السبت 10/مايو/2025

الصحفيون .. هدف مشترك للاحتلال الصهيوني وسلطة عباس خلال فترة العدوان

الصحفيون .. هدف مشترك للاحتلال الصهيوني وسلطة عباس خلال فترة العدوان

على مدار 23 يوماً من العدوان الصهيوني على قطاع كان الصحافيون الفلسطينيون ووسائل الإعلام هدفاً مستباحاً لقوات الاحتلال فيما بدا محاولة لطمس معالم الجريمة التي عمل الصحافيون جهدها لفضحها.

فقد وثق خمسة صحفيين بدمهم مجازر الاحتلال قبل أن يوثقوا ذلك بكاميراتهم وأقلامهم لتبقى الحقيقة شاهدة على وحشية تفوق التصور.

شهداء الحقيقة والكلمة

الصحفي عمر السيلاوي الذي يعمل في فضائية ا”لأقصى”، كان أول ضحايا الإجرام الصهيوني عندما استشهد يوم السبت (3/1) إثر قصف طائرات الاحتلال مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة في مشروع بيت لاهيا، مما أدى إلى استشهاده مع 16 مصلياً وإصابة العشرات في هذه المجزرة المروعة.

ولم تكد تمضي ثلاثة أيام حتى استشهد الصحفي باسل فرج مصور شركة الإنتاج الإذاعي الفلسطينية وكذلك للتلفزيون الجزائري، متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها في غارة جوية صهيونية بتاريخ 27 ديسمبر الماضي على مدينة غزة.

وبقي استهداف الصحفيين مستمراً ففي يوم الخميس 8/1/2009 استشهد الصحفي إيهاب الوحيدي المصور في تلفزيون فلسطين، واستشهد مع والدة زوجته مساء بعد قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمنزله الكائن في برج الأطباء بحي تل الهوى غرب مدينة غزة.

وبعد يوم واحد استشهد الصحفي علاء مرتجى الذي يعمل في إذاعة “البراق” المحلية بمدينة غزة، متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها جراء قصف منزله من دبابة صهيونية كانت متوغلة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، في حين أصيبت والدته بجراح خطيرة.

ولحقهم يوم الأحد 11/1/2009 الصحفي جلال نشوان الذي يعمل في قسم البرامج بتلفزيون فلسطين، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال المتوغلة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

قصف المقار والأبراج الصحفية

ولم يتوقف الإجرام الصهيوني عند اغتيال الصحفيين، فحسب تقرير صادر عن كتلة الصحفي الفلسطيني يرصد اعتداءات الاحتلال على الصحفيين فقد استهدفت طائرات الاحتلال ثاني أيام العدوان وتحديدا بتاريخ 28/12/2008 مقر فضائية الأقصى غرب مدينة غزة بعدد من الصواريخ، مما أدى إلى تدميره بصورة كاملة وانقطاع البث لدقائق قليلة، قبل أن تعاود الفضائية البث من مكان مجهول.

وقصفت طائرات الاحتلال مقر إذاعة الأقصى ومخازن الوقود التابعة لها بتاريخ 4/1/2009 في حي النصر وسط مدينة غزة، مما أدى إلى اندلاع ألسنة اللهب ووقوع عدد من الانفجارات في المكان، وكذلك فقد عاودت الإذاعة البث بعد وقت قصير من مكان مجهول.

وفي تصعيد خطير استهدف طائرات الاحتلال بتاريخ 9/1/2009 “برج الجوهرة” في مدينة غزة والذي يضم عددا من المكاتب الصحفية للفضائيات العربية والأجنبية، مما أدى إلى إصابة أحد الصحفيين وبث حالة من الذعر والخوف بين صفوف الصحفيين الذين استهدفوا دون سابق إنذار.

وفي 11/1/2009 قصفت طائرات الاحتلال مقر جريدة الرسالة نصف الأسبوعية الواقع في شارع عز الدين القسام بمدينة غزة وأحدثت به دمار هائلا أتى على معظم محتويات الجريدة.

واستهدفت مدفعيات الاحتلال “برج الشروق” وسط مدينة غزة أثناء تواجد الصحفيين على الهواء مباشرة وهم يغطون العدوان البري على حي تل الإسلام بتاريخ 15/1/2009، مما أدى إلى إصابة الصحفيين في تلفزيون أبو ظبي المصور محمد صبحي السوسي، وفني المونتاج أيمن يوسف الرزين بجراح متوسطة، ووقوع أضرار بالغة بعدد من المكاتب الصحفية، علما أن البرج يضم مكاتب لقنوات “العربية وروسيا اليوم وأبو ظبي ومجموعة الإم بي سي وفوكس نيوز، بالإضافة إلى مكاتب صحف الحياة الجديدة والقدس ووكالة شهاب الفلسطينية”.

