السبت 10/مايو/2025

الأخطبوط الإسرائيلي يطوق العالم الإسلامي

الأخطبوط الإسرائيلي يطوق العالم الإسلامي

صحيفة الوطن القطرية

هل تنجح “إسرائيل” في تطويق العالم الإسلامي دبلوماسيا؟ فبعد إقامته علاقات دبلوماسية كاملة مع أقصى دولة في الطرف الغربي للعالم الإسلامي وهي موريتانيا ها هو الأخطبوط اليهودي تمتد ذراعه إلى أقصى دولة تمثل الحدود الشرقية للعالم الإسلامي أندونيسيا، والمفارقة في كلا البلدين هي أنهما أبعد دولتين جغرافياً عن “إسرائيل” مما يؤكد أن سدنة وحاخامات السياسة الخارجية الإسرائيليين مازالوا يراهنون على نظرية تركيع الشعوب الإسلامية عن طريق لي ذراع الحكومات الضعيفة في هذه الدول منتهزين أي ثغرة في أي مجال ليتسللوا لواذاً وكالخفافيش أعماها النهار بضوئه وأسعدها قطع من الليل مظلم.

ففي موريتانيا – والتي ربما أسهب عنها أكثر بحكم متابعتي لتطورات الأحداث فيها أكثر من أندونيسيا، لم يعد خافياً وبعد رحيل الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع أن الإسرائيليين قد استغلوا مرحلة الاختناق وأزمة الحكم التي كانت تمر بالبلد إبان الانتخابات التي أجريت أواسط التسعينيات من القرن الماضي والتي على الرغم من هشاشاتها وضعف مصداقيتها وإشراف الرئيس وحزبه عليها مباشرة لضمان عدم خروجها عما حدد ورسم لها، إلا أنها أعطت مؤشرات واضحة حتى للرئيس نفسه عبر عنها بعد ذلك في أكثر من مناسبة بأنه سيبقى لو على رغم من يأبى بقاءه من مواطنيه لأكثر من ربع قرن واصفاً إياهم بالحسدة.

وفجأة رأينا أولبرايت اليهودية الأميركية والتي كانت وقتها سكرتيرة الخارجية الصهيوأميركية تستضيف «نظيرها» الموريتاني معلنة عن صفقة بين الدولة العبرية وبين دولة عربية إفريقية مسلمة تقع على أقصى الطرف الغربي بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وكأن التاريخ يعيد نفسه حين وصل الفاتحون العرب إلى هذه الديار ليحاصرهم البحر من أمامهم والعدو من ورائهم، وهذا بالضبط هو واقع هذا البلد إلى الآن منذ إقامته لتلك العلاقات المشؤومة في نظر الغالبية الغالبة من الشعب الموريتاني إن لم نقل كل الموريتانيين بمن فيهم حتى أولئك الذين وقعوا على تلك العلاقات، فلم تستفد البلد سوى المزيد من الاستعداء داخلياً وخارجياً مما أدى وبشكل مؤسف إلى عودة مسلسل انقلابات عسكرية تبعها تخبط في ديمقراطية صورية ظن العالم بعدها أن البلد سيعود فيه زمام الأمور لأبنائه الذين لم تغفر لهم “إسرائيل” حتى مجرد التفكير في الرجوع عن علاقات بلدهم بها والتي بدأ الشارع الموريتاني العربي المسلم الأصيل الغيور مطالبته بإلغائها لتبدأ الضغوط الصهيو دولية تؤتي أكلها حين صرح الرئيس المنتخب ديمقراطياً أن البلد لديه أولويات الفقر والمرض والجوع بعد أن كان وعد إبان حملته الانتخابية بطرحها ليقول الشعب فيها كلمته ولكنه آثر عدم الحديث بعد انتخابه عن هذه القضية التي تمس كرامة وكبرياء شعب بأكمله مع أن موج المحيط العاتي ولكن هذه المرة من الداخل قد طال حتى هذا الرئيس المنتخب ليعود العسكر في الانقلاب الأخير والذي يظهر أنه انعكاس مباشر وردة فعل لحسابات خاطئة في تقدير موازين القوة الداخلية لحجم العسكر وسيطرتهم الفعلية والقوية للبلد والذين صرحوا بذلك على لسان قائد الانقلاب الجنرال محمد ولد عبدالعزيز الحاكم الفعلي الحالي للبلاد والذي يظهر عملياً أنه الأقوى اليوم على الساحة الموريتانية.

ويبدو أنه يحظى بدعم داخلي كبير والذي كان وراء الإتيان بالرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله كما صرح بذلك هذا الأخير نفسه قبل الإطاحة به بأيام معدودات.

والسؤال الذي يهمنا هنا ماذا جنى هذا البلد الفقير المنهك من جراء إقامته للعلاقات مع الدولة العبرية سوى الحفاظ لفترة لم تدم طويلاً على حكم ولد الطائع الذي لم تغن عنه تلك العلاقات فهل يعي الاندونيسيون والذين هم في غنى عن مثل هذه العلاقات التي لن تجر لهم سوى المزيد من خيبة الأمل والاضطرابات الداخلية فضلاً عن إدخال بلدهم الذي كان على أقل تقدير يحظى بتقدير الشعوب العربية والإسلامية بأنه أكبر بلد إسلامي من حيث الكثافة السكانية والذين كانوا يشكلون دعماً ولو معنوياً بأن هذه الأمة الإسلامية مع قضية الأقصى الشريف من أقصاها إلى أقصاها.

ولكن المخيف هو أن إقامة اندونيسيا اليوم لتطبيع اقتصادي سيتبعه ولا شك بقية التطبيعات الأخرى مع دولة الكيان الصهيوني. وقد تبين أن هذه البداية ما هي إلا نتاج علاقات وزيارات للأسف كانت على أعلى المستويات حيث كشفت وسائل الإعلام مؤخراً عن زيارات لمسؤولين أندونيسيين كبار مثل الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد ل”إسرائيل”. بل إن الصحافة الغربية أطلقت عليه لقب الصديق الاندونيسي الحميم ل”إسرائيل”.

فهل بات زعماء وقادة العالم الإسلامي بكل هذه البساطة أصدقاء للعدو يقدمون له الهدايا التذكارية من الذهب والورق والتي عرضتها “إسرائيل” في مزاد علني لبيع هدايا المسؤولين الإسرائيليين في فضيحة استحت منها حتى الشعوب، هل أصبح هؤلاء الحكام في صف أعداء الأمة من الصهاينة الذين ينتهكون حرمتها ويسفكون دماء أبنائها ويجوعونها في أقدس بقعة بعد الحرمين الشريفين وذلك على مرأى ومسمع العالم كله وليس لهم من ذنب سوى أنهم يدافعون عن الأقصى الشريف الذي تتعبد الأمة كلها من أندونيسيا شرقاً إلى موريتانيا غرباً في صلواتها وستبقى هذه الشعوب تردد قول الحق تبارك وتعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله» ليبارك الله أهلنا وينصرهم وهو خير الناصرين ونسأله أن يهدي المسلمين حكاماً ومحكومين للقيام بواجب النصرة للمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...