الأربعاء 26/يونيو/2024

المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ناجي شراب يتحدث عن سيناريوهات ما بعد التهدئة

المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ناجي شراب يتحدث عن سيناريوهات ما بعد التهدئة

أكد الدكتور ناجي شراب المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني، أن إعلان حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وفصائل المقاومة إنهاء التهدئة “جاء كرسالة قوية للأطراف المعنية بأن خيار المقاومة لا يزال قائماً وأنه لا توجد تهدئة مقابل تهدئة”.

ووصف شراب الأصوات التي كانت تتحدث أن حركة “حماس” توصلت للتهدئة لتحفظ رؤوس قادتها بأنها “تردد مغالطات وتنشر حديث غير منصف، وأنها (حماس) إنما كانت تنطلق من مسؤوليات أمام شعبها”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة إلى أن هناك العديد من السيناريوهات التي يمكن أن تتجه إليها دولة الاحتلال في المرحلة القادمة منها: “إما العودة للتهدئة مع شروط تحسينية”، مبيناً أن الفرصة لازالت سانحة لهذا السيناريو وأن دولة الاحتلال تريده”.

وقال شراب: “إن السيناريو الثاني يتمثل، في التصعيد العسكري المتدحرج (الجزئي) بأن يكون هناك قدر من إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة وترد عليها قوات الاحتلال باستهداف بعض الأهداف”، مشيراً إلى أن هدف الاحتلال من ذلك العودة للسيناريو الأول المتمثل بالتهدئة بشروط تحسينية.

واعتبر أن السيناريو الثالث هو الأخطر والذي يتجه نحو عملية عسكرية واسعة وشاملة بهدف تقويض المقاومة بغزة تمهيداً لإدخال قوات طوارئ دولية لإدارة شؤون قطاع غزة، مشدداً على أن هذا السيناريو “يتوقف على فشل السيناريوهات الأول والثاني”. جاء ذلك خلال مقابلة مطولة أجراها مراسل “المركز الفلسطيني بغزة”، وفيما يلي نص المقابلة:

 
“حماس” والتهدئة

– كيف تقرؤون إعلان حركة “حماس” عن انتهاء التهدئة؟
الدكتور شراب: من الطبيعي أن تعلن حماس انتهاء التهدئة، لسبب واضح بأن دولة الاحتلال لم تلتزم بها وفي مقدمتها رفع الحصار، حيث يحاصر أكثر من مليون ونصف المليون والمعاناة المستمر في نقص المواد الأساسية، كما استمرت دولة الاحتلال في سياسة اغتيال كوادر المقاومة والتصعيد المستمر، كل ذلك على الرغم من التزام حركة حماس والمقاومة بالتهدئة، وإن إعلان حماس إنهاء التهدئة جاء كرسالة قوية للأطراف المعنية بأن خيار المقاومة “لازال قائماً بأنه لا توجد تهدئة مقابل تهدئة فهي دوافعها وطنية، فحماس في غزة أمامها مسؤوليات أمام شعبها”.

– كان البعض يقول إن “حماس” أعلنت التهدئة لتحفظ رؤوس قادتها؟ ألا يشكل إعلانها إنهاءها بهذا الشكل الصاخب تحدياً لغطرسة الاحتلال؟
الدكتور شراب: مع استمرار حالة الاحتقان السياسي والاختلاف، بتنا نسمع بعض هذه المفردات اللغوية التي تقتحم خطابنا السياسي أنا أعتقد أنها مغالطات، فحركة “حماس” قدمت قادتها كما قدم الكثير من قادة المقاومة، بالتالي مسألة أن يكون ثمن التهدئة الحفاظ على رؤوس قادتها هذا أمر حديث غير منصف، كما لا يمكن أن تفصل بين القيادات والشعب والمحافظة عليها أمر مطلوب، ولكن أن يقتصر الحديث أنها جاءت لحفظ رؤوس القادة فهذا تحليل خاسر، وأنا أتساءل هنا أليس هناك مصلحة وطنية لرفع الحصار عن الشعب بغزة وإعادة فتح المعابر؟!.

– لا يزال الكثيرون يتساءلون عن كيفية اتخاذ القرارات المفصلية في حماس؟ إذ أننا لم نعتد من فصائل فلسطينية تقول لا لدول كبرى؟ كيف تقرأ ذلك؟
الدكتور شراب: حركة حماس ليست حركة فردية، وهي حركة مؤسساتية وأعتقد أن هناك مؤسسات تراكبية تبدأ من الأدنى حتى نصل إلى أعلى مستوى وهناك المكتب السياسي ومجلس الشورى، وهناك حكومة قائمة في غزة تمارس صلاحيتها وهي تجري تنسيقات ومشاورات مع عدد من الدول الإقليمية، يفترض على حركة حماس أن تدرك بأن المقاومة ليست حكراً عليها فقط، ومن هنا جاء التشاور والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، فقرار المقاومة ينبغي أن يكون قراراً تشاورياً، فالمقاومة كل لا يمكن تجزئته.

سيناريوهات ما بعد التهدئة

– ماذا بعد انتهاء التهدئة وما هي السيناريوهات المحتملة في الفترة القادمة؟
الدكتور شراب: السيناريو الأول: هناك العديد من السيناريوهات، أولها إما العودة للتهدئة مع شروط تحسينية، وإن دولة الاحتلال تريد هذا السيناريو وكذلك حركة حماس تريد من التهدئة أن يتم رفع الحصار وفتح المعابر وإدخال كافة المواد الأساسية، وما زال احتمالات هذا الخيار كبيرة وقوية، لأن هناك مصلحة متبادلة للجميع، كما لا بد من التأكيد من أن إدراك دولة الاحتلال لحجم المقاومة بغزة وإمكانات تحرك الشارع العربي والإسلامي يدفع في هذا باتجاه الخيار، كما أن دولة الاحتلال تمر بحالة انتخابية وليس هناك ما يضمن لها النجاح في عملية عسكرية ضد غزة.

السيناريو الثاني: التصعيد العسكري المتدحرج (الجزئي) يعني بأن يكون هناك قدر من إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني يقابلها ردود من الاحتلال باستهداف بعض المواقع، وإن هدف هذا السيناريو العودة للسيناريو الأول، وهذا السيناريو يتوقف على درجة التدخل الدولي والإقليمي.

السيناريو الثالث: وهو الأخطر؛ الاتجاه نحو عملية عسكرية واسعة وشاملة بهدف تقويض المقاومة بغزة تمهيداً لوجود لإدخال طوارئ دولية لإدارة شؤون قطاع غزة، ولكن هذا يتوقف على الفشل التام للسيناريو الأول كما أن هذا السيناريو يتوقف على تعمق حالة الانقسام الفلسطيني بمعنى الذهاب بالمشهد الفلسطيني، على اعتبار قطاع غزة إقليمياً متمرد وهو مرتبط بالحالة الفلسطينية التي نشهد تكلفته السياسية عالية، والدفع باتجاه الخيار الأول وهو سيناريو التهدئة التحسينية.

– هناك أنباء تحدثت بأن دول طالبت الكيان الصهيوني بإنهاء حكم “حماس”؟
الدكتور شراب: دولة الاحتلال تعتبر غزة إقليم معادي، كما أنها تعتبر حماس حركة (إرهابية) ومعها بذلك الولايات المتحدة، وهي تنظر إليها في قائمة دول محور الشر، دولة الاحتلال تنظر لحماس من هذا المنظور، وتؤكد بأن حركة حماس تشكل خطراً على أمنها، الهدف من ذلك ممارسة مزيد من الضغوط السياسية على حركة حماس إما خيار المواجهة العسكرية وإما خيار الاستجابة للشروط الدولية.
 

تقييم التهدئة

– كيف تقيم التهدئة الماضية من ميزان تحقيق المصالح الفلسطينية من جهة و الصهيونية من جهة أخرى، ومقارنتها بالتهدئات السابقة؟
الدكتور شراب: التهدئة على مدار الست شهور لا بد من الإنصاف؛ فـ “حماس” والمقاومة التزمت التزاماً كاملاً بشروط التهدئة، وكانت رسالة قوية للعالم ولجميع الأطراف بأن حماس قادرة على الإيفاء بشروط التهدئة، ولكن دولة الاحتلال كعادتها تريد أن تلعب بعناصر المشهد السياسي وتحاول أن تفرغ خيار المقاومة من مصداقيته لذلك حاولت اختراق التهدئة وانتهاكها، وحاولت أن تفرغ المقاومة من مضامينها كي تحدث شرخاً في المقاومة وكانت حريصة بأن تتلاعب بالتهدئة وألا تلتزم بها.
 

– ما هو شكل التهدئة التي يمكن أن يجنح لها الشعب الفلسطيني وتوافق عليها الفصائل الفلسطينية ؟
الدكتور شراب: التهدئة التي تحقق الشروط التالية: رفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة، إعادة فتح المعابر، والسماح بإدخال كافة المواد الأساسية، هذه صورة التهدئة التي يمكن أن يوافق عليها الشعب، حتى تكون التهدئة يفضل أن ترتبط بعملية إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.

– إبان التهدئة بعض قادة الفصائل، لا سيما من حركة فتح، يلمزون موقف حماس من التهدئة ولكن بعد إنهائها سمعنا مطالبتهم بها من أجل الحفاظ على حياة الناس؟
الدكتور شراب: هناك تناقض في الخطاب السياسي، وأنا أُعيد التساؤل من جديد .. أليس التهدئة فيها مصلحة للشعب بغزة؟ أليس فتح المعابر مصلحة للشعب بغزة؟ أليس عدم عودة الاحتلال هي مصلحة، أليس من مصلحة الشعب؟!.
 

– اعتقد كثيرون أن مشاركة حماس في الانتخابات وفوزها وتشكيلها حكومة سيغير من استراتيجياتها ويدفعها للتنازل لتتمكن من الحكم ولكنها حتى الآن رفضت الاعتراف بإسرائيل وقرارات الشرعية الدولية كيف يمكن تفسير ذلك؟
الدكتور شراب: حركة “حماس” دينية لها برنامج سياسي يحكمها، وهي ملتزمة ببرنامجها، وعندما تأتي للحكم يكون هناك استحقاقات أخرى، فهناك مجموعة اتفاقات وقعت مع منظمة التحرير ومع الحكومات ينبغي أن نؤكد على الحقيقة أنه لم تتح الفرصة السياسية لحماس لإدارة الحكومة والتعامل بشكل كامل مع المجتمع الدولي والعربي ولم توضع حركة حماس محك الاختبار السياسي وهنا يتحمل المجتمع والدول العربية لعدم إتاحة الفرصة لها ولذلك فرض الحصار منذ الأيام الأولى وبالتالي انشغلت حركة حماس بالأبعاد الأخرى وبسبب الحصار اختلطت الأولويات السياسية للحركة لأن هناك أولوية قصوى تتمثل في رفع الحصار، والمفترض أنه كان على المجتمع أن يعطي حماس فرصة.

– كيف تنظرون لإعلان نتنياهو وليفني أن هدفهم الاستراتيجي حال فوزهم إنهاء حكم حماس في غزة.
الدكتور شراب: هذا يمكن أن يفهم في السياق الانتخابي، ولكن لا يمكن التقليل من خطورة هذه التصريحات لكن لا يمكن إغفال تأثيرها وإغفال حقيقة النوايا الصهيونية، فدولة الاحتلال إذا كانت قادرة على إسقاط الحكومة فإنها غير قادرة على إسقاط هذا النموذج المتمثل في حركة حماس.
 

– وكيف تنظرون التقاء هذا الهدف مع ما هو معلن من قبل قادة سلطة رام الله؟
الدكتور شراب: الإجابة هنا فهي تعود للسيناريو الثالث، هناك خيارات كثيرة تدفع حماس باتجاه خيارات محددة إما العودة للمصالحة والشرعية الفلسطينية بكل محدداتها، وإما الدفع للاستجابة بمرونة بشكل واضح لشروط اللجنة العربية، وإلا يبقى السيناريو الثالث بإجهاض هذا النموذج الإسلامي الذي ظهرت نواة قوته في انتخابات يناير 2006، وأكد أن حماس لها قاعدة شعبية عربية ودولية ومحلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 17 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...