السبت 10/مايو/2025

غزة ترفض بيت الطاعة.. إسرائيل تضع الأنظمة العربية في حرج

غزة ترفض بيت الطاعة.. إسرائيل تضع الأنظمة العربية في حرج

صحيفة أخبار الخليج البحرينية

عصية وأبية وقفت غزة للأسبوع الرابع صامدة أمام أربعة مصادر للنيران: براً، وجواً، وبحراً، والمصدر الرابع هو القلوب المتفحمة سواداً وحقداً وكيداً في صدور الصهاينة وقلوب آخرين من دونهم الله يعلمهم ولذلك حذرنا الله سبحانه في كتابه: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم…” (الأنفال/60).

وقف المجاهدون في غزة حاملين أرواحهم على اكفهم واستشهد منهم من سبق وبقي منهم من بقي، وتحمل السكان الآمنون آلاف الضحايا بين قتيل وجريح وكل هذا الإباء وهذه التضحيات الغالية من أجل هدفين: الأول: ألا تدخل غزة بيت الطاعة الصهيونية والأمريكية، والثاني: ألا تلقي المقاومة الباسلة أسلحتها حتى لا تضيع القضية إذا وضع المجاهدون سلاحهم، وضياع غزة يعني ضياع القضية الفلسطينية إلى الأبد ويعني أننا جميعاً مسئولون عن شلالات الدماء التي تدفقت وعن المقدسات السليبة: المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهذا لن يأتي من بوابة المفاوضات بل بالجهاد والمقدس.

عبء على الأنظمة العربية

لقد وضعت الصهيونية العالمية، متمثلة في الكيان المحتل لفلسطين العربية الإسلامية، الأنظمة العربية في حرج شديد بعد أن أتى العدوان البربري (الهمجي) على الأخضر واليابس ولم ينج منه شيخ ولا امرأة ولا طفل ولا جنين ولا حتى الشجر والمدر والحجر، ولم يتورع مجرمو الحرب عن استهداف المدنيين الآمنين في بيوتهم ولا الإعلاميين ولا حتى المستشفيات ولا فرق الإسعاف ولا المساجد، فما ذنب كل هؤلاء؟ ما ذنب الشيوخ الركع والأطفال الرضع والحيوانات الرتع والطير المسبح في السماء؟

إن هذه الآلة العمياء التي أعماها الحقد على الإسلام والمسلمين وضعت الأنظمة العربية في موقف حرج أمام شعوبها فقد منع بعض الأنظمة حتى مجرد التظاهر للتعبير عن الغضب من المجازر البشعة، ومما يؤسف له أن حكومة رام الله سلطت الشرطة بهراواتها الغليظة على الفلسطينيين أنفسهم!!

علماً بأن جميع الفصائل بما فيها “فتح” وخاصة جناحها العسكري المتمثل في كتائب الأقصى، الجميع تخندق في خندق واحد هو الجهاد لصد الهجمة الشرسة.. ومن مظاهر الحرج للأنظمة العربية أن الشعوب بدأت تفقد الثقة بقياداتها، و”إسرائيل” تعتبر هذا هدفاً عظيماً إذ تفرق بين الجميع والجميع.

ومثلت سفارات الكيان الصهيوني في الدول ذات العلاقة مع “إسرائيل” وكذلك السفارات الأمريكية مثلت عبئاً أمنياً على الحكومات فالجماهير الغاضبة في مشارق الأرض ومغاربها ممتعضة أشد الامتعاض من هذا العدوان الشرس والمبيت لرموز الجهاد والمقاومة في أنحاء العالم الإسلامي عامة والعالم العربي خاصة حتى تتمكن “إسرائيل” من فرض إرادتها على المنطقة وشل حركة أي صوت معارض ودق عنق المقاومة بأشكالها كافة.

