الأحد 11/مايو/2025

أردوغان والعقوبة الرابعة

أردوغان والعقوبة الرابعة

صحيفة الخليج الإماراتية

ما من شك في أن أردوغان كان يعرف ثمن موقفه، ليس فقط من خلال الانسحاب الاحتجاجي من دافوس تاركاً شمعون بيريز يضرب الأخماس بالأسداس، بل منذ بداية العدوان على غزة، فهو تجرأ على ما هو أبعد من تعليق الجرس في عنق القط، وأكثر من مواجهة الغول بالقول له أمام الملأ إن عينه حمراء ومخالبه تقطر من دم الأطفال.

والصهيونية أدمنت بمرور الوقت عادة سياسية رديئة، هي التخويف والتلويح بالعصا لمن تراوده نفسه بالعصيان، وساهم الخائفون والامتثاليون من مختلف الأجناس في ترسيخ هذا الاعتقاد الخاطئ.

وحسب ما نشر مؤخراً من ردود الأفعال لدى الدولة الصهيونية ودوائرها الدبلوماسية والإعلامية فإن أردوغان سيعاقب عبر ثلاثة محاور، الأول، العزف مجدداً على وتر المذابح الأرمينية، والثاني تحريض الجيش التركي عليه، والثالث إغلاق باب النادي الأوروبي في وجه أنقرة.

يهمنا في هذا السياق أن نستطرد باتجاه العقوبة الرابعة التي لم تذكرها “هآرتس” ولم تلوح بها الدبلوماسية في تل أبيب، وهي السعي إلى شيطنة أردوغان، أو بمعنى “أدق هتلرته”، فاسم هتلر تحول إلى مصطلح في معجم اللاسامية الذي يصدر بطبعات متلاحقة ومنقحة عن الدوائر الصهيونية.

والشيطنة تتجاوز معناها الاشتقاقي الدقيق في لغتنا العربية إلى ما هو أبعد، فهي أولاً تطارد من قررت عقابه من الناحية السايكولوجية، وقد تخترع مرضاً أو شذوذاً جديداً لم يرد لدى فرويد والنفسانيين.

وقد تعيد إنتاج السيرة الذاتية لمن قررت عقابه بحيث يغدو شخصاً آخر، لا صلة له بالشخص الحقيقي المدرج على قائمة العقاب.

إن الفلسفة العقابية التي قررتها الصهيونية ضد من تسول لهم أنفسهم أن يقولوا لها لا بملء الفم والضمير، تشبه إلى حد بعيد ذلك العقاب الاستباقي الذي تحدث عنه الروائي كونديرا، فالعقاب جاهز لكنه يبحث عن متهم، كما تبحث قبعة طائرة في الهواء عن رأس مناسب تستقر عليه.

وقد تصبح عقوبة الصهيونية لشافيز مثلاً شاملة لبوليفار نفسه وللقارة كلها فالعقاب تضاف إليه أيضاً نسبة من الربا الأيديولوجي والسياسي.

لقد أخافت فزاعة اللاسامية التي نصبتها الصهيونية على كل ساحات العالم، فنانين ومثقفين وساسة وجنرالات.

وصدّق البعض منهم أن جوائز نوبل والأوسكار تمر من تل أبيب ومن خلال مصفاتها، لهذا صمت من صمت وتواطأ من تواطأ، لكن هناك من استعصوا على التدجين والصهينة والتهويد النفسي، وقالوا كلمة الحق بأعلى صوت جهوري، وثمة أطفال من العالم افتضحوا عري الغول والإمبراطور معاً.

ويبدو أن تل أبيب ودوائرها على اختلاف التسميات والمجالات أصبحت تدرك بأن النفوذ الكوني بدأ يتلاشى، وبدأ العالم يتحرر من احتلال الضمير واستيطان الوجدان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....