الجمعة 09/مايو/2025

تظاهرة حق العودة في دمشق

تظاهرة حق العودة في دمشق

صحيفة الدستور الأردنية

لم تكن التسوية في يوم من الأيام أقرب مما هي عليه الآن، من دون أن يعني ذلك أننا على بعد أسابيع أو شهور من إنجازها. نقول ذلك في ظل واقع القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، ومعها واقع الكيان الصهيوني، إلى جانب معطيات دولية جديدة.

فلسطينياً لم تتوفر في يوم من الأيام قيادة أكثر قابلية للتنازل عن الثوابت من تلك التي تتوفر هذه الأيام. إسرائيلياً، هناك واقع الانقسام وضعف القيادة، وبالطبع إثر مسلسل الفشل والهزائم، لاسيما هزيمة تموز والعجز عن اجتياح قطاع غزة وتركيع الشعب الفلسطيني، إلى جانب إدراك التحولات الدولية الجديدة وتراخي القبضة الأمريكية على العالم، تلك التي وفرت الغطاء الدائم للتعنت الإسرائيلي.

الجدل الدائر في الدولة العبرية، لاسيما طروحات أولمرت الأخيرة، وعودة اليسار الصهيوني في الولايات المتحدة مع مجيء أوباما، كل ذلك يؤكد إمكانية التسوية في ضوء حقيقة أن ما عطلها عملياً هو تلك التفاصيل المتعلقة بالقدس (عودة نتنياهو قد تعطل العملية، ولذلك يجري العمل على تجنبها).

اللاجئون قضية غابت وتبدو غائبة عن ملف التسوية، وأية تفاصيل حول عدد العائدين الرمزي تبدو بلا قيمة، إذ أن الجوهر، بما في ذلك نص المبادرة العربية (يتحدث عن حل متفق عليه) يؤكد ذلك.

في ضوء هذه المعطيات اكتسب المهرجان الكبير والملتقى الحاشد الذي عقد في دمشق (الأحد والاثنين) حول حق العودة أهميته، حيث احتشد أكثر من أربعة آلاف مشارك مثلوا جميع قطاعات الشعب الفلسطيني في الشتات، وإلى جانبهم ممثلون لسائر الدول العربية والإسلامية وفعاليات شعبية وسياسية من مختلف دول العالم، بما في ذلك نشطاء أجانب حضروا ليعلنوا تضامنهم مع قضية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى دياره.

من الصعب لهذه السطور القليلة أن تعطي القارئ فكرة عن فعاليات الملتقى التي لم تترك جانباً من جوانب حق العودة إلا وتطرقت إليه، فضلاً عن تلك الرمزية التي مثلها حضور عدد من الرموز الكبار على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، يتقدمهم رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد.

من بين الحضور اللافت للانتباه في المؤتمر ذلك الجمع الكبير الذي حضر من فلسطينيي أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية، والذين جاءوا ليؤكدوا إن حياة الرفاه في تلك الدول لن تدفعهم إلى التخلي عن حقهم في العودة إلى وطنهم الذي يمثل درة الأوطان، والذي شهد العالم على مر التاريخ حروباً ومعارك بلا حصر للسيطرة عليه، أليس هو ملتقى الديانات وأقدس بقاع الأرض؟.

وقد كان رائعاً كذلك أن يقف على المنصة الرئيسية في حفل الافتتاح خالد مشعل إلى جانب القدومي أمين سر حركة فتح (تعرض بسبب ذلك لهجاء من فريق رام الله)، وليؤكدا معاً على خيار المقاومة، وليكلل المهرجان بلقاء آخر بينهما.

كثيرة هي الفعاليات والندوات التي شهدها المؤتمر، والتي تستحق تغطية خاصة، في حين جرى بث بعضها على الجزيرة مباشرة وعدد من الفضائيات الأخرى، وقد تناولت الأبعاد الثقافية والسياسية والقانونية لحق العودة، إلى غير ذلك من عناوين كثيرة اشتملت عليها الندوات وشاركت فيها أسماء كبيرة من مختلف القطاعات السياسية والفكرية والفنية والأكاديمية من مختلف أرجاء العالم العربي والإسلامي.

لقد كانت تظاهرة بالغة الأهمية من أجل فلسطين وحق العودة، وفلسطين هي فلسطين التي يتوحد حول قضيتها العرب والمسلمون وسائر الأحرار في العالم، وقد تضمن الملتقى تكريماً لأبطال قدموا لفلسطين من أمثال الأسير المحرر سمير القنطار والأسير المحرر سلطان العجلوني.

قطاع غزة كان هناك بجوعه وحصاره، وكذلك بصموده وعنفوانه، حيث أعلن المؤتمرون تضامنهم مع المحاصرين، وإدانتهم لكل من يشارك في الجريمة من أعداء وأشقاء.

حقاً كانت تظاهرة رائعة من أجل فلسطين لم يملك المرء أمامها إلا الإيمان بأنه ما من شي يوحد هذه الأمة كما توحدها فلسطين التي تشكل عنواناً لصراعها مع من يريدون إذلالها، إلى جانب الإيمان بأن أية مؤامرة لشطب هذه القضية لن تمر بحال من الأحوال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...