فهل تنتظر الأنظمة أن تتحرك الشعوب عن بكرة أبيها؟

وهل بإمكان الأنظمة أن تعامل كل شعوبها بالهراوات؟

وهل لدى الأنظمة سجون ومعتقلات تسع الشعوب كلها؟

إن “إسرائيل” ضربت عدة عصافير في آن واحد حينما وجهت ضربتها الهمجية إلى غزة وأهلها الذين لا ملجأ لهم ولا ملاذ إلا وجه الله الكريم.

تدفق السلاح الأمريكي على “إسرائيل”

إن أمريكا بوش (لا رده الله ولا أمثاله) شريكة شراكة كاملة في العدوان على غزة وهي متورطة إلى أنفها وليس لأذنيها، فقد وضح هذا جلياً في تزويد “إسرائيل” قبل العدوان بأسبوعين (12/12/2008) بإرسال باخرة بذخائر حديثة استعداداً لهذا العدوان (المصدر: الخبير العسكري العميد أ. ح. صفوت الزيات).

ونظراً لصمود المقاومة التي أذهلت الأعداء، فقد طلبت “إسرائيل” بعد بدء الضربة الشاملة لقطاع غزة بأسبوعين مدداً من أمريكا (مئات الأطنان في 300 حاوية) تتحرك على جناح السرعة من دولة أوروبية (وكالات الأنباء).

ثم ما هو نوع السلاح الذي تستعمله القوات الصهيونية بدءاً بالقاذفات فالدبابات والمدرعات والبوارج؟ أليست أمريكية الصنع؟ هذا على الصعيد العسكري أما على الصعيد السياسي ففي بداية العدوان طلبت أمريكا إلى الأنظمة التي تعتبرها معتدلة أن تفشل عقد مؤتمر قمة عربية ثم تلكأت في عقد مجلس الأمن ثم استبعدت كونداليزا رايس (الراحلة) من لا يروق لها من الوفد العربي متمثلاً في استبعاد عمرو موسى ووزير الدولة القطري للشئون الخارجية ثم عند صدور القرار المبتسر (لم تحترمه “إسرائيل”) امتنعت أمريكا عن التصويت.

أليس هذا كافياً لتبيان تورط أمريكا في العدوان الآثم على غزة؟

حصاد الهجمة الدموية

لسنا بصدد حصر الخسائر البشرية والمادية للهجمة الدموية غير الإنسانية على غزة ولكننا نعنى هنا برصد الحصاد المعنوي لهذا العدوان غير المسبوق في التاريخ البشري من حيث توظيف أسلحة دولة صناعتها الحرب لغزو مدينة ينشد أهلها الأمن والأمان والعيش الكريم بعيداً عن حصار الأعداء والأشقاء فقد أعطت هذه الهجمة مؤشرات إيجابية وأخرى سلبية، أما الايجابية فتتعلق بالرجال الصامدين في الميدان يذودون عن كرامة الأمة كلها، وأن المقاومة (جهاد الصد) هي السبيل الوحيد لرد الهجوم، ثم استعادة الحق السليب، وأن من يحاول أن يلغي من قاموس المسلمين معنى الجهاد أو حتى المقاومة ووصمها بالإرهاب وأول هؤلاء رئيس السلطة المنتهية ولايته إنما هم يبيعون القضية بثمن بخس دراهم معدودة أو مناصب محدودة، فالجهاد الجهاد والمقاومة والمقاومة، وإلا فإننا جميعاً نكون مفرطين في أغلى ما نملك.

وأما الجوانب السلبية فقد كشفت هذه الهجمة المتوقعة من عدو خسيس عور وعورة أنظمتنا التي لا تملك من أمرها شيئاً فقضية فلسطين الأقصى هي قضيتنا المحورية.

وأما البشارة الكبرى فإن وعد الله بالنصر على اليهود الآثمين قد اقترب كثيراً مهما اختلفت الآراء حول نتائج هذه الهجمة الخبيثة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...