الخميس 08/مايو/2025

الحرية لغزة.. معرض الكاريكاتير الدولي متشح بالسواد

الحرية لغزة.. معرض الكاريكاتير الدولي متشح بالسواد

أطفالٌ يؤكلون بالشوكة والسكين على طبق إسرائيلي مذهب، بكل مدنية.. وأوراق صفراء محترقة تمثل الشرعية الدولية، ووثيقة حقوق الإنسان التالفة تحت تأثير القصف، مع غمامات دخانية سوداء ونيران مرسومة تفتقد بمأساويتها حسَّ السخرية الذي لم يتجرأ عليه الرسامون العرب في عالم العبث المتشح بالسواد.

من مثل هذه اللقطات السياسية تشكَّل معرض الكاريكاتير الدولي- سورية 2009، والذي أقيم في رواق المتحف الوطني في دمشق، من السبت 14/2/2009 ولمدة أسبوع، تحت عنوان “الحرية لغزة”، ضامًّا لوحات كاريكاتيرية لأكثر من 115  فنانًا.


يشارك في هذا المعرض الذي نظمه تجمع العودة الفلسطيني “مؤسسة واجب”، فنانون من 38 دولة عربية وأجنبية منها: فلسطين، سوريا، السعودية، الأردن، مصر، المغرب، الجزائر، السودان، أندونيسيا، باكستان، تركيا، الهند، الصين، ألمانيا، إيطاليا، النمسا، هولندا، صربيا، كوبا، المكسيك، كولومبيا، فنزويلا، البرازيل، وغيرها.


وقدم المشاركون أكثر من 515 لوحة، أرادوا من خلالها تسليط الأضواء على الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، والناجمة عن العدوان الإسرائيلي، والحصار وإغلاق المعابر، وتصوير المفارقة بين العدالة
الدولية التي يتفاخر الغرب بها والمأساة الحقيقية التي تجري على أرض الواقع.

وقد قامت السيدة أم محمد الرنتيسي، زوجة الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحدُ مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، القادمة من قطاع غزة، بقصّ شريط الافتتاح، قائلة في تصريح لها: “إنَّ المجزرة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، تأتي كحلقة في سلسلة من المجازر والمؤامرات التي بدأت منذ وعد بلفور عام 1917″.

وبعثت أم محمد في كلمتها برسائل ثلاث:‏ الأولى إلى المجتمع الدولي الذي يدّعي الديموقراطية، والثانية إلى منظمات حقوق الإنسان متسائلة عمّا إذا كان الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية موجودين في أجندتهم، ‏أما الثالثة فهي إلى الأمة العربية والإسلامية تثمّن فيها تلك “الهَبَّة” التي شهدتها شوارع الوطن العربي والدول الإسلامية.‏

 

وقال الفنان السوري خالد قطاع المشارك في المعرض بلوحتين: “تمثل لوحات المعرض عمومًا الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها قوات الكيان الصهيوني في قطاع غزة، من استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، وابتكار أسلحة جديدة فائقة الوحشية تحتوي على مواد سامة تدمّر الجسد الإنساني، إضافة إلى ذلك، يهدف المعرض إلى تأييد المقاومة، والتذكير بوضع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، فحسب الإحصاءات الدولية لجمعيات حقوق الإنسان، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين الذين أمضوا في سجون الاحتلال أكثر من خمسة عشر عامًا نحو 250 أسيرًا، والذين أمضوا أكثر من عشرين عامًا 80 أسيرًا، أما الذين أمضوا أكثر من ربع قرن، فارتفع عددهم إلى 12 أسيرًا… وهؤلاء جميعًا مرشحون لتسجيل أسمائهم في موسوعة غينيس! وقد شاركتُ في المعرض بلوحتين، تعبِّر الأولى عن انتصار الكرامة العربية في غزة بفضل استمرار المقاومة، أما الثانية فتمثِّل إسرائيل كعصا بيد الوحش الأمريكي الذي يظهر للعالم بمظهر نصير الديموقراطية والحرية الإنسانية، وأودُّ ختامًا أن أشكر الفنانَين الفلسطينيَين فادي أبو حسان، وفؤاد عياش اللذين شاركا مع مؤسسة “واجب” في تنظيم هذا المعرض المهم على الصعيد السياسي والإعلامي والفني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات