الحكومة تؤكد مواصلة تقديم خدماتها للمواطنين في كافة المجالات

أكدت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية أنها تقوم بعملها في كافة المجالات وتقدم خدماتها للمواطنين، رغم الحرب المسعورة، التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على المواطنين في قطاع غزة منذ سبعة عشر يوماً.

وقالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان صحفي أصدرته اليوم الاثنين (12/1)، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، إن الحكومة تقف وقفة إجلال وإكبار أمام صبر المواطنين رغم عظيم التضحيات وعطائهم رغم الحصار، والتفافهم حول قيادتهم وحكومتهم، التي تعمل بكل قوة وإصرار تحت قصف الطائرات وقذائف الدبابات وأزيز الرصاص.

وذكر البيان أنه منذ اليوم الأول للعدوان والحكومة، تعمل رغم تدمير مقراتها ومكاتبها، من أجل المواطنين وفي سبيل خدمتهم، لكي تحفظ أمنهم وتصون حقوقهم، واستعرض البيان ما تقوم به الحكومة في ظل الظروف الراهنة على جميع الاصعدة.

خدمات الإسعاف والطوارئ

وأوضح البيان أنه على صعيد خدمات الإسعاف والطوارئ، فإن وزارة الصحة استطاعت أن تتجاوز هذه المحنة بقوة وثبات، رغم شراسة الهجوم الأول على المقرات الحكومية وارتقاء المئات من الشهداء والجرحى والمصابين.

وبين أن الوزارة وضعت خطة الطوارئ موضع التنفيذ واستعدت لأسوء الاحتمالات رغم الحصار وقلة الإمكانيات، وذلك بالاستفادة القصوى من المستشفيات الأهلية والحكومية واستنفرت كل الطواقم الفنية والإدارية على مدار الساعة.

كما واستقبلت مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية، أكثر من 4000 إصابة وأكثر من 850 شهيدا حيث شكل الأطفال والنساء41% من الشهداء و50% من الجرحى والمصابين.

وأشار البيان أنه تم تحويل 140 جريح إلى مصر والأردن والسعودية وليبيا ، واستشهد منهم 11 في أماكن تحويلهم، ملفتاً إلى استهداف الطواقم الطبية بشكل مقصود ومتعمد حيث استشهد 11 شخصا من الطواقم الطبية وأصيب 16 آخرين ، وكذلك تم تدمير 5 سيارات إسعاف واستهدفت 5 مراكز صحية.

إلى جانب ذلك استقبلت الوزارة أكثر من 33 طبيبا وفنيا من الدول العربية والأجنبية من أصحاب التخصصات اللازمة في إصابات الحروب.

كما وأقامت وزارة الصحة مركزا للمعلومات ، حيث يتم تزويد وسائل الإعلام بأعداد الشهداء والجرحى وتوثيق ذلك في ملفات الحرب المجرمة على شعبنا، إلى جانب استقبالها للعديد من المعدات الطبية واللوجستية وسيارات الإسعاف من دول عربية ومؤسسات دولية.

وأضاف البيان أن الوزارة لا تزال تعمل بكامل طاقتها ، رغم ما تعانيه من عقبات وأهمها صعوبة الاتصال والتواصل بين الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية، ونوه إلى أن التيار الكهربائي لا يزال مقطوع عن أغلب المستشفيات، الأمر والذي يفاقم من حجم الضغط على الطواقم الطبية.

كما وقدم البيان تقدير الحكومة الكبير للطواقم الطبية المدنية والعسكرية وخدمات الإسعاف والطوارئ وضباط وضباط صف وأفراد الدفاع المدني وللعاملين بوزارة الأشغال العامة والإسكان الذين وقفوا منذ الساعة الأولى عند واجباتهم ومسؤولياتهم.

الوضع الاقتصادي

أما على صعيد الوضع الاقتصادي ذكر البيان أن الحكومة ممثلة بوزارة الاقتصاد الوطني وضعت آليات لإدارة الأزمة الاقتصادية، رغم الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة منذ حزيران 2007 وحتى الآن.

