إسرائيل تلعب بالنار

صحيفة البيان الإماراتية
باقتحامها أخيراً الأحياء السكنية في مدينة غزة بشوارعها وأزقتها هل دخلت القوات الإسرائيلية في مخاطرة خطيرة غير محسوبة؟ في مقالة افتتاحية تقول صحيفة «فاينانشيال تايمز» اللندنية النخبوية: نعم، إذا كان الهدف الإسرائيلي من الاقتحام ـ تقول الصحيفة ـ هو الحد من عدد الصواريخ التي تطلقها «حماس» صوب مدن الجنوب الإسرائيلي فهو هدف ربما يكون قابلاً للانجاز.
أما إذا كان ما تعتزمه “إسرائيل” هو «شق قلب أو قصم ظهر» أقوى حركة فلسطينية تناصب الدولة اليهودية العداء فإن “إسرائيل” ستفشل.
وفي أي من الحالتين فإن تعاظم أعداد الضحايا من المدنيين الذين يسقطون جراء القصف الجوي والبري والبحري على مناطق حضرية مكتظة بالسكان سيؤدي إلى تشويه سمعة “إسرائيل” العالمية ويسيء إلى حكومات عربية «معتدلة» ورئاسة السلطة الفلسطينية مما يؤدي بالتالي إلى إضعاف الموقف السياسي الإسرائيلي.
والسؤال الذي يطرح هو: ألا يدرك القادة العسكريون الإسرائيليون أولاً والقادة السياسيون ثانياً مغبة المخاطرة التي قرروا ركوبها؟ إن من السذاجة أن نتهم قادة دولة متقدمة ك”إسرائيل” بعدم الكفاءة في الشؤون العسكرية والسياسية، لماذا إذن لم يفطنوا سلفاً إلى ما هم مقدمون عليه؟
ولماذا ارتبكت الحسابات والتقديرات؟ التفسير الموضوعي لهذا الأمر هو ما قالت به «فاينانشيال تايمز»، تنبه افتتاحية الصحيفة الوفود إلى خلاف حاد على مستوى القيادة السياسية العليا في “إسرائيل” بين السيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية وزعيمة حزب كاديما وإيهود باراك وزير الدفاع الذي يتزعم حزب العمل بشأن الاستراتيجية وكيفية إدارة الحرب علماً بأن الطبيعة الحقيقية لهذا الخلاف تنبع من تنافسهما على منصب رئيس الحكومة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
وقد تصاعد الصراع بينهما إلى درجة أن صحيفة «هآرتس» ذات الشعبية الواسعة دعت إلى «وقف إطلاق نار» داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، والمشكلة إذن هي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صارت جزءاً لا يتجزأ من معركة الانتخابات الإسرائيلية وعوامل ومتطلبات التنافس الانتخابي.
الزعيمان المتنافسان يدركان كلاهما أن الزج بالقوات داخل مجاهل أزقة مدينة غزة وغيرها من المدن ينطوي على احتمال خسائر بشرية جسيمة في صفوف الجنود الإسرائيليين على أيدي مقاتلي المقاومة الفلسطينية، لكن في الوقت نفسه يريد كل منهما أن يزايد على الآخر بالظهور بمظهر القائد الجسور الذي لا يتردد في مواجهة قوات حماس، وذلك من أجل تملق عواطف جمهور الناخبين الإسرائيليين. هكذا تلعب القيادات الإسرائيلية بالنار، ومن يلعب بالنار يحترق.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...