أهل مكة وحجاج غزة ومبادرات كسر الحصار

صحيفة الدستور الأردنية
حتى الآن، لا يزال حجاج قطاع غزة عالقين على معبر رفح في انتظار التأشيرة والإذن بالخروج، ولا يعرف ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا. وفي حين يبدو مشهد الحصار أكثر أهمية في هذه المرحلة من سؤال مصير الحجاج، فإن عودة هؤلاء خائبين إلى بيوتهم بعد هذه الرحلة الطويلة من المعاناة لا ينبغي أن تمر مرور الكرام.
إننا نتمنى أن تتحول قصة هؤلاء الحجيج إلى قضية يتداولها حجاج بيت الحرام فيما بينهم طوال الرحلة، فهم ليسوا ضحايا المحتل هذه المرة، بل ضحايا بعض المواقف العربية البائسة، بما في ذلك المواقف الرسمية الفلسطينية.
ثمة مقترح مهم هنا سمعت أن هناك من يتبناه في حال يئس حجيج غزة، وهم حوالي ثلاثة آلاف شخص، من الوصول إلى الديار المقدسة، ويتلخص المقترح في توزيع أسمائهم على أهالي مكة وما حولها، بحيث يبادر متطوعون بالحج نيابة عنهم، وبذلك تكسر الأمة الحصار بطريقتها الخاصة، مع أن ذلك قد لا يزيل المرارة من نفوس الذين منّوا أنفسهم بشهود عرفة.
إننا نتحدث ها هنا عن مبادرات إبداعية على الأمة أن تجترحها في سياق فك الحصار من حول قطاع غزة، ولا يمكن أن تكون مبادرات الأجانب يتيمة على هذا الصعيد، إذ ما الذي يحول دون توجه سفن عربية إلى قطاع غزة؟
وهنا لا نجد، ورغم خلافنا وانتقاداتنا للسياسة الليبية الرسمية سوى الإشادة بمبادرة السفينة التي توجهت إلى القطاع، بصرف النظر عما إذا كان الصهاينة سيسمحون لها بالمرور أم سيعاملونها على نحو مختلف. لعل الجهد الأهم على صعيد مساعي فك الحصار هو المتوقع من الداخل المصري الذي كان له الفضل في مرات سابقة في تغيير الموقف الرسمي، ويمكنه أن يفعل ذلك هذه المرة بعدما بلغ السيل الزبى ووصل بؤس الوضع مستويات غير مسبوقة.
الشارع المصري كان على الدوام سباقاً في نصرة قضايا الأمة، لكنه يحتاج لكي يتحرك إلى مبادرات من القوى الحيّة هناك، وعلى رأسها جماعة الإخوان، من دون أن يقلل ذلك من أهمية المبادرات العربية الأخرى، فهذا الصمت العربي، بل التواطؤ في بعض الأحيان يستحق الكثير من الإدانة، مع ضرورة الإشارة إلى أن الأنظمة العربية ليست سواءً على هذا الصعيد.
قصة الانقسام التي يتعلل بها البعض لا ينبغي أن تكون عائقاً دون نصرة قطاع غزة، لا سيما أن مقترحات إنهاء الانقسام لا تمر إلا من خرم الموافقة على الشروط الإسرائيلية وشروط الرباعية الدولية، أي أننا إزاء تجويع هدفه التركيع، وهي معادلة لا ينبغي لشرفاء الأمة أن يقبلوها.
إنها الحقيقة، وإلا فليقل لنا هؤلاء وأولئك ماذا يعني حشر المصالحة في الانتخابات المبكرة، وهل سيقبل من يطاردون حماس بالنتيجة لو فازت الحركة من جديد، أم أن المطلوب هو إعادة “الشرعية” بأية وسيلة للذين يعلنون أن خيارهم الوحيد هو التفاوض ونبذ المقاومة؟
حصار غزة عار علينا جميعاً، أما الانقسام فهو عرض للمرض المتمثل في الاعتراف بشرعية الاحتلال ورفض برنامج المقاومة كمسار للكرامة والتحرير، ومن أراد الخير للقضية فليدع إلى وحدة على قاعدة برنامج المقاومة.
والخلاصة أن قصة الانقسام ليست عذراً لأحد، لأنه انقسام حول الموقف من الصراع وليس انقساماً على سلطة بائسة محاصرة، حتى لو أخذ شكلياً هذا البعد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...