وأضاف البيان أن المعابر لا تزال مغلقة ولم يصل من الشاحنات سوى 22 شاحنة يوميا، حيث فتح معبر كرم أبو سالم جزئيا لمدة 10 أيام ، فكان معدل الشاحنات الواردة إلى قطاع غزة 25 شاحنة للقطاع الخاص و35 شاحنة مساعدات خاصة بالجهات الدولية ( وكالة الغوث و برنامج الغذاء العالمي ……الخ )، لافتاً إلى تركز الأصناف التي دخلت على الدقيق والسكر والأرز والأعلاف والمعلبات، مع العلم بأن قطاع غزة يحتاج إلى 478 شاحنة يوميا لتلبية حاجاته.

المطاحن والمخابز

أما على صعيد أزمة الدقيق المخابز أوضح البيان أن وزارة الاقتصاد، عملت على إدارة أزمة الدقيق والمحروقات الناتجة عن الحرب المسعورة على قطاع غزة، حيث وضعت الوزارة آلية لتوزيع الدقيق وضبط سعر ربطة الخبز والمتابعة الدورية للمخابز والمطاحن، مبيناً أنها وزعت 14450 عبوة دقيق أي بمعدل 56 طن يوميا على المخابز، لافتاً إلى أن الأزمة تزامنت مع قطع التيار الكهربائي وشح غاز الطهي مما فاقم بشكل كبير الطلب على الخبز الجاهز من المخابز.

الوضع الأمني

أما على الصعيد الأمني ذكر البيان أنه رغم الاستهداف المباشر لوزارة الداخلية والأمن الوطني وتدمير كافة مقراتها المدنية والأمنية والشرطية إلا أن الوزارة بكافة أجهزتها الشرطية والأمنية تأقلمت مع الواقع الميداني بسرعة وكفاءة ولم تتوقف إداراتها عن العمل لحظة واحدة بل غيرت من آليات عملها للضرورة الأمنية ، حيث تم التواصل مع طواقم الشرطة كل حسب إدارته، وتم توزيع المهام والانتشار على الأرض.

وأشار إلى أن طواقم الإنقاذ في الدفاع المدني والأشغال العامة عملت بكامل طاقتها في إخراج الجرحى من تحت الأنقاض ومن بين ركام المنازل المدمرة، كما قامت بإسعاف المصابين وإخلاء الجرحى. 

كما وعملت الوزارة على تحصين الجبهة الداخلية في ظل العدوان، حيث تم ضبط العديد من حالات التخابر مع الاحتلال الصهيوني، إلى جانب ذلك منعت مباحث التموين الاحتكار والاستغلال والتلاعب بالأسعار وقامت بتطبيق إجراءات حماية المستهلك بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد، أضاف أن شرطة المرور قامت بالانتشار لتسهيل الحركة والمرور.

الوزارات

أما على صعيد عمل وزارة الأشغال العامة والإسكان أوضح البيان أنه رغم قلة الإمكانيات والآليات التي تعمل في ظروف الحرب ، إلا أن فرق الوزارة عملت منذ اللحظة الأولى على إزالة الردم وفتح الطرق لتسهيل حركة السير ، والمشاركة في رفع الأنقاض لإخلاء الجرحى والمصابين و الشهداء، وشكلت لجان خاصة لحصر الأضرار الناتجة عن القصف والتجريف.

وذكر البيان أن وزارة المالية برغم القصف الذي تعرضت له وتدمير مقرها الرئيس، إلا أنها لم تتأخر في توفير الرواتب عن شهر ديسمبر، حيث تم صرف جميع الرواتب بدون تأخير لأكثر من 25 ألف موظف.

وأضاف أن وزارة الشؤون الاجتماعية قامت بتوزيع مخصصات الحالات الاجتماعية، وكذلك تقديم اغاثات طارئة لمن تدمرت بيوتهم والعمل مع الوزارات الأخرى على استقبال المساعدات واستلامها وتخزينها وتوزيعها على مستحقيها، كما أن الوزارة تتعاون مع برنامج الغذاء العالمي على توفير الدقيق للمحتاجين والمعوزين.

أما بالنسبة لوزارة الحكم المحلي ذكر البيان أن طواقم البلديات عملت في ظروف خطرة وصعبة ورغم قطع التيار الكهربائي حيث قامت بتوفير المياه الصالحة للشرب ونقل المياه إلى المناطق المتضررة وإصلاح شبكات المياه المدمرة وكذلك جمع النفايات لمنع حدوث المكاره الصحية.

ووجه البيان الشكر الكبير إلى أبناء الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، رغم العدوان الهمجي حيث المواطنين يضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات وهو يؤمن بحقه في العيش بحرية وكرامة.