوا في مأمن وكان يمكن أن يفعل بل قدم من فلذات كبده شهيدين، خالد وحسام برباطة جأش نادرة، أتابع الرجل الذي يؤمن بأن محرقة غزة أعادت تلاحم أطراف الجسد العربي مع بعضها البعض بعد طول تشظ، وأيقظت المد القومي النائم طويلاً في كهوف العزلة، وأحيت البعد الإسلامي الذي طالما قرأنا على روحه الفاتحة وظننا أنه قبر إلى غير عودة، أتابع الرجل الحر والمناضل الباسل، والأب المحتسب، والمكلوم الصابر وهو يقول لإخوانه قبل الحوار الوطني المنتظر بالقاهرة (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعترف بالعدو الإسرائيلي، يدنا ممدودة لكل من يقف معنا لتحرير فلسطين نحن حركة مقاومة لا إرهاب، إصلاح لا إفساد، لم نأت لنعبث بأمن أحد، نحن خدام القضية العربية الإسلامية، والعالم ينتظر مشروعاً نبيلاً لمحو دموع البشر).
انتهى الرجل الذي يتكلم بشفافية ليصلني صدقه، ويقينه، وأمله في تحرير شعب عانى طويلاً من صنوف الظلم والقهر والحصار وحرب إبادة غير مسبوقة على يد العدو «البلطجي» المجرم المستقوي بترسانة أمريكا العسكرية، أتابع كل ما يرتجيه والتفت إلى لقطة محبطة فيها 800، أطباء، وطلاب، وأعضاء بلديات، وأساتذة جامعات، ونشطاء، رؤساء جمعيات إنسانية خيرية، ومقاومون، وصحفيون، ومراسلون، وكلهم معتقلون في سجون الضفة الغربية بتهمة المقاومة، وسبة رفض الظلم والقهر والاحتلال، السؤال، كيف في ظل كل هذا الاعتقال يكون الحوار؟ أي حوار مأمول بين حماس وفتح والسجون مليئة بمعتقلي حماس، لماذا لا يطلق سراح كل المعتقلين في الضفة مقدماً لإثبات حسن النية؟ صعب؟ إن كان صعباً؛ فالمؤكد إذن أن إطلاق سراحهم محكوم بالتنسيق الأمني بين حكومة فياض والعدو الإسرائيلي، وأن تنظيف أو تبييض السجون الفلسطينية قرار ليس بيد السلطة، وإنما بيد (البلطجي)، وكيف يكون الحوار والحالة هذه، بل كيف يكون الحوار دون إزالة جميع العوائق كمهاجمة المؤسسات التابعة لحماس، ومواصلة الاعتقال السياسي حتى لمن يشك في أنه مناصر لحماس عوضاً عن الإقصاء الوظيفي، والفصل التعسفي وقطع موارد الأسر بتوقيف أربابها؟ كيف يكون الحوار أصلاً دون إنهاء ملف المعتقلين من حماس المتهمين جميعهم بالولاء لشرف المقاومة؟ أسئلة معلقة في الهواء تريد قبل الحوار إجابات واضحة وتحركاً فاعلاً يضمن أولاً وقبل كل شيء إثبات حسن النية بإطلاق سراح كل المعتقلين الذين هم في الأساس أخوة يختلفون قطعاً عمن تعج بهم السجون الإسرائيلية إلا إذا كانت حكومة فياض أو حكومة دايتون تعتبرهم وعلى طول الخط الإخوة الأعداء!
* * *
طبقات فوق الهمس
* عندما تكون متلفعاً بالحزن والوجع تشعر أكثر بأي ألم تلتقطه عيناك، ولا أوجع من أن تحاول أن تغفو فتقفز إلى جفنيك آخر صور التلفاز التي طالعتها بكل ما تحمل من بؤس وأسى، الصورة من أرض العذاب والصبر، لخيام مشردي محرقة غزة، برد شديد، ثلوج تتساقط، أمطار غزيرة كأوجاع ساكنيها، رياح شديدة تهب فجأة تقتلع الخيام تطوحها ليصبح المحتمون بها في العراء، يشتد البرد فيهرب الصابرون ليحتموا بفرجات وكوى بين البيوت المهدمة وتحتها والتي قد تسقط فوقهم فجأة، أطفال تصطك أسنانهم، يرتجفون، ويافعون يجمعون ورق الكرتون، والقش ويحرقونها ليتدفأوا بها في برد قارس، أم يبلل دمعها وجهها على أطفالها المرضى الذين يفترشون الأرض بملابس مبللة تزيدهم ارتجافاً وتشكو إلى الله ذلك..
صورة مشردي غزة في خيام الحزن، والبرد، والفقد رسالة مبكية لكل من ألقى السمع وهو شهيد، فيا أيها الحزن المقيم متى ترحل، متى ترحل، ذابت قلوبنا مما نرى وعجزنا عن فعل شيء وجع آخر؟
* لو قدر لك أن تزور المصابين والجرحى بمحرقة غزة بمستشفيات القاهرة لفاض دمعك نهراً وأنت ترى عظمة ثبات شعب لا يحزن على فقد عين أو يد أو ساق أو حتى نصف المرء كله، سترى صبراً، واحتساباً، ورضا، وإصراراً على المقاومة، سترى وتسمع حكايات الصمود الأسطوري وستتأكد أن الفلسطينيين فعلاً عيون تقاوم المخرز.
* اشتكت “إسرائيل” مراراً من وجود أنفاق بين مصر وغزة تهرب السلاح للمقاومين، بينما قال آخرون أول أمس أن هذه الأنفاق حفرت لتمرير المخدرات وكل الممنوعات بغرض الإثراء والتربح، أنا شخصياً أحترم جداً ما قالته “إسرائيل” واعتز بتهمة تهريب مصر أسلحة للمناضلين فما أشرفها تهمة، أما تهريب المخدرات فعار أن نلصقه بشرفاء غزة البواسل.
* المغني «مايكل هارت» يغني لأحزان غزة، ويشرح للعالم ما حاق من جرائم الحرب البشعة بشعبها، بالمناسبة أين «مغنواتية» العالم العربي، أما شبعوا من هراء الحب، والهجر، والصد، وتقبيل يد، ورجل المحبوب، ومتى يكون الغناء رسالة محترمة لقضايانا المصيرية؟
* لكل إنسان إما عار وإما فخار وأنت تختار دائماً من تكون.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...