الأحد 11/مايو/2025

مؤتمر بالقاهرة: مؤامرة صهيوأمريكية تُحاك بأيد عربية لاستمرار الحصار على غزة

مؤتمر بالقاهرة: مؤامرة صهيوأمريكية تُحاك بأيد عربية لاستمرار الحصار على غزة

ندد المشاركون في مؤتمر نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة بالموقف العربي الرسمي “المتخاذل” تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدين في المؤتمر الذي عقد مساء الجمعة (5/12) أن ما يحدث لشعب غزة “وصمة عار في جبين الأنظمة العربية التي دارت في فلك الأمريكية الصهيونية”.

وفي كلمته؛ انتقد الدكتور حمدي حسن الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الدور السلبي الذي تقوم به الأنظمة العربية تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، مشيراً إلى أن الأنظمة العربية تقوم بتنفيذ أجندة صهيوأمريكية؛ الغرض منها القضاء على مشروع المقاومة الذي تقوده “حماس”.

وأكد حسن في المؤتمر الجماهيري، الذي عُقد بنادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة تحت عنوان “ارفعوا الحصار عن غزة”، أن القضية الفلسطينية “تتعرَّض لمؤامرة خطيرة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تساعدهما في ذلك الأنظمة العربية المتواطئة”، مؤكداً أن “تخاذل النظام العربي الرسمي عن نصرة غزة في هذا الوقت بالذات يصيب الشارع العربي بالإحباط تجاه تلك الأنظمة ويدفع شبابها إلى اليأس؛ الأمر الذي يمثِّل خطرًا على مستقبل الأمة وعلى سلامتها”.

وأشار حسن إلى أن “مصر تتعرض هي الأخرى لمؤامرة صهيوأمريكية الغرض منها تركيع شعبها وأجهزتها، وهو ما ظهر جليًّا في توقيع المعاهدات والصمت المصري تجاه الجرائم الصهيونية المتكررة على الحدود المصرية، نهايةً بمصافحة شيخ الأزهر رئيسَ الكيان الصهيوني شمعون بيريز”.

ووافقه الرأي حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ورئيس حزب الكرامة “تحت التأسيس” الذي أكد هو الآخر أن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة هو حصار صهيوني بمشاركة مصرية عربية؛ الغرض منها إنهاء مشروع المقاومة، مشيرًا إلى أن استمرار الحصار على غزة محاولة من الكيان الصهيوني توصيل رسالة إلى الشعب الفلسطيني مفادُها أن استمرار دعم الشعب لحركة المقاومة الإسلامية حماس معناه استمرار الحصار والقتل والتجويع والاعتقال.

واستنكر حمدين الموقف المصري من إغلاق معبر رفح رغم خضوع المعبر للإدارة المصرية؛ الأمر الذي يؤكد أن النظام المصري يخضع للأوامر الصهيونية في الأساس دون الأخذ بالاعتبارات القومية والإنسانية، واعتبر ممارسات الأجهزة الأمنية ضد المعارضين للحصار ولسياسات النظامين المصري والعربي وكذلك منع تسيير القوافل الإنسانية لقطاع غزة يمثِّل حصارًا سلطويًّا على الإرادة الشعبية يوازي حصار أهالي القطاع.

وطالب حمدين السلطات المصرية بالسماح لجموع المواطنين بتنفيذ حصار رمزي على السفارة الصهيونية رداً على الحصار المفروض على أهالي قطاع غزة.

وفي كلمته؛ أكد المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق ومنسق حملة فك الحصار أن الأداء الحكومي المصري تميَّز بالسلبية، بل وصل إلى حد التواطؤ في التعاطي مع الأزمة الفلسطينية منذ وصول حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى السلطة في ديسمبر 2006م؛ الأمر الذي سبَّب أزمة سياسية مصرية مع الشعب الفلسطيني من ناحيةٍ ومع الشعب المصري المتعاطف مع القضية الفلسطينية من ناحيةٍ أخرى؛ الأمر الذي تجاهله النظام المصري منفذ الأجندة الصهيوأمريكية في المنطقة.

وأكد الخضيري أن الأمن القومي المصري يحتِّم على النظام المصري فتح معبر رفح وتخفيف الضغط على الشعب الفلسطيني المحاصَر بدلاً من انفجار الوضع وحدوث ما لا يُحمد عقباه، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يحمل كل الحب والتقدير للشعب المصري الذي وقف معه منذ بداية القضية أوائل القرن الماضي، بل منذ أن فتح صلاح الدين القدس.

ودعا الخضيري جميع المخلصين من أبناء مصر والأمتين العربية والإسلامية إلى العمل على تخفيف الحصار من خلال القوافل المتتالية، سواء من خلال النقابات أو الهيئات الرسمية والشعبية حتى لا ينكسر مشروع المقاومة ونعود من جديد إلى المربع الصفر.

وفي السياق نفسه؛ أشاد الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام لحركة كفاية وعضو مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة بالموقف الشعبي العربي المناصِر للقضية الفلسطينية رغم تخاذل الناظم العربي، مؤكدًا أن التغيير قادم على يد ذلك الشعب العربي المناضل رغم التضييق والحصار المفروض على شرفاء ذلك الوطن.

وتساءل عبد الجليل عن “المجرمين الذين أذاقوا الشعب العربي الهوان في ظل الصمت الرسمي”، قائلاً: “أين أزنار مجرم الحرب الإسباني؟! وأين بلير التابع الذليل؟! وأين شارون قاتل الأطفال؟! وأين رامسفيلد وزير الخارجية الأمريكي؟! وأين أولمرت وكوندالبزا رايس وغيرهم؟!”، مجيباً أن إرادة الشعب العربي وعدالة قضيتهم جعلت هؤلاء المجرمين في مزبلة التاريخ.

وحذر عبد الجليل من المخطط الصهيوني الذي يريد تركيع مشروع المقاومة الذي هو مفتاح لحق العودة وحق إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مشيراً إلى أن النظام العربي للأسف أصبح شريكاً رئيساً في المخطط الصهيوني، وعلى النظام العربي الرسمي أن يفيق قبل فوات الأوان وإلا سيكون لسان حاله “أُكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

من ناحية أخرى؛ أكد الدكتور عمرو دراج نائب رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة أن الوضع الإنساني في غزة أصبح يدعو إلى القلق الشديد، مستشهداً بإحصاءات تشير إلى أن 1700 مريض فلسطيني على حافة الموت ما لم يتم إدخال مواد طبية عاجلة، وأن 41 % من أطفال غزة يعانون من أمراض متعددة؛ 48 % مصابون بسوء تغذية مزمن، بالإضافة إلى إغلاق أكثر من 3500 منشأة تجارية وصناعية؛ الأمر الذي خلَّف أكثر من 75 ألف عاطل.

وعاب دراج على الأنظمة العربية موقفها “المتخاذل” تجاه المحاصرين، مطالباً إياهم باتخاذ موقف أكثر مسئوليةً، وهو ما يُمليه عليها الضمير القومي والإنساني والقانوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات