الخميس 08/مايو/2025

هذا «الخيار» لم يعد وحيداً

هذا «الخيار» لم يعد وحيداً

صحيفة البيان الإماراتية

لم يختلف البيان الختامي لقمة الكويت الاقتصادية العربية كثيراً عن جل البيانات الرسمية والشعبية العربية والإسلامية وإن بدا عمومياً، لكنه وبعبارات واضحة وجه «تحية إكبار لصمود الشعب الفلسطيني في غزة في مقاومته البطولية للعدوان الإجرامي الصهيوني».

في تأكيد ضمني على شرعية المقاومة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال وضد العدوان، اتفاقاً مع تأكيد صريح للرئيس المصري حسني مبارك بأن «المقاومة ضد الاحتلال حق مشروع»، وبالتالي فإن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعدوان هو حق مشروع.

هذا الموقف الرسمي العربي تم إعلانه، برغم الخلاف المؤسف على صياغة البيان الختامي بسبب الانقسام الرسمي في التعامل مع العدوان، مما أدى إلى خلو البيان من نقاط الخلاف بين «المعتدلين» و«الممانعين».

والاكتفاء ببيان يحمل القواسم المشتركة في المواقف بين الفريقين، وإلى إصدار بيانات عمومية لا اتخاذ قرارات سياسية على مستوى التحديات أو حتى على مستوى التضحيات، بالرغم من جو المصالحات الذي ساد المؤتمر تأسيساً على دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المصالحة والارتفاع فوق الخلافات!

كما لم يختلف البيان العربي الرسمي في النهاية، بخلوه تماماً من أي جملة تتحدث عن «مبادرة السلام العربية» السعودية المنشأ، مع الخطاب السعودي الرسمي الذي فاجأ الجميع في البداية بالقول «إن مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد»، ملوحاً بأن الخيار الاستراتيجي للسلام لن يبقى وحيداً بدون سلام عادل.

وأن على “إسرائيل” الاختيار بين السلام والحرب، وهو ما اعتبر تحولاً في الموقف السعودي والعربي، إذ لم تعد تساورنا أية أوهام بشأن المراوغات الإسرائيلية والألاعيب الأميركية، فما يسمى بعملية السلام التي وصفها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بأنها «ماتت».

ولا نظن أن موسى أو أوباما يملك أياً منهما عصا موسى لإعادة إحياء الموتى، طالما أن الاحتلال الصهيوني مصمم على الاستمرار في احتلاله للأرض الفلسطينية والعربية، وطالما أن العدوان والإرهاب بالقوة العسكرية الصهيونية متواصل على الفلسطينيين والعرب بكل إجرام في مقابل كل مبادرات السلام!!

فلا الحرب الصهيونية على الأرض والشعوب الفلسطينية والعربية انتهت، ولا السلام العربي قبلته أميركا و”إسرائيل” رغم التلاعب بالكلام، ولا ما يسمى بالسلام الأميركي أو الإسرائيلي أمكن فرضه على المقاومين لمشاريع الاستسلام، ولا الاحتلال زال ولا الحقوق عادت ولا التهديدات غابت، ولا العدل حضر.. فماذا يبقى لفرض السلام العادل سوى المقاومة وعدم الخوف من مواجهة الحرب إن فرضت علينا الحروب؟!

 وطالما أن الاحتلال مستمر فالمقاومة مستمرة، وبالتالي فلا حرب رمضان المجيدة كانت آخر الحروب العربية التحريرية المنتصرة ضد المحتلين، ولا معركة الصمود والعزة في غزة ستكون آخر المعارك العدوانية الصهيونية الفاشلة ضد المقاومين الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين.

لذا ستظل القضية الفلسطينية العادلة والمقاومة الفلسطينية والعربية حية ومشروعة في ضمير كل فلسطيني عربي وكل مسلم غير عربي حر شريف، حتى يزول الاحتلال الصهيوني طبقاً للشرعية الأممية وللقرارات الدولية التي أكدت شرعية المقاومة الوطنية ضد قوات الاحتلال، وعدم شرعية الاحتلال، وعدم شرعية العدوان، وعدم جواز ضم أراضي الغير بالقوة، وعدم جواز مكافأة العدوان بالاستسلام للأمر الواقع بالقوة تحت غطاء ما يسمى بالسلام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات