السبت 10/مايو/2025

المبادرة اليمنية للمصالحة بين حماس وفتح .. عقباتٍ تهدّد بإفشالها

المبادرة اليمنية للمصالحة بين حماس وفتح .. عقباتٍ تهدّد بإفشالها

طرحت اليمن مبادرة لاستئناف الحوار بين حركتي “فتح” و”حماس”، وقد تم تسليم هذه المبادرة إلى محمود عباس عبر سفير السلطة في صنعاء، وإلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبر مكتب الحركة في صنعاء، كما تم تسليم نسخة من المبادرة إلى كل من مصر وسورية وتركيا.

وتقوم المبادرة اليمنية التي حصل “المركز الفلسطيني للإعلام” على نسخة منها على أربع نقاط؛ أولها “استئناف الحوار بين فتح وحماس استناداً إلى ما سبق من الاتفاقيات الموقعة سابقاً بين الطرفين”، ثمّ “تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة القوى السياسية الفلسطينية وتتولى خلال ستة أشهر التحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة”، بينما تحدّث البند الثالث من المبادرة عن “إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية”، وأخيراً “التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع”.

ومن اللافت للانتباه في المبادرة اليمنية الجديدة أنها اقترحت أن تتولّى مصر وسورية وتركيا رعاية الحوار بين الحركتين نظراً لما “تحظى به (الدول المذكورة) من ثقة وتأييد لدى كل من حركتي فتح وحماس”.

ويرى المراقبون أنهّ وعلى الرغم من ترحيب كل الأطراف بهذه المبادرة؛ فإنّه لا يتوقّع أن تتعامل معها مصر بجدية، ذلك أنّ “مصر حريصة على الاستئثار بالملف الفلسطيني وحدها دون السماح لأي طرف بالدخول عليه، خصوصاً الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية”.

وذكرت مصادر سياسية في تحليلها، “أمّا بالنسبة لسورية فلأن العلاقات معها متوترة الآن، فضلاً عن أنّ مصر ترى في سورية منافساً لها وحاضناً لكل القوى المعارضة لمحمود عبّاس؛ الذي تتبنّاه مصر بقوة”.

وأضافت “أما تركيا؛ فعلاقات مصر معها جيّدة، ولكنها تنظر إليها على أنّها تملك مقوّمات الدخول على مصل هذا الملف، لما لها من علاقة جيّدة مع كل الأطراف، الأمر الذي يخيف مصر لأنها لا تنظر بارتياح إلى الطموح التركي في لعب دور إقليمي يجرّد مصر أوراقها السياسية وخصوصاً في الملف الفلسطيني”.

وتساءلت المصادر في حديثها مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “في ضوء ذلك كلّه، هل يمكن أن تنجح المصالحة الفلسطينية التي باتت تتصدّر قرارات كل المؤتمرات الإقليمية والدولية بما فيها قرار مجلس الأمن 1860؟ هو سؤال يطرح نفسه ولكن يبدو أن العقبات أمامه كبيرة وكثيرة، فمصر لا تريد أن يشاركها أو ينافسها أو ينازعها أحد هذا الملف فهو ملك لها وحدها”.

وخلصت المصادر إلى أنّ “هذا الاستئثار المصري من ناحية، وانحيازها إلى محمود عباس من ناحية أخرى، يجعل من تحقيق المصالحة أمراً بعيد المنال”.

واعتبرت تمسك حركة “حماس” بالإفراج عن المعتقلين في الضفة الغربية يزيد الأمر صعوبة، مشيرة إلى أنّ “سلام فياض قال في إحدى اجتماعات ما يسمى بالقيادة الفلسطينية في رام الله خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزّة معلّقاً على مطالبات بعض الفصائل بالإفراج عن المعتقلين من أبناء “حماس” في سجون السلطة “هذا خط أحمر أمريكي ولا يمكننا فعله”، ما يعني أنّ مسألة المعتقلين “ستبقى حجر عثرة في وجه أية مصالحة فلسطينية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات