غزة والمستقبل

صحيفة الخليج الإماراتية
مهما أجرمت “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني في غزة، ومهما قتلت من هذا الشعب الصابر والمؤمن والمحتسب، فإنها لن تنجح في كسر إرادته، وفي إلغاء وجوده، بل على العكس، فإن مفاعيل هذا العدوان الدائر الآن سوف ترتدّ عليها وعلى المؤيدين لها في العالم. فلا شك في أن حركة حماس ستخرج أقوى مما كانت عليه قبل العدوان، وهذا يعني أن خريطة جديدة لفلسطين سوف ترتسم.
إذ لأول مرة منذ بدء المشروع الصهيوني في بدايات القرن العشرين، ينجح الشعب الفلسطيني في مقاومة ودحر هذا المشروع، وفي الاقتصاص من الصهاينة الغزاة. وقد يكون ثمن النصر كبيراً من حيث عدد الشهداء والجرحى الذين يسقطون يومياً. لكن بالنظر إلى حجم المشكلة، فإن ذلك يبدو زهيداً، لأن الفلسطينيين والعرب ليسوا أمام عدو بسيط وضعيف، بل إنهم أمام عدو مزوَّد بأحدث ما توصّلت إليه عقول المخرِّبين في أوروبا وأمريكا. كما أن هذا العدو مدعوم من قِبَل قوى الشرّ الطاغية في العالم، وهو يتوسّل بخرافات وأساطير لدعم عدوانه المستمر على الأرض والإنسان في فلسطين.
ومن هنا، فإن النصر الفلسطيني لن يكون عادياً، بل سيغير قوى الصراع، وسيكتب مستقبلاً جديداً في المنطقة. ولعل أهم ما سينتج عن هذا النصر هو أن غزة ستصبح حرّة بكل ما في الكلمة من معنى. وسينتقل الفلسطينيون إلى مرحلة بناء الدولة، لأن قطاع غزة لن يبقى على هذه المشكلة، بل من حق الفلسطينيين فيه أن يعلنوا دولتهم المستقلة، وليس هذا بدعاً في السياسة الدولية. فقبل فترة قصيرة أعلن الألبان في إقليم كوسوفو استقلالهم عن جمهورية صربيا، واعترفت دول كثيرة في العالم بهذا الاستقلال، وذلك على الرغم من صغر حجم كوسوفو. وفي قطاع غزة يوجد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، وهناك أكثر من خمس مدن، ومن غير المنطقي أن يبقى القطاع معلقاً على أمل أن توافق “إسرائيل” على دولة فلسطينية تجمع الضفة مع غزة. فهذا الأمل لن يتحقق، لأن “إسرائيل” لن تتخلى أبداً عن الضفة، فهي تعتبرها جزءاً مما تسميه أرضها التاريخية.
وهناك في الضفة الآن أكثر من مائتي ألف مستعمر صهيوني يعيشون على أرض الشعب الفلسطيني، وكل ما أعطته “إسرائيل” للسلطة الفلسطينية من خلال المفاوضات، ليس سوى كلام وأوهام، فلم تتخلَّ عن شبر واحد من الأرض المحتلة. وتراهن السلطة الفلسطينية رغم ذلك على ما يسمى العمل الدبلوماسي والمفاوضات السلمية مع “إسرائيل”. وتتلقى هذه السلطة في المقابل الدعم المادي والمعنوي من الولايات المتحدة. وهذا الدعم يهدف في المقام الأول إلى إطالة أمد المأساة الفلسطينية، لأن “”إسرائيل” لن تتنازل عن شيء من خلال المفاوضات، وبالتالي لا يعود هذا الشعب يطالب باستعادة أرضه المغتصبة من قِبل الغُزاة الصهاينة. وفي ظل هذا الواقع، فإن الانقسام الفلسطيني سيتحوّل إلى قاعدة في المستقبل.
* كاتب من الإمارات
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...

القسام تبث مقطع فيديو لانطلاق سلسلة عمليات أبواب الجحيم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم الأربعاء مشاهد مصورة ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة رفح....

الاحتلال يعترف بإصابة 4 من جنوده بانفجار عبوة ناسفة برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مصادر إسرائيلية، إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت...