الإثنين 12/مايو/2025

الفرصة سانحة لاستثمار التضامن مع القضية الفلسطينية

الفرصة سانحة لاستثمار التضامن مع القضية الفلسطينية

صحيفة الوطن القطرية

من بين الحقائق التي يؤكدها الواقع الراهن أن ساحة المقاومة في قطاع غزة الذي تعرض على مدار 22 يوماً لأبشع عدوان نفذته آلة الحرب الإسرائيلية لا تزال متماسكة وتترجم باستمرار قوة إرادة الصمود في أوساط الشعب الفلسطيني.

ولا تزال حتى الآن العديد من معطيات الحراك السياسي إقليمياً ودولياً تتمحور حول كيفية مواجهة تداعيات العدوان على غزة، ومن المهم في هذا السياق تأكيد أهمية استمرار الجهود العظيمة في الساحة العربية والإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي لمواجهة هذه التداعيات، فرغم أن العدو الإسرائيلي قد أوقف ذلك الهجوم الشامل بكل ما رافقه من حشد لقدراته العسكرية واكتفى بعمليات محدودة إلا أن خطر استهداف إسرائيلي آخر لقطاع غزة لم ينحسر بعد، في الوقت الذي تواصل فيه حركة حماس مشاوراتها مع الحكومة المصرية بشأن اتفاق التهدئة المرتقب نجد أن قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ما فتئوا يصرحون بأن عملياتهم العسكرية التي تستهدف المقاومة في قطاع غزة سوف تستمر.

وبموازاة تصريحات القادة العسكريين تلك فإن السياسيين الإسرائيليين لم يوقفوا مطلقاً تهديداتهم العلنية للعودة للعدوان على غزة، بل إن الرصد لهذه التصريحات الإسرائيلية يشير إلى تهديد أطلقه وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم علناً بقوله إن المرحلة المقبلة لعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة يجب أن تكون القضاء على هنية.

إننا نقول إنه في مواجهة حالة العداء الإسرائيلي السافر الموجه ضد الأمة الإسلامية وضد الحقوق الفلسطينية المشروعة لا بد من استمرار الوقفة التضامنية في الساحتين العربية والإسلامية مع المقاومة الفلسطينية الباسلة التي واجهت العدوان الغاشم وتتعرض حالياً للتهديدات المتتالية الواحد إثر الآخر باستهدافها من قبل آلة الحرب الإسرائيلية.

إنه من المهم في هذا السياق الإشارة إلى بعض الدروس الغالية التي تستحضرها الساحة العربية والإسلامية حالياً في تفاعلها مع واقع المعاناة على الصعيد الإنساني التي يعيشها أهل غزة بعد وقوع العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، في مقدمة هذه الدروس أن المحنة التي تعرض لها أهل غزة قد اجتذبت قوى وتيارات وفئات عديدة على الساحة الدولية لدخول معترك الصراع وهو صراع بين الحق والباطل لتقول هذه القوى والتيارات جميعها كلمتها الصادحة بالحق في إدانة “إسرائيل” وإثبات ما ترتكبه من جرائم هي بكل المقاييس جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

لذلك نقول: أمامنا الفرصة السانحة لاستثمار التأييد الدولي عبر كافة قارات العالم في أوساط القادة والنخب السياسية وكذلك بين ناشطي حقوق الإنسان إذ أن هذه الأوساط تؤيد بالحق عدالة القضية الفلسطينية. لذا فإن المطلوب هو المزيد من الجهود عبر تفاعلات الحراك السياسي والدبلوماسي، من خلال التنسيق عربياً وإسلامياً من أجل بلورة المواقف الموحدة إقليميا ودولياً للضغط على المؤسسات الدولية وعلى مراكز صنع القرار الدولي لوقف الجرائم الإسرائيلية ولترجيح كفة العدل حتى يتحقق السلام العادل والشامل الذي ترفع أمتنا العربية والإسلامية رايته منذ عدة عقود ولا تزال ترفعها.

في هذا المجال فإن وسائل إعلامنا العربية والإسلامية تستطيع الآن التحرك بفاعلية أكثر مسنودة بمواقف التضامن محلياً وإقليمياً ودولياً تلك المواقف الصريحة والتي جاءت بشكل تلقائي منبعه الصدق في قراءة الأحداث وتحليل تطوراتها. فمن المعلوم أن الإعلام في عالم اليوم يمتلك رجاحة التأثير في ساحات السياسة خاصة في ظل ما تحقق من تطور غير مسبوق في نقل الأخبار وتحليلها بكل ما يعنيه ذلك من تمليك للحقائق للمواطن أينما كان.

إذن فإن العديد من الإشارات تتقاطع الآن على خلفية الأحداث المؤلمة التي وقعت في غزة، غزة التي تصدت ببسالة لوحشية آلة الحرب الإسرائيلية، وهي التي تشهد الأصوات الصادحة بالحق الآن بأنها رغم جسامة التضحيات قد خرجت عزيزة منتصرة بالحق.

ووسط هذه الرؤى نشير إلى أن إسهامات كل القوى التي يهمها نصرة الحق الفلسطيني والتي تتطلع في الأفق الزمني القادم إلى التوصل للسلام العادل المنشود، هذه الإسهامات تكتسب فاعليتها بشرط أساسي وهو الاستمرارية. فنحن في واقعنا العربي والإسلامي نحتاج إلى مواصلة التواصي بالحق والتواصي بالصبر. ذلك أن المراجعات المستمرة لمعطيات الواقع المتحرك تنتج العديد من الدروس.. فالانتصارات تتحقق وتكتسب الثبات حين يكون الأفراد ومن خلالهم المجتمعات بأسرها مرتبطة بالحقائق لتبني كل حساباتها على معطيات الواقع الملموس، دون أن تجرفها تيارات الأوهام أو الخيالات.

نحتاج في المرحلة الراهنة إلى المزيد من الثقة بالنفس. وبلورة هذه الثقة وتعزيزها يتحققان من خلال إفساح المجالات المفتوحة للحوارات الحرة. فعالم اليوم هو عالم الحوار المفتوح. وحين نثق بقدرات أمتنا في أمسها وفي حاضرها فسنكون قادرين على مجابهة أعتى التحديات دون خوف أو تردد.

ووسط المشاهد المتعددة في واقعنا الراهن يجدر بنا تأكيد حقيقة مهمة تتمثل في ضرورة إعداد القوة عبر تجلياتها ومجالاتها المختلفة. فالحق تحميه القوة.. تلك القوة المستمدة من الإيمان بالحق عز وجل.

وأنه لمن المهم أيضاً الإشارة إلى ضرورة السعي الحثيث وباستمرار لتوحيد الصف، فالرماح

تأبى إذا اجتمعن تكسرا..

وإذا افترقن تكسرت آحادا

مثلما قال الشاعر العربي. فواقع التحديات الراهن فلسطينياً وعربياً، يجعل من الضروري التوجه بصدق وشفافية نحو الغاية الأسمى: غاية توحيد المواقف والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة أو تفريق الصف. إن ذلك هو ما تأمل به كل الأصوات الحادبة على قضايا الأمة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....