قرصنة

ولم تكتف طائرات الاحتلال بقصف مكتب فضائية الأقصى ومقر إذاعة الأقصى، بل حاولت ومن خلال قرصنتها البربرية اختراق موجات البث للفضائية والإذاعة لعرض بيانات تحريضية ضد الشعب الفلسطيني والمقاومة، وكذلك عبر إذاعة القدس المحلية وغيرها.

إصابات واستهداف منازل

وسجل خلال العدوان إصابة العديد من الصحفيين فقد أصيب إيهاب الشوا مساعد مصور يعمل مع وكالة رامتان في الغارة الصهيونية التي استهدفت مركز شرطة العباس بحي الرمال وسط مدينة غزة في أول أيام الحرب، كما أصيب الصحفي إبراهيم أبو شعر مراسل قناة الرافدين الفضائية بشظايا صاروخ اف 16 أثناء تغطيته للعدوان على محافظة رفح جنوب قطاع غزة.

وأصيب عدد من العاملين في طواقم فضائية الأقصى خلال تغطيتهم للحرب على قطاع غزة وهم: مصطفى بكير، علاء الهندي، محمد عبد الوهاب،احمد مطر، وماهر المدهون الذي بترت قدمه.

وسجل إصابة طاقم التصوير الذي كان برفقة الشهيد الصحفي باسل فرج في الغارة التي استهدفتهم أثناء أداء مهمة صحفية في أول أيام الحرب بمدينة غزة وهم: المصور محمد الطناني، ومساعد المصور محمد ماضي، ومراسل القناة الثانية المغربية، خالد أبو شمالة.

واستهدفت دبابات الاحتلال منزل الصحافي سمير خليفة الذي يعمل مراسلاً للتلفزيون السوداني في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ومنزل الصحفي سمير أبو شمالة مراسل قناة الجزيرة الفضائية مما أدى لوقوع أضرار بالغة بالمنزلين.

ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها على محافظات قطاع غزة منازل لعدد من الصحفيين والمصورين العاملين مع وسائل إعلام مختلفة عرف منهم شقة مدير البرامج في فضائية الأقصى الصحفي سمير أبو محسن التي تم قصفها بقذيفة مدفعية في حي تل الهوا، ومنزل مصور رامتان أنس ريحان الذي تم تدميره بالكامل شمال القطاع، ومنازل كلا من الزملاء عبد الرحمن حسين، وخالد الزهار وعدنان البرش، وزياد أبو خوصة وجميعهم يعملون في وكالة رامتان للأنباء.

اعتقال

وإضافة إلى كل ما سبق، فقد أقدمت شرطة الاحتلال الصهيونية في الأيام الأولى للحرب، وتحديداً بتاريخ 5/1/2009 على اعتقال مراسل قناة العالم الفضائية الصحفي خضر شاهين ومساعده محمد سرحان والمصور التلفزيوني أحمد جلاجل، بحجة بثهم خبراً على قناة العالم حول شروع جيش الاحتلال بحملته البرية على قطاع غزة قبل الوقت المحدد من قبل رقابة الجيش، وقد تم تمديدهم أكثر من مرة في مركز تحقيق “بتاح تكفا” قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد 11 يوماً بكفالة مالية مع وضعهم رهن الإقامة الجبرية.

وكذلك فقد تجاوزت قوات الاحتلال كل المعايير الدولية ومنعت طوال فترة الحرب دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، وذلك من أجل فرض تكتيم إعلامي على الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين والنساء والأطفال رغم أن القرار (1738) الصادر عن مجلس الأمن الدولي يحظر الهجمات على الصحفيين ووسائل الإعلام أو عرقلة عملهم.

انتهاكات الضفة الغربية

ولم تقف الاعتداءات خلال فترة العدوان على ما تقوم به قوات الاحتلال فقد اشتركت سلطة رام الله في استهداف الصحفيين.

وقالت كتلة الصحفي: “نشجب بشدة اعتداء أجهزة الأمن الفلسطينية على عدد من الصحفيين في مدن الضفة الغربية وهم يغطون مظاهرات النصرة لغزة، وخاصة في مدن رام الله والخليل وبيت لحم، حيث تم الاعتداء على الصحفيين ومنعهم من التصوير والقيام بمهامهم على أكمل وجه في بعض الحالات.

وأشارت إلى أن عددا من الصحفيين لا زالوا معتقلين في سجون السلطة الفلسطينية منذ فترة، وآخرهم الصحفي خالد العمايرة (مراسل صحيفة الأهرام باللغة الإنجليزية) الذي اعتقله جهاز الأمن الوقائي في مدينة الخليل يوم أمس الأحد 18/1/2009 وأفرج عنه لاحقاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات