الإثنين 05/مايو/2025

الخطة الاستراتيجية لابتلاع القدس

الخطة الاستراتيجية لابتلاع القدس

صحيفة البيان الإماراتية

رغم أن هناك ثلاث مناسبات كبيرة خطيرة تتعلق بالحالة الفلسطينية تتزامن في هذا الشهر وهي: «وعد بلفور»، و«مرور 20 عاماً على إعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر»، وكذلك «61 عاماً على قرار التقسيم»، إلا أن آخر تطورات المشهد المقدسي أخذت تغطي على كافة العناوين الأخرى.

فالمشهد المقدسي يحتل في الأيام الأخيرة المانشيتات الرئيسية في الصحافة والفضائيات وفي مواقع الأعلام العنكبوتية المختلفة نظراً للأهمية والأبعاد الاستراتيجية والدينية والسياسية الحاسمة التي ينطوي عليها أي حدث أو تطور يجري على أرض المدينة المقدسة، فالمدينة تواجه أخطر هجوم احتلالي تهويدي عليها منذ عام 1967…!

فبعد أن تتابعت الاعتداءات الصهيونية وتمادت دولة الاحتلال في قصة «الحفريات الهيكلية» تحت الأقصى إلى أن وصلت إلى هدم باب المغاربة الذي اعتبر خطوة خطيرة نحو السيطرة الإسرائيلية الكاملة على البوابة الجنوبية الغربية للأقصى، تطل علينا الصحافة العبرية والفلسطينية مجدداً بالكشف عن اخطر مخططات استيطانية تفريغية للمدينة المقدسة وصفت بالأخطبوطية.

رئيس بلدية القدس المحتلة المنتخب حديثاً نير بركات يعلن فور فوزه «أنه يؤيد خطط الحكومة لبناء المزيد من المنازل لليهود في القدس الشرقية العربية المحتلة وحولها»، ويزعم بركات «هذه مناطق تسيطر عليها الحكومة وهي مملوكة لليهود.. وليست مملوكة للعرب».

وكشف دان مرجليت نائب رئيس حركة ميرتس اليسارية عضو بلدية القدس المعروف بمناهضة الاحتلال والاستيطان «أن هناك نفقين كبيرين أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك أحدهما في سلوان والثاني في منطقة الواد في البلدة القديمة قرب منزل الزوربا على وشك أن يعلن عن فتحهما».

وكشف النقاب أيضاً عن «أن عصابات المستوطنين المتمثلة بالجمعية الاستيطانية «إلعاد»، استغلت ترخيصاً من سلطات الاحتلال لبناء موقف سيارات على بعد 30 متراً من أسوار الحرم القدسي الشريف، حيث المسجد الأقصى المبارك، لبناء مبنى ضخم».

وقالت حركة «السلام الآن»: «إنه تحت غطاء حفريات أثرية تجري أعمال لتشييد مبنى ضخم بمساحة 115 ألف متر مربع، يشمل قاعة مؤتمرات ومركزاً تجارياً وغرف ضيافة وموقف سيارات تحت الأرض».

ونقلت سلطة الآثار الإسرائيلية بؤرة نشاطاتها إلى منطقة البلدة القديمة في القدس، بهدف تنفيذ ما لا يقل عن تسع حفريات كبيرة طويلة المدى عنوانها «الخطة الاستراتيجية المتكاملة»، التي تفضي إلى إقامة «الهيكل» المزعوم مكان المسجد الأقصى، و«قدس الأقداس» مكان قبة الصخرة.

و«القصر الملكي اليهودي» في الموقع المرواني، وكشف الدكتور إبراهيم الفني مدير مؤسسة القدس للبحث والتوثيق، النقاب عن «وجود خطتين للمسجد الأقصى: الأولى فتح القاعات الفاطمية الثلاث التي يقوم عليها المسجد الأقصى، فهي موجودة (القاعات) تحت الأقصى وإن لم ينجحوا بهدمه فإنهم سيقومون بوضع «الهيكل» المزعوم في هذه القاعات.

ومن ثم تدريجياً ينقل للأعلى بعد الاستيلاء عليه كما حدث في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل سابقاً، أما الخطة الثانية فهي إقامة «الهيكل» المزعوم بدل المسجد الأقصى وإقامة «القصر الملكي» في «قدس الأقداس» والمقصود بها قبة الصخرة، مضيفاً أن هذا يعني ليس فقط المسجد الأقصى المستهدف، وإنما أيضاً قبة الصخرة المشرفة التي أسرى منها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام».

إلى ذلك كانت سلطات الاحتلال أعادت افتتاح معبد يهودي في البلدة القديمة بالقدس، كما قامت بتوزيع آلاف أوامر الهدم في القدس ومحيطها على المواطنين المقدسيين»، وذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الحرب أيهود باراك وافق على عشرات من مشاريع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، تقع شرق الجدار الفاصل الذي بني في الضفة الغربية وفي كتل استيطانية تنوي “إسرائيل” الاحتفاظ بها في إطار تسوية نهائية مع الفلسطينيين».

ناهيك عن تزايد الأصوات الإسرائيلية التي تنادي بضرورة التخلص من المقدسيين بعد ازدياد عمليات المقاومة من خلال حوادث الدهس بالجرافات أو الطعن بالسكاكين، وطالب عدد من المشاركين في برنامج حواري عرضته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مؤخراً بضرورة «التخلص من المقدسيين من خلال منحهم الجنسية الأردنية خاصةً وأن الكثير منهم يحملون جوازات سفر أردنية».

وعن أوامر الإخلاء في «الشيخ جراح» قال الشيخ رائد صلاح «إن هناك مخططاً إسرائيلياً لتسريع طرد السكان من منازلهم وفي نفس الوقت وضع المستوطنين في هذه البيوت العربية وهذا ما حدث مع «أم كامل الكرد».

وحول هذه المخططات التهديمية حذر تقرير لجامعة الدول العربية من «أن عدد المنازل المعرضة للهدم في مدينة القدس المحتلة نتيجة الإجراءات التعسفية الإسرائيلية يصل إلى‏150‏ ألفا‏ً»، وعزز الشيخ تيسير التميمي قاضى قضاة فلسطين ما ذهب إليه صلاح مؤكداً: «أن ما يقارب 30 جماعة يهودية متطرفة تقتحم المسجد الأقصى المبارك يومياً، وترتكب الفواحش وتشرب الخمر وتدنسه بأفعال مسيئة لحرمة المسجد الأقصى».

وكشفت مؤسسة الأقصى لحماية المقدسات عن «قيام جمعيات إسرائيلية بتهويد تاريخي ثقافي لمدينة القدس المحتلة، بالتوازي مع التهويد الاستيطاني وفرض الأمر الواقع السياسي»، وفي السياق أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر قراراً بـ «إغلاق المسرح الوطني الفلسطيني «الحكواتي» في القدس المحتلة، لحظر إقامة مهرجان تراثي لفرقة القدس للفنون الشعبية».

وفي ضوء هذا الهجوم الاحتلالي الجارف على القدس، خاطب الشيخ رائد صلاح العرب والإسلام قائلاً: «كفاكم أن تقفوا متفرجين على مأساة القدس الشريف، وعلى مأساة مقدساتها والمسجد الأقصى».

ونقول: لولا الانشغال الفلسطيني – الفلسطيني بالانقسام والحملات الإعلامية التحريضية المتبادلة، ولولا الانشغال العربي بالخلافات والصراعات الداخلية والقطرية و«فك الارتباط» العربي عما يجري هناك على أرض القدس وفلسطين، لما كانت آلة الحرب والهدم والفتك الاحتلالية لتواصل رسم خطوطها ووضع وتكريس بصماتها على جسم المدينة المقدسة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...