الثلاثاء 13/مايو/2025

غزة تهزم النازيين الجدد

غزة تهزم النازيين الجدد

صحيفة الدستور الأردنية

لم يحقق العدو الصهيوني الأهداف التي أعلنها في بداية عدوانه الهمجي على غزة، فلم يقض على المقاومة، ولم يكسر إرادتها، ولم يضع حداً لظاهرة الصواريخ، وبقيت تمطر مستعمراته في جنوب فلسطين المحتلة، وقواعده العسكرية والجوية، فتثير الرعب والذعر في أوصال رعاع المستوطنين.

لقد فشل العدو في تحقيق أية مكاسب سياسية، وخاصة وجود قوات دولية على الحدود المصرية الفلسطينية، لمنع وصول الأسلحة أو تهريبها كما يدعي، فلجأ إلى حليفته واشنطن، ووقع معها اتفاقية خطيرة جداً، تتولى فيها وحلف الأطلسي مهمة مراقبة وصول السلاح إلى المنطقة.

لقد دفع العدو، وخلال ثلاثة أسابيع من عدوانه المستمر، قوات النخبة، مسخراً أقصى ما يملك من إمكانات وتسليح، وتكنولوجيا عسكرية حديثة، من طائرات قاذفة، ومروحيات، وأسلحة محرمة “الفوسفور الأبيض”، لتحقيق أي نصر على الأرض، ولكنه وبفعل المقاومة الباسلة، ما أن يتقدم عدة أمتار، حتى يضطر إلى الانسحاب، تحت وطأة ضربات المقاومين، ما أثار غيظه وحقده، فاستخدم الأسلحة المحرمة، فقام بتدمير المباني على رؤوس ساكنيها، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات والأسواق التجارية ومذكراً العالم بجرائم النازية، ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، حتى كتابة هذا المقال، نصفهم من الأطفال والنساء.

لقد أدى هذا العدوان الإجرامي، إلى سقوط العدو أخلاقياً، بعد أن ظهر على حقيقته، فإذا هو فاشي نازي، ينتهك الأعراف والقوانين الدولية، وحقوق الإنسان، ويستغل الأسلحة المحرمة، ويرتكب جرائم حرب، وإبادة ضد الإنسانية، ويعتدي على المدنيين غير عابئ، بأنظمة ولا اتفاقات ولا معاهدات، فكانت ولا تزال مظاهرات الغضب التي عمت كل عواصم الدنيا، تجسيداً لإدانة هذا المجرم، الخارج عن القانون والنظام.

إن المظاهرات التي تعم الشارع العربي والإسلامي، وكثير من شعوب العالم، وعلى مدار ثلاثة أسابيع، استنكاراً لجرائم العدو، رافعة صور الأطفال الشهداء، الذين أحرقوا بالفسفور، ففقدوا أبصارهم، أو بترت أطرافهم، أدى إلى إحراج الدول الغربية، وخاصة واشنطن ولندن وباريس، وهم الأصدقاء الخلص لتل أبيب، وخاصة بعد قرار عدد من الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية بالعدو، وإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة بياناً يدين “إسرائيل”، ويدعوها للامتثال لقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وسحب قواتها من غزة، ما شكل عوامل ضغط على العدو.

ومن هنا فإن إعلان العدو عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، يكشف عدة حقائق، أهمها فشله في تحقيق أهدافه، ومحاولته الالتفاف على القرار الدولي، وتنفيس غضب الشارع العربي والعالمي، فالقرار الدولي ينص على وقف إطلاق النار فوراً، وانسحاب القوات الغازية وفتح المعابر، وهذا ما لم يعلنه العدو، إذ اكتفى فقط بإعلان وقف إطلاق النار، ما يعني بصريح العبارة أن العدوان مستمر، وأن العدو يحاول بطريقة، أو بأخرى الالتفاف على القرار، وإيهام الرئيس الأميركي الجديد بأن “إسرائيل” مستعدة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وهاهي تلجأ إلى تهدئة الأجواء القابلة للانفجار، لتسهيل مهمته الجديد.

باختصار… خسر العدو الحرب على غزة، وانتصرت غزة على النازيين الجدد، وسيكون لهذه المعركة تداعياتها وآثارها الخطيرة، على العدو أولاً، وعلى الوضع الفلسطيني والعربي ثانياً، فهي باختصار ستؤرخ إلى بداية نهاية عهد التسويات، والتأسيس إلى مرحلة فلسطينية جديدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات