عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

أصداء غزة

أصداء غزة

صحيفة العرب القطرية

الأمر مختلف هذه المرة.. الغضب الإسلامي والشعبي يعبر عن نفسه في كل العواصم والمدن الإسلامية وغير الإسلامية بأشكال مختلفة، والجميع يهتف ضد “إسرائيل”، ويتعاطف مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وما تنقله وسائل الإعلام ليس إلا جزءاً يسيراً من هذه الأنشطة والفعاليات التي تقام تضامناً مع غزة في العالم كله.

متابعة الإعلام المحلي لكل دولة تعطينا فرصة أكبر لمعرفة أصداء غزة في الأوساط الرسمية والشعبية، خصوصاً في تلك الدول الإسلامية التي لها علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” أو تدور في الفلك الأميركي بشكل واضح.

فلو أخذنا مثالاً دول آسيا الوسطى المسلمة، فنجد أن حكوماتها تتمتع بعلاقات قريبة جداً مع “إسرائيل” منذ استقلال تلك الدول في أعقاب الانهيار السوفيتي عام 1991، غير أن شعوبها المسلمة تتعاطف مع القضية الفلسطينية، وتعبر عن وقوفها إلى جانب غزة ضد “إسرائيل” بشتى الوسائل. الحكومات من جانبها تحاول أن تحافظ على مسافة متساوية من «الجاني» و«الضحية» لإثبات سياسة «الحياد الإيجابي» وللتخفيف من الضغوط الشعبية المتزايدة عليها باتخاذ مواقف أكثر شدة مع “إسرائيل”، فتصدر بيانات رسمية تطالب بوقف العنف والبحث عن وسائل سلمية لحل الأزمة.

مع وجود هامش الحرية البسيط في بعض تلك الدول، خرجت تظاهرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة في كل من آذربيجان وطاجكستان وقرغيزستان، ومن المتوقع أن تستمر أشكال التعبير عن هذا الغضب الشعبي والتضامن الإسلامي في بعض عواصم ومدن آسيا الوسطى بجانب ما تشهده مدن أخرى في كل من روسيا وأوكرانيا كذلك.

وفي ظل الأنظمة المستبدة والتي تتبع العلمانية وتتمتع بعلاقات قريبة مع “إسرائيل”، يعتبر الخروج في تظاهرة من أجل التضامن مع فلسطين نوعاً من المغامرة، وأثارت كثيراً من الجدل في الأوساط السياسية التي اعتبر بعضها أن أحداث غزة أعطت الفرصة لبعض القوى السياسية أن تستغل الحدث للدعاية لنفسها وإثبات وجودها في الشارع، وكسب قلوب المواطنين.

لا شك أن معظم الفعاليات التي تشهدها هذه الدول لصالح شعب فلسطين منذ العدوان الإسرائيلي على غزة تقف وراءها قوى وفعاليات إسلامية كأحزاب وجمعيات وشخصيات، لكن هناك عدد هائل من عامة الشعب ممن تأثروا بمشاهد القتل والدمار التي تنقلها وسائل الإعلام من غزة، ويعبرون عن استنكارهم لهذه الوحشية الإسرائيلية عبر الاشتراك في مثل هذه التظاهرات.

الاستمرار في هذه الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني واستنكار العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، بقدر ما يعبر عن روح الأخوة الإسلامية بين شعوب هذه المنطقة التي عاشت في ظل الاستعمار السوفيتي لأكثر من سبعين عاماً، يعبر كذلك عن فشل السياسة الإسرائيلية والغربية في تحييد الشارع الإسلامي تجاه سياساتها العدوانية في فلسطين والمنطقة.

والاستمرار في التعبير عن الغضب الإسلامي لغزة يعني المزيد من الضغوط على هذه الدول التي لها علاقات مباشرة وقريبة مع “إسرائيل” أن تكف عن التأييد المفتوح لسياسات “إسرائيل” وتبحث عن مواقف أكثر حيادية، مما قد يشكل ضغطاً سياسياً على “إسرائيل” وأصدقائها الغربيين.

لقد فتحت غزة آفاقاً جديدة للتضامن والتكاتف الإسلامي والإنساني حول العالم، وأصبحت قضية المسلمين وقضية أحرار العالم، وباتت أصداؤها تنتشر في العالم كله، رغم حالة التشرذم السياسي والعجز التي تعيشها المواقف العربية الرسمية مما يجري في غزة وكيفية التعامل معها.

فليستمر التعبير عن الغضب الشعبي في كل العالم، ولتتحرك الأقلام والحناجر للوقوف مع أهل غزة والوقوف ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم. هذه هي الرسالة التي تتوصل إليها وأنت تتقلب بين تفاصيل كثيرة في وسائل الإعلام المحلية في العديد من دول المنطقة من جنوب شرق وجنوب آسيا حتى وسط آسيا والقوقاز.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...