الأحد 11/مايو/2025

مَن يَهنْ يسهل الهوان عليه

مَن يَهنْ يسهل الهوان عليه
سجّل عام 2008 أكبر استهداف صهيوني ضد مدينة القدس ابتداءً من باب المغاربة، حيث يجري هدم الطريق المؤدية لباب المغاربة بكل ما تحتويه من آثار اسلامية ووضع مخطط صهيوني لإنشاء جسر قوي يساعد جيش الاحتلال على اقتحام ساحات الأقصى، وبالتوازي مع الاستمرار بحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وتبع ذلك إنشاء كنيس يهودي يبعد 05 متراً عن الأقصى واقتحامات متواصلة لليهود المتدينين بالعشرات ثم المئات وإقامة وