السبت 10/مايو/2025

قمة التعاون ومحرقة غزة

قمة التعاون ومحرقة غزة

صحيفة الشرق القطرية 

تصل كلماتي هذه قبل أن تنفض قمة مجلس التعاون الخليجي في مسقط، وقبل أن تنتهي اللمسات الأخيرة في صياغة البيان الختامي لقمة المجلس وعلى ذلك، فإن أحداث غزة لا شك بأنها نالت الوقت الكافي من عناية الوزراء وخلافاتهم حول الممكن، وانتقل الملف برمته ليكون أمام القمة ولا شك بأنه سينال الوقت الكافي من المناقشة وخاصة أن أمير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أجرى اتصالات مع الملوك والرؤساء العرب لدعوتهم لانعقاد قمة عربية طارئة في الدوحة لاتخاذ قرار جماعي بإنقاذ غزة من الهلاك جراء العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة.

استأذن ولاة أمرنا المجتمعين في مسقط هذا اليوم وأناشدهم بأن تتسع صدورهم لما سأقول. أذكركم أصحاب الجلالة والسمو بما حدث في العراق عام 1991، وما تبعه من عدوان مسلح مستمر، و من حصار وتجويع للشعب العراقي ونزع أسلحته إلى أن حاق به الاحتلال، وكان بعض القادة العرب فرحاً بما حدث للعراق في ذلك الزمان، أذكركم بأن الذين نصبتهم قوى الاحتلال على العراق ولت وجههم قبلة غيركم رغم أنكم كنتم السند إلى جانب زعماء عرب آخرين لقوى التحالف التي أتت ونصبت الغادرين لشعبهم ووطنهم وأمتهم العربية والإسلامية على مقاليد الأمور في العراق، أذكركم بأنه كان لدى كثير منكم اعتقاد بان إزاحة الرئيس صدام حسين ونظام حكمه ستجلب الأمن والاستقرار للمنطقة وكانت حسابات مستشاريكم ومعلوماتهم خائبة، وليس عندي شك إطلاقاً بأنكم تعضون على الأصابع لما حل بالعراق اليوم.

اليوم يا أصحاب الجلالة والسمو يتكرر المشهد العراقي، تشاهدون ما يحدث في غزة بأم أعينكم فهل أنتم راضون عما يحدث، اعرف جيداً أن بعضكم له تحفظات على أي حزب ديني يصل إلى السلطة في أي بقعة عربية عن طريق القوة أو صناديق الانتخابات كما حدث في غزة، لكنى أنبهكم وأنا الصادق الأمين بأن السلطة القادمة إلى غزة على دبابة إسرائيلية ستناصبكم العداء كما فعل العملاء في العراق وسوف تكونون من الخاسرين. أنبهكم بأن صمتكم عما يجري في غزة اليوم وما ستؤول إليه نتائج العدوان على غزة إن كانت لصالح العملاء ستكون المنطقة برمتها بيئة صالحة لاندفاع الناس نحو تنظيم القاعدة كما حدث في العراق، وكما حدث في أفغانستان أمريكا ومعها حلف النيتو ـ بكل ما تملك من أسلحة الدمار الشامل وبعد مرور ما يقارب سنوات سبع من الاحتلال ـ تشكو الويل من حركة طالبان النصير لتنظيم القاعدة وهي تطلب التفاوض مع ذلك التنظيم.

الأمة العربية وغيرها من الأمم يعرف أن بعضكم من أنصار الاعتدال، لكني أصدقكم القول أن اعتدال بعضكم شوهت صورته ولا يمكن إعادة وجه الاعتدال إلى حقيقته إلا بفعل سياسي، تصطف إلى جانب الحق العربي وبلا جدال وأول الحق إنقاذ غزة من الهلاك الذي تتعرض له علي يد جيش العدو الصهيوني. تقول وزيرة خارجية العدو الإسرائيلي على شاشة ال (سي .ان . إن) إجابة على سؤال أحد الصحفيين ومؤدى السؤال ألا تخافون في “إسرائيل” من ردة فعل أعضاء نادي الاعتدال العربي؟ كان جوابها “ما نفعله في غزة من أعمال عسكرية يعزز مواقف قوى الاعتدال العربي” أؤكد القول أن دبلوماسية الهواتف النقالة إلى واشنطن لم تعد مجدية في ظروف حربية إلا إذا كانت تتضمن خطاباً واضحاً بإعلان خطوات عملية بردع العدوان، كما أن لغة الشجب والإدانة لم تنفع وثبت فشلها عبر ستين عاماً يا عرب. قد يقول لكم بعض مستشاريكم الميامين أن سبب العدوان على غزة اليوم هو إلغاء اتفاق التهدئة مع العدو الإسرائيلي من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس والجهاد الإسلامي والانقسام الفلسطيني ــ الفلسطيني وهذه أقوال ذرائعية غير مقبولة. فاتفاق التهدئة محدد بزمن والجانب المصري يعرف ذلك لأنه عراب التهدئة وليس هناك نص يقول بتجديد التهدئة تلقائياً، الأمر الآخر إن شروط التهدئة لم تلتزم بها “إسرائيل” فخروقاتها تعدت 150 اختراقاً مسلحاً، وكان من المفروض وطبقاً للاتفاق أن يتمدد ليشمل الضفة الغربية، ويرفع الحصار عن قطاع غزة، كل هذا يعلمه الوسيط المصري المنحاز للجانب الإسرائيلي. فلماذا اتهام حماس بأنها ألغت قرار التهدئة؟

آخر القول نريد موقفاً خليجياً واضحاً لا لبس فيه ولا تأويل يعمل على وقف العدوان على غزة ورفع الحصار، وإبلاغ الشركات الأجنبية الكبرى العاملة في المنطقة بأنها ستكون في موقف لا تحسد عليه جراء غضب جماهيري قد يلحق الأذى بمشاريعها وإنكم لا تستطيعون مواجهة غضب جماهير مواطنيكم. كما ندعو لتجميد كل عقود التسلح مع الدول الغربية وأمريكا. كل الغرب ينتظر موقفاً عربياً خليجياً على وجه التحديد وهم أسرع لتفكيك علاقاتهم ب”إسرائيل” إذا تعرضت مصالحهم للخطر. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات