الأحد 11/مايو/2025

الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني

الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني

صحيفة الخليج الإماراتية

إذا كان العدو الصهيوني قد نجح في شيء من خلال حربه القذرة على غزة، فذلك الشيء، هو إعلانه الحرب من طرف واحد، ثم إعلان وقف الحرب من طرف واحد غير مبالٍ بأصوات المعتدلين والمتطرفين من العرب، ولا مكترث للأصوات الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن بوقف الحرب، ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لذلك. وفي حين ظهر الكيان الصهيوني سكراناً بقوته وتفوقه الذي لا ينكر، وسيادته المطلقة جواً وبراً وبحراً، إلا أنه وجد نفسه عاجزاً رغم ضخامة ما لديه من قوة ودعم لوجستي منقطع النظير من القوة الأعظم عن مواجهة المقاومين والدخول إلى ساحة المعركة الحقيقية، وظل الجو والبحر هما مسرح عملياته التدميرية، ومصدر القتل العشوائي للمدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

ولم يعد خافياً أن جيش الاحتلال الصهيوني أبدى في المواجهات المباشرة والاشتباكات التي تمت على الأرض جبناً لا مثيل له، وكان كلما تقدم شبراً في الأرض تراجع أشباراً، وهذا بعض ما قاله المراقبون والمراسلون الأجانب، الذين تابعوا المعارك عن قرب، ولذلك فقد اعتمد على الطيران، وبخاصة على الطيران من دون طيارين، رغم علمه أن المقاومة الفلسطينية في غزة لا تمتلك القدرات المضادة للطائرات. كما اقتصر موقفه من البحر على القصف من بعيد، ولم يجرؤ على النزول إلى الشاطئ أو الاقتراب من مخابئ المقاومة، وأظهر العدوان الوحشي البربري عجزه التام عن المواجهة الحقيقية، واكتفى  كما سبقت الإشارة بالقتل العشوائي والتدمير عن بعد.

وتجدر الإشارة إلى شيء آخر نجح فيه العدو الصهيوني في أثناء حربه على غزة المقاومة، وهو أنه أهوى بضربة قوية على “المبادرات”، ومن وقفوا في وجه عقد القمة العربية في أوانها وبعد ساعات أو أيام قليلة من إشعال الكيان الصهيوني للحرب. لقد تجاهل الكيان الإجرامي “المبادرات”، وأوقف الحرب منفرداً كما بدأها منفرداً، وفي ذلك الموقف ما فيه من السخرية ممن لا يتعلمون من الدروس المستقاة من الماضي.

إن الصمود التاريخي الذي أبدته المقاومة يؤكد أنها الطرف الأجدر بالمفاوضات عن الحق السليب، والوطن المفتت الضائع بين الحواجز والمعابر والأسوار العازلة، وأن دمها المسكوب على أرض غزة هو شهادة الانتماء ومصدر الثقة في مستقبل يعطي للمحاصرين والمشردين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني الأمل في البقاء، والعودة إلى أرضهم التي طال عذابها وانتهاك مقدساتها. وصدق الشاعر العربي المعاصر في قوله “إنما يملك الترابُ شهيدُه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات