الدكتور الغول: عزيز دويك هو الرئيس المقبل بعد التاسع من يناير

أكد الدكتور محمد فرج الغول، وزير العدل الجديد في الحكومة الفلسطينية الشرعية برئاسة إسماعيل هنية، أن القضاء الفلسطيني قطع شوطاً كبيراً؛ ولكنه يحتاج إلى تطوير، مشيراً إلى أن الحصار الصهيوني الجائر على قطاع غزة “شكل عقبة في تطويره”.
وقال الدكتور الغول، في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن وزارة العدل “لا تتدخل في الناحية الفنية في القضاء ودور الوزارة ينحصر في العمل على تنفيذ الأحكام”، لافتاً الانتباه إلى أن العائق في تنفيذ الأحكام هو رئيس السلطة محمود عباس، لأنه المخول للتصديق عليها حسب القانون.
وفيما يتعلق بالمرحلة التي تلي التاسع من كانون ثاني (يناير)، موعد انتهاء ولاية رئيس السلطة محمود عباس؛ أكد وزير العدل الفلسطيني على أنه بحسب القانون؛ فإن الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني هو الرئيس الشرعي بعد انتهاء ولاية عباس رغم اختطافه، مشيراً إلى أنه (دويك) سيمارس صلاحياته كما يفعل المجلس التشريعي، وفيما يلي نص المقابلة..
القضاء وصلاحياته
– ما هي نظرتك لواقع القضاء الفلسطيني؟
– الدكتور الغول: القضاء الفلسطيني اليوم بحاجة إلى تطوير أكثر، سواء في غزة أو الضفة الغربية، وقد قطع القضاء شوطاً كبيراً في قطاع غزة وتطور بصورة جيدة بفضل الله سبحانه وتعالى ولكن يبدو أن الحصار يشكل عائقاً ليس سهلاً أمام تطوير عمل القضاة من خلال عقد ورشات عمل في الدول العربية والإسلامية وغيرها، وحاولنا تجاوز هذه العقبة وتم افتتاح معهد القضاء الفلسطيني والذي تعقد من خلاله دورات ومحاضرات لتطوير عمل القضاة والنيابة وحتى الأجهزة الأمنية وأدائها، ونأمل زيادة تطوير القضاء مستقبلاً إن شاء الله.
- ما مدى صلاحيات وزارة العدل وعلاقاتها مع القضاء بشكل عام والنيابة العامة ومجلس العدل الأعلى؟
– الدكتور الغول: وزارة العدل لها كثير من الأعمال من خلال إداراتها مثل إدارة الشؤون المالية والإدارية إدارة الشؤون القانونية والطب الشرعي والمعمل الجنائي ومعهد القضاء الفلسطيني والوزارة تمتلك صلاحية إدارية على المحاكم والنيابة وذلك حسب المادة 47 من قانون السلطة القضائية وعلاقات مع ديوان الفتوى والتشريع، ولها علاقات كثيرة جدا، متشعبة تحكمها قوانين لجعل هذه العلاقة قانونية وسليمة، ونسأل الله أن نؤدي لكل ذي حق حقه ونحن نسعى أن نبني عملا مؤسساتيا راقيا وحديثا يطور من أداء الوزارة.
أما العلاقة الفنية في أداء النيابة والقضاء بالتحديد لا يمكن أن تتدخل فيها الوزارة والقضاء له استقلاله واحترامه وسيادة القانون فيه ولا يتم التأثير على القضاة في أحكامهم وقراراتهم والوزارة تعمل على تنفيذ هذه الأحكام.
عقبات وقضايا ملحة
- ما هي خططكم التي وضعتموها وما هي العقبات التي تواجهكم أو تتوقعونها؟ وما هي القضايا الملحة التي ستباشرونها بعد استلامكم الوزارة؟
– الدكتور الغول: حتما لم نبدأ من الصفر فقد سبقنا الأخ الشهيد أحمد شويدح رحمه الله ببناء المؤسسة وقبله الأستاذ الدكتور أبو الأمير المنسي وكنت على تواصل معهم.
والآن وقد أوكل الأمر إلينا فسوف نبدأ من حيث انتهوا ونحاول إصلاح الوزارة ونأمل تطوير جميع المرافق في الوزارة والمؤسسات التي تتعامل معها كالقضاء والنيابة. والخطة موجودة ونأمل تطويرها وإضافة ملفات نوعية في تطوير عمل المؤسسة سواء في الداخل أو الخارج أو الضفة الغربية وهذه نقطة مهمة، ونحن نتعامل على أننا سلطة واحدة وإن شاء الله يتم الامتداد إلى هناك.
سنفعل الملفات المهمة مثل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه والاجتياحات والقتل لمواجهة الاحتلال ونعمل على محاكمة الاحتلال في الأطر الدولية والمحلية.
في الجانب التشريعي هناك مهمة للوزارة وهي إعداد القوانين واللوائح التنفيذية التي تعد في ديوان الفتوى والتشريع مع وزارة العدل وترفع إلى مجلس الوزراء ثم تحال إلى مجلس الوزراء، بالإضافة إلى ديوان المظالم والذي يعمل ليل نهار بفضل الله سبحانه وتعالى، وسوف نفعله أكثر، ونحاول أن نخفف الأعباء عن أبناء المجتمع وأدعو في هذا المقام وفي هذا المكان وفي هذه المقابلة كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى المصالحة الوطنية وأدعو كل أصحاب الدماء لمحاولة إصلاح هذه المشاكل وإعادة اللحمة الفلسطينية من خلال عقد مصالحات عائلية مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وحلها بما يرضي الله سبحانه وتعالى.
تعطيل عباس للقانون
- ما هي نظرتكم القانونية لأحكام الإعدام التي صدرت وتم تجديد بعضها مؤخراً؟ وكيف ستتعاملون مع رفض الرئيس التصديق عليها؟
– الدكتور الغول: نحن نتعامل بالقانون ونتعامل وفق مصلحة الشعب الفلسطيني العليا مع احترام سيادة القانون واستقلال القضاء وهي أحكام يجب تنفيذها وذلك طبقاً للمادة 106 من القانون الفلسطيني والتي تجعل من يحاول أن يعيق هذه الأحكام أو لا ينفذها أو يعطلها يعتبر مرتكب جريمة يعاقب بالحبس والعزل من الوظيفة ولذلك نحن ننظر لهذه جميع الأحكام عموما بأنها محترمة ويجب تنفيذها.
ولكن العائق في تنفيذ هذه الأحكام خاصة أحكام الإعدام هو الرئيس أبو مازن لأنه حسب القانون يجب أن ترفع هذه الأحكام للرئيس أبو مازن للتصديق عليها للتنفيذ ولكن الرئيس حتى هذه اللحظة لم يصدق على أي قرار أو حكم صادر عن المحكمة سواء سابقا أو لاحقا منذ توليه الرئاسة.
- ما الذي يمكن أن تفعله الوزارة في مقابل هذا الرفض؟
– الدكتور الغول: نحن لا يمكن أن نتجاوز القانون وسوف نبحث عن بدائل قانونية وفي القانون فسحة كبيرة جداً لتنفيذ هذه الأحكام بطريقة قانونية لأن مصلحة الوطن تقتضي الاقتصاص من القاتل.
– ما هو تعليقكم على المراسيم التي يصدرها رئيس السلطة عباس، لا سيما وأن بعضها يتعارض مع صلاحياته؟
– الدكتور الغول: نحن نتعامل مع الرئيس كرئيس منتخب وله صلاحيات محددة والمراسيم التي يصدرها ولها شروط تتمثل في أن تكون ضرورية وملحة لا تقبل التأخير وتصدر في حال عدم انعقاد جلسات المجلس التشريعي.
وإذا نظرنا إلى هذه المراسيم من الناحية القانونية نجد أنها تخالف القانون الأساسي ويجب أن تعرض على المجلس التشريعي في أول جلسة له. ونرى أن الرئيس قد تجاوز القانون في كل هذه الشروط وقام التشريعي في أكثر من جلسة بإلغاء هذه المراسيم لأنها مخالفة للقانون الفلسطيني الأساسي، وليست دستورية وأصدرها خارج شروط صلاحياته.
والرئيس لا يملك حق مصادرة القانون خاصة أنه أول من أقسم على احترام القانون الأساسي وبالتالي لا يحق له تجاوز القانون حتى لو كان الرئيس وإلا اعتبر ذلك غير قانوني وغير دستوري يحاسب عليه من قبل المجلس التشريعي أو إحالته للنيابة حسب قانون الكسب غير المشروع.
- كيف ستتعاملون مع الأحكام التي سبق النطق بها والتي يصعب تطبيقها نتيجة الانقسام بعد هروب المتورطين بها إلى الضفة الغربية؟
– الدكتور الغول: ببساطة الظرف الحالي من الانقسام هو ظرف طارئ سيتوحد الشعب الفلسطيني والأحكام التي تصدر ضد هاربين تتعلق بحقوق الشعب ولا تسقط بالتقادم وبالتالي مهما هربوا ستتم محاكمتهم عن طريق الدول التي بيننا وبينها بروتوكول تعاون وأعتقد أنه سيتم إيجاد علاج لهذه القضية سواء حالياً أو لاحقاً.
قانون العقوبات الجديد
- قدم ديوان الفتوى والتشريع قانون العقوبات حسب الشريعة الإسلامية للمجلس التشريعي للموافقة عليه، كيف تنظرون إليه؟ وهل تتوقعون المصادقة عليه؟
– الدكتور الغول: الحقيقة ديوان الفتوى والتشريع لم يقدم هذا القانون وإنما هو معروض على جلسات المجلس التشريعي للقراءة الثانية وقد تشكلت لجنة من ضمنها ديوان الفتوى والتشريع لوضع ملاحظات على القانون وإن شاء الله تعالى يقر ما يوافق المصلحة العامة ومصلحة للشعب الفلسطيني.
القانون مهم للغاية وهو ليس الأول من نوعه ومبني على أساس سليم وشرعي وقانوني وهو مبني على أساس القانون الفلسطيني الذي يعتبر الشريعة الإسلامية مصدراً أساسيا من مصادر التشريع ولهذا نحن نتوافق مع هذا القانون وقد صدرت مثله قوانين كثيرة مطبقة في عدد من الدول العربية والإسلامية مثل السودان واليمن والإمارات واندونيسيا وماليزيا وغيرها من الدول واعتقد أن هذا القانون يحظى بأهمية خاصة وإن شاء الله يتم إصداره قريباً لعلاج كثير من المسائل التي لم تكن مذكورة في القانون السابق.
انتهاء ولاية عباس قانوناً
- ما هي الرؤية القانونية لتمديد ولاية الرئيس؟ وما هي التبعات القانونية لما بعد انتهاء ولاية الرئيس؟
هذا الموضوع موضوع دستوري والمادة 36 من القانون الأساسي تقول إن مدة رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية هي أربع سنوات، وليس كما يقول البعض إن الأربع سنوات تساوي خمس سنوات أو تزيد قليلاً، أربعة سنوات ولا تزيد يوماً ولا تقل يوما ولذلك نهاية مدة ولاية الرئيس بتاريخ 8/1/2009 الساعة 12 ليلاً بعد ذلك يصبح الرئيس غير شرعي ويجب أن يغادر مقعد الرئاسة.
الرئيس اللبناني إيميل لحود احترم ذاته واحترم قانونه وأمام الإعلام غادر قصر بعبدا وترك لبنان في فراغ سياسي بلا رئيس أما نحن فقانوننا مختلف وجعل رئيس المجلس التشريعي هو الذي يحل محل الرئيس عباس مباشرة كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية، حتى ولو كان مختطفا فهو رئيس المجلس التشريعي وكل الفصائل الفلسطينية تعترف أن رئيس المجلس التشريعي هو د. عزيز دويك يقول أنه يصبح رئيس السلطة بعد انتهاء ولاية الرئيس، لذلك من الطبيعي أن يكون رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية حتى لو كان مختطفا وهذا بقوة القانون الأساسي الفلسطيني.
– ولكن كيف سيمارس صلاحياته وهو مختطف؟
– الدكتور الغول: تماماً كما يمارس المجلس التشريعي صلاحياته.
– بصفتكم مكلفون بحقيبة وزارة الأسرى، لعله من المفارقة أن يكون رمز الشرعية الفلسطينية د. عزيز دويك مختطفاً لدى قو
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....