الغربي والصهيوني أم العربي والإسلامي؟

صحيفة البيان الإماراتية
.. ما يجرى من مواجهات في العلاقات التركية الإسرائيلية انتصار من تركيا لقضية فلسطين، يبدو مراجعة إيجابية وواعية من أنصار «العدالة» و«أحفاد العثمانيين» المسلمين للموقع التركي في العلاقة عموماً ما بين الشرق والغرب، ينبئ عن بداية تصحيح تاريخي للعلاقة التركية العربية وللموقف التركي بين العرب و”إسرائيل”.
فما يجمع بين المسلمين والمسلمين من رسالة توحيدية سماوية واحدة وقيم موِحدة لا مفرقة، أكبر بكثير مما يمكن أن تفرقه الاختلافات العرقية والمذهبية والسياسية، وما يجمع بين العرب والعرب من ثقافة واحدة وحضارة موحدة أكبر بكثير مما يمكن أن تفرقه التمايزات الطائفية أو المذهبية أو السياسية، وما يجمع بين العرب خصوصاً والإسلام عموماً أكبر بكثير مما يجمع بين أي من القوميات الأخرى وبين الإسلام.
وقد سعى الغرب الاستعماري بالقوة العسكرية لتفكيك آخر أشكال الوحدة الإسلامية تحت الخلافة العثمانية بالحرب العالمية الأولى، واحتل بلاد العرب والمسلمين التي كان لا يفصلها حدود سياسية.
وزرع في قلبها قاعدته العسكرية الصهيونية في فلسطين، وقسم النفوذ فيما بين المستعمرين الإنجليز والفرنسيين في «سايكس ـ بيكو»، وأيقظ القوميات العرقية العلمانية للفصل بين الطورانية في تركيا، والفارسية في إيران، والعربية في الشام بين القومية والدين، ولتكريس التناقض فيما بين القوميات الإسلامية، ولتعميد التقسيم الحدودي فيما بينها وهو ما نشهد آثاره اليوم.
ثم انتقل من حالة التقسيم الحدودي السياسي والفصل بين العربي والعربي والإسلامي، إلى حالة التقسيم الوطني، وذلك بإيقاظ وتأزيم التباينات الطائفية والعرقية والمذهبية والسياسية لإنهاك كل القوى الوطنية العربية والإسلامية بمواجهات جانبية، تنزلق بغضب يفقد الوعي الاستراتيجي، إلى إعلاء التناقضات الفرعية الصغيرة..
فيما بينها على التناقضات الرئيسية الكبيرة مع أعدائها، بما يضع الشقيق في مواجهة الشقيق، والأشقاء في مواجهة الجيران والأصدقاء، سقوطاً في شباك الأعداء، لتهيئة الفرصة لاستعادة السيطرة على كل المنطقة العربية والإسلامية من جديد بالأساطيل والأحابيل الأطلسية برأس حربتها الصهيونية.
هذه التقسيمات والمخططات الاستعمارية التي غيبت وحدتنا فغيبت قوتنا وهيبتنا، وغيبت الإرادة الوطنية فصنعت الفراغ بما سمح لمشروعها الاستعماري الجديد بالتمدد والهيمنة والتبعية، أوصل الوضع العربي والإسلامي إلى أسوأ أوضاعه التاريخية.
حيث أصبحت جميع أطرافه إما مهزومة أو مأزومة، وإما مرتهنة الإرادة السياسية بالاتفاقيات السياسية الأمنية والقواعد العسكرية، أو مرهونة الأرض والوطن بالاحتلال العسكري والعدوان والضغط السياسي والاقتصادي حتى تخضع الإرادة، أو متواجهة في محاور سياسية ومذهبية متناقضة!
ولا مخرج من كل هذه التقسيمات والمخططات، ومن كل هذه المحاور والأزمات إلا بإعادة ترتيب الوضع العربي، وإعادة تمتين التكامل بين ما هو عربي وما هو إسلامي، وإعادة مراجعة المواقف التي تسمح لما هو أميركي وصهيوني بأن يعلو على ما هو عربي وإسلامي، وللمواقع التي يتخندق فيها بعض العرب وبعض المسلمين مع عدو العرب وعدو المسلمين في محور واحد ضد بعض العرب وبعض المسلمين لحساب عدوهما معاً.
والمطلوب دعم أي مسعى نبيل من الدول والقيادات العربية أو الإسلامية نحو إعادة ترتيب الأولويات وتجميع التوافق العربي والإسلامي حول الأهداف المشتركة واستثمار الاختلاف في الوسائل لإحداث التكامل في منظومة القوة بجانبيها السياسي والعسكري لتوجيه رسالة ردع لكل الساعين إلى فرض الهيمنة علينا واغتصاب حقوقنا ومصادرة إرادتنا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...