الخميس 08/مايو/2025

المقاومة الفلسطينية تواجه تربصاً من ثلاث جبهات

المقاومة الفلسطينية تواجه تربصاً من ثلاث جبهات

صحيفة الوطن القطرية

إذا قبلت «حماس» بالتهدئة مع “إسرائيل”، يقولون إنها استسلمت.

وإذا رفضت التهدئة وأطلقت صواريخ القسام يقولون إن الصواريخ «عبثية».

وإذا نفذت عمليات استشهادية داخل “إسرائيل” فإنهم يستنكرون متذرعين بأن مثل هذه العمليات تصيب مدنيين إسرائيليين أبرياء مما يستثير الرأي العام العالمي ضد القضية.

إنهم – بإيجاز – ضد ثقافة المقاومة من حيث المبدأ لكن دون أن يجرأوا على الاعتراف بذلك. فلو كانوا يؤيدون مبدأ المقاومة لأعطوا حماس وفصائل المقاومة القتالية الأخرى صواريخ فاعلة وقاتلة عوضا عن الصواريخ «العبثية» محلية الصنع.

ينبغي أن ترد القضية إلى جذورها. فالهجمة الجوية الوحشية التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على أهل قطاع غزة يوم السبت ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، ولذا فإن إلقاء المسؤولية على حماس بأن صواريخها العبثية وفرت ل”إسرائيل” ذريعة الهجوم ليس سوى تهرب من مواجهة أصل القضية.

القضية باختصار غير مخل هي احتلال يتحول إلى استيطان ينتشر على كامل الأرض الواقعة تحت الاحتلال.. مما يفرض تساؤلاً أولياً بسيطاً كيف يمكن تحرير كامل الأرض من قوة احتلالية تمضي في تنفيذ مشروعات تضمن بقاء الاحتلال الاستيطاني إلى الأبد؟

هذا هو التساؤل المطروح بإلحاح أمام قيادات الفصائل الفلسطينية.. وبالامتداد أمام قادة الأنظمة العربية الحاكمة، فهل من هؤلاء أو أولئك من بوسعه أن يغالط بمنطق براغماتي حاسم بأنه لا سبيل للتغلب على الاحتلال الاستيطاني سوى المقاومة الشعبية المسلحة؟

من المتاح لمن يتمسكون بنهج التفاوض السلمي مع “إسرائيل” أن يمضوا في ممارساتهم التفاوضية (رغم أنهم حتى يومنا هذا وعلى مدى 15 عاماً منذ أوسلو لم يحققوا شيئاً). لكن لماذا يحاربون بكل الوسائل ضد أصحاب نهج المقاومة.

هنا موضع ريبة: عناصر قيادية فلسطينية وقيادات حاكمة عربية ترتهن إلى الأجندة الإسرائيلية – الأميركية الرامية إلى تصفية المقاومة واجتثاثها من جذورها.

وشواهد هذا الارتهان باتت مرئية اليوم بالعين المجردة: تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال.. وتدريب قوات فلسطينية نخبوية على كيفية مطاردة عناصر فصائل المقاومة تحت إشراف الجنرال الأميركي دايتون.. جنباً إلى جنب مع تواطؤ دبلوماسي عربي – إسرائيلي – أميركي لضمان إحكام الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أجل إضعاف حكومة حماس واستثارة تمرد شعبي ضدها.

هذه هي المعضلة العظمي: “إسرائيل” تضرب المقاومة بأسلحة مهداة من أميركا مستغلة «العملية التفاوضية السلمية» مع السلطة الفلسطينية كغطاء وتواطؤ دبلوماسي عربي.

لكن مع ذلك لا يزال الشعب الفلسطيني يثبت صموداً يثير الإعجاب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات