أزمة مفتعلة لإجهاض الحوار

صحيفة البيان الإماراتية
بدا لنا ألا ضرورة للتعرض للأزمة الإعلامية لا السياسية المثارة عمداً بين الفلسطينيين الفتحاويين والحمساويين الحالية كخدمة مجانية للصهاينة المحتلين، لولا دخول أطراف أخرى عبرية الهدف وقد تكون عربية اللسان على الخط لتضخيمها ولخلط الأوراق فيها بهدف إفشال الحوار الوطني الفلسطيني المقرر قبل أسبوعين.
لأن الفشل المطلوب هو هدف عبري لا عربي لإضعاف المفاوض الفلسطيني بوساطة مصرية مع العدو الصهيوني لفتح المعابر ورفع الحصار، ومنعه من قطف ثمار انتصاره السياسي، وتصفية الحسابات مع هذا الفصيل المقاوم عقاباً له على صموده وشعبيته، بعد فشل العدوان بتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية سواء بالقضاء عليه عسكرياً أو بفرض شروطه عليه سياسياً.
هناك قضية أصلية يُجمع الكل فلسطينياً وعربياً على أولويتها بينما يختلفون على أهداف ووسائل الحل بين مقاوم ومسالم، ولا ينبغي في هذه المرحلة من المواجهة العسكرية والسياسية الدموية والضارية أن نهدر تضحيات الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء الفلسطينيين دفاعاً عن ثوابت القضية الأصلية وهى الوحدة والتحرير والعودة، بالسقوط في فخاخ الخلافات والمواجهات حول المسائل الفرعية.
وربما كان المفروض أن تكون هذه الأزمة المفتعلة قد انتهت بتفسيرات قادة حماس التي أكدت أن مرجعية «جديدة» تضم فصائل المقاومة، لا تشكل ولا تسعى لميلاد شرعية مؤسسية فلسطينية «بديلة» للشرعية القائمة لمؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن تسعى لتنفيذ اتفاق مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة 2005 لإعادة بناء منظمة التحرير لتضم كل الفصائل حتى تمثل كل الفلسطينيين.
وإعادة صياغة ميثاقها الوطني الذي جرى تعديله في آخر اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في غزة برعاية كلينتون، بإسقاط بنوده المقاومة حتى تحرير فلسطين التاريخية، والقبول لا بكل فلسطين 48 بل فقط بخمس فلسطين في الضفة وغزة أي إلى ما كان حراً من فلسطين قبل عدوان 67 للتواؤم مع مرحلة «أوسلو» التي انقلب عليها الإسرائيليون أنفسهم بقيادة نتانياهو بعد اغتيال «رابين».
غير أن النافخين في النار بغرض إثارة الفتنة الوطنية، لا يريدون لأزمة حول تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وردة الفعل السياسية والإعلامية المتوترة من جانب قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» أن تهدأ، لإفشال إمكانية نجاح الحوار الوطني الفلسطيني في الوصول إلى وفاق وطني بالقواسم المشتركة حول الهدف المشترك للقضية الأصلية وهي «التحرير» من الاحتلال.
وفي ذلك خدمة لأهداف أخرى أولها تعميق الانقسام الفلسطيني، ولفت الأنظار بعيداً عن العدوان الإجرامي الصهيوني، وإجهاض النصر السياسي الذي تحقق للمقاومة في غزة، وليس آخرها إضعاف المفاوض الحمساوي الفلسطيني في معركته السياسية الحالية مع العدو الإسرائيلي بوساطة مصرية حول فتح المعابر ورفع الحصار مقابل التهدئة، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الفرنسي الإسرائيلي الأسير لدى حماس.
تلك الضجة المثارة حول المنظمة القديمة والمرجعية الجديدة تبدو مفتعلة بغير داع، والجدل والسجال المتوتر سواء بين من يعنيهم الأمر في الجانبين أو بين من لا يعنيهم، بشكل غير مسؤول أحياناً، وأحياناً بأسلوب غير واعٍ، يضعف الفصيلين الوطنيين معاً لصالح العدو.
والمطلوب الآن إيقاف هذا الهدر والنزيف في الطاقة الفلسطينية والعربية بغير جدوى، في أكبر خدمة مجانية لعدو كل الفلسطينيين سواء المقاومين في غزة، أو الواقعين تحت الاحتلال في الضفة، ولعدو كل العرب سواء الممانعين للاستسلام لشروط العدو أو الموقعين على اتفاقات سلام مع العدو.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...