مواقف مشرفة من مجزرة غزة

صحيفة البيان الإماراتية
أظهرت مجزرة غزة معادن كثير من الرجال الأجانب من ذوي النزعات الإنسانية، خذوا مثلاً موقف هذا الحاخام اليهودي الأميركي ويدعى ميشيل ليرنر (ونكتب اسمه بالانجليزية لمن شاء أن يعرف المزيد عنه على شبكة الإنترنت Michael Learner .
وقد استرعى انتباهي رأيه حينما كنت أتصفح موقع البي بي سي باللغة العربية، التي تلخص أبرز المقالات التي تنشر على صفحات كبريات الجرائد اليومية الإنجليزية، والتي لخصت مقالة لهذا الحاخام اليهودي منشورة في جريد التايمز اللندنية العريقة يوم الخامس من هذا الشهر، وتوخياً للدقة ورغبة في معرفة كامل المقالة فقد رجعت إليها بالإنجليزية كما ظهرت على موقع جريدة التايمز.
ولما اقتصر تعريف التايمز على كون ليرنر حاخاماً يرأس تحرير مجلة اسمها «تيكون» وددت أن أعلم المزيد عن هذا الشخص الذي تنشر له صحيفة مرموقة كالتايمز، فَخِلته علماً من أعلام العلاج النفسي، وأستاذاً جامعياً مرموقاً، وناشطاً سياسياً ذائع الصيت، وصاحب «شبكة التقدميين الروحانيين» التي شكلها في العام 2005، والتي لها آلاف الأنصار في الولايات المتحدة وكندا وبينهم الكثير من رجال الدين. أما مجلته Tikkun فهي مجلة يهودية نقدية تهتم بالجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية وتظهر مرتين في الشهر.
يذهب ليرنر في مقالته التي عنوانها: «إن ما يفطر قلبي هو أن أرى غباء إسرائيل» إلى أن «المقاومة أعلنت بصورة لا لبس فيها قبولها بالمبادرة السعودية، على الرغم من أنها أصرت على أنها لن تعترف رسمياً ب”إسرائيل”. فهي قد قبلت أن تتعايش بسلام في إطار الدولتين، إلا أنها بينت بصريح العبارة أنها لن تعترف بحق الوجود لإسرائيل». ويعقب هذا الحاخام، الذي ينقل موقف الفلسطينيين بأمانة ليجد لهم العذر قائلاً: إن هذا الموقف لا ضير منه، ذلك أن الاعتراف بحق الوجود ل”إسرائيل” يمثل «انتحاراً» للفلسطينيين الذين يعتقدون بأن ذلك هو السلاح الرمزي الوحيد الذي بقي لهم.
وفي مقالة نشرتها الواشنطن بوست الأميركية في الثامن من هذا الشهر، يظهر فيها موقف نبيل للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، الذي تربع على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض في الأعوام 1977 إلى 1981، والذي في عهده وقعت اتفاقية كامب ديفيد، فقد كتب تحت عنوان موحٍ وهو: «حرب غير ضرورية» أن الفلسطينيين كانوا يريدون هدنة شاملة تشمل كل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، إلا إن “إسرائيل” قد رفضت هذا العرض.
ثم وافقوا على أن يلتزموا بهدنة تشمل قطاع غزة فقط شريطة رفع الحصار عنها وفتح المعابر، وهو الحصار الذي خنق أهلها منذ أشهر، حيث كانت تدخل 700 شاحنة يومياً إلى القطاع قبل الحصار في حين تقلص ذلك إلى أكثر من الربع!! ورغم أن كارتر لا يعطي العذر للمقاومة في إطلاقها لصواريخها على المناطق الإسرائيلية، إلا إنه يستدرك فيقول أن تلك الصواريخ البدائية لم تقتل سوى ثلاثة إسرائيليين في سبع سنوات في مقابل الدمار الشامل ومئات القتلى وآلاف الجرحى في هجومها الحالي!!
ولعل طيب رجب أردوغان، رئيس وزراء تركيا قد جذب الانتباه بتصريحاته ومواقفه غير المسبوقة ضد “إسرائيل”، خاصة أن تركيا كانت «الصديق الصدوق» ل”إسرائيل” منذ نشأتها، وكانت مواقفها مؤيدة لها في حروبها جميعاً وخاصة في حربي العام 1967 وحرب العام 1973. وكانت هي ودولة إيران أيام الشاه من الدول الإسلامية القليلة التي تقيم أوثق العلاقات مع “إسرائيل”. فقد صرح أردوغان بعد اندلاع الحرب بتصريح قال فيه إن “إسرائيل” قد أهانت «الدولة التركية» وكان يشير إلى تعهد أولمرت الذي زاره قبل الهجوم على غزة وتعهد له بأن “إسرائيل” لن تهاجمها ثم حنث بوعده!!
ثم قيامه بمبادرة لف فيها بعض الدول العربية ليدخل فيها تركيا إلى المنطقة من أوسع أبوابها، ولتبدأ باحتلال مكانتها الطبيعية في نظام الإقليم الشرق الأوسطي.
فقد طرح أردوغان مشروعاً لوقف الحرب الإسرائيلية وبناء هدنة قابلة للاستمرار. أما خطابه أمام البرلمان التركي قبل أيام فهو قد يكون نقطة تحول تاريخية في العلاقات التركية الإسرائيلية، فقد اعتبر عدوانها على غزة «عاراً في جبين الإنسانية» موجهاً كلامه إلى كل من أيهود باراك وتسيبي ليفني بقوله: اتركا الحسابات الانتخابية فالتاريخ سيحاسبكما ويذكر أفعالكما على أنها بقعة سوداء.!!
ومضى أردوغان يقول: إنني أتحدث كرئيس للوزراء تم إيقافه نصف ساعة عند حاجز إسرائيلي في رام الله، من يفعل هذا، إنها “إسرائيل” التي تتحدث عن الديمقراطية!
ثم أضاف وهو يتحدث إلى برلمان بلاده وربما هو المهم في كل حديثه وله بعد تاريخي، إذ ذكّر الدولة اليهودية بأن: دولتنا هي التي حمتكم حين تعرضتم للاضطهاد.!
ولعل هذه المواقف الثلاثة لشخصيات تنتمي إلى أديان مختلفة وجنسيات متباينة كافية لتبين لنا تحول الرأي العالمي لصالح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض هذه الأيام إلى مجزرة حقيقية في رقعة أرض مكتظة لا تتعدى مساحتها الأربعمائة كيلومتر مربع محشور بها مليون ونصف المليون من البشر!!
كاتب كويتي
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...