الخميس 08/مايو/2025

أطباء يمنيون عائدون من غزة: الحصار أشد وطأة من قنابل الفسفور الأبيض والدايم

أطباء يمنيون عائدون من غزة: الحصار أشد وطأة من قنابل الفسفور الأبيض والدايم

روى خمسة أطباء يمنيون من مختلف التخصصات الجراحية معاناة أبناء قطاع غزة أثناء العدوان الصهيوني عليهم، وكشفوا عن رحلة العذاب التي قطعوها منذ وصولهم الأراضي المصرية حتى الدخول إلى القطاع وخاصة على الحدود المصرية مع رفح، وما وصفوها بتعنت السلطات المصرية بمحاولات منعهم من الدخول إلى غزة.

وأكدوا أن الحصار كان أشد وطأة على الفلسطينيين من قنابل الفسفور الأبيض وقنابل “الدايم”، التي استخدمتها قوات الاحتلال في حربها على القطاع، داعين إلى العمل على كسر الحصار وفتح المعابر وخاصة معبر رفح.

وقال الأطباء اليمنيون العائدون من غزة في مؤتمر صحفي نظمته نقابة الصحفيين اليمنيين بالتنسيق مع نقابة الأطباء الأحد (25/1) تحت شعار (غزة في قلب الأمة) “إن العدوان الإسرائيلي على القطاع استهدف الإنسان والحيوان والأرض والشجر”، معتبرين ذلك “برهان على سعي اليهود استئصال كل ما هو حي في غزة” .

ودعوا الصحفيين اليمنيين إلى تنظيم رحلات إلى هناك “للوقوف على حجم جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة”، وأعربوا عن امتنانهم للمواطنين الذين وصفوهم “بالنادرين في هذا الزمان”، وقالوا “إن الفلسطينيين في غزة رغم معاناتهم التي لا توصف فإنهم غمروهم بكرمهم” ، وقالوا “إن المقاومة حققت أول انتصار حقيقي في الصراع مع العدو الصهيوني منذ احتلال فلسطين عام 1948”.

وروى الدكتور طارق نعمان استشاري جراحة الأوعية الدموية، وأستاذ كلية الطب في جامعة صنعاء، وأحد العائدين من القطاع قال “إن الفريق الطبي اليمني شارك في علاج الجرحى في مستشفيات غزة إلى جوار الأطباء الفلسطينيين خلال الـ 5 أيام الأخيرة من العدوان الصهيوني على القطاع، قبل التجول في أروقة القطاع”، وأكد أن استهداف الأبرياء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وما حل في غزة من دمار كان أكثر مما تناقلته وسائل الإعلام.

وأكد استخدام الاحتلال الصهيوني أسلحة تقليدية في حربها الأخيرة على غزة، كقنابل الفسفور الأبيض التي تسببت في حروق عميقة للمصابين، إلى جانب أنها تخلّف دخان يتسبب في حرق الأغشية الداخلية للجهازين التنفسي والهضمي أثناء استنشاقه، وقنابل الدايم التي تخترق جسم الإنسان دون التسبب بفتحة في الجلد، بقدر الدمار التي تسببه في الأغشية الداخلية للإنسان، وتسبب في إحداث جروح مؤلمة لا تحتمل في أوساط المصابين.

وأوضح أن العدوان الصهيوني قد طال المباني والمستشفيات، والجامعات والمساجد، كما قامت آلة الحرب الصهيونية بتجريف أراض واسعة من حقول الزيتون والبرتقال بثمارها، وتدمير مزارع الدجاج والحيوانات بما فيها، كما أشار إلى أنه بعد انتهاء الحرب توافد المئات من الناس على مستشفيات القطاع بغرض الحصول على علاج من الفرق الطبية، نتيجة الحصار المفروض عليهم.

وأكد أن معاناة الناس في غزة هو الحصار وليس الحرب، وقال “الحصار فيه مآسي الغلاء وإذ بلغ سعر أسطوانة الغاز إلى 20دولار فيما المصريون يبيعون للإسرائيليين الطن الغاز بـما يعادل (50أسطوانة) بـ100دولار”. وطالب نعمان برفد مركز القلب في (مستشفى الشفاء) بمستلزمات أساسية لأجراء العمليات الجراحية، وقال “لقد طلبوا منا إجراء عملية قلب في مركز مغلق منذ أربع سنوات ولم تتوفر فيه أبسط مستلزمات إجراء العمليات الجراحية”.

وقال الدكتور محمد العباهي أخصائي جراحة عامة “إن الحصار أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن غزة بشكل كامل نتيجة انعدام الوقود عن المحطة الرئيسية، وإن الناس شرعوا في استخدام الأدوات البدائية في تأمين حياتهم الغذائية وتحريك المؤسسات التي تعتمد على الوقود، فاستخدموا الحطب في المنازل، وزيت الطبخ في تحريك السيارات، كما أدى الحصار إلى نفاد أكثر من 150 صنف من الأدوية في المخازن، باستثناء أقراص الأسبرين.

وأشار الدكتور جميل السقيا أخصائي التخدير والجراحة العامة في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى أنه رغم سقوط الصواريخ وقنابل الفسفور على القطاع كان الأطفال يلعبون الكرة وكأنهم يسخرون من الموت والعدوان، فيما القنابل المنهمرة على غزة ترعب الجنود المصريين على الحدود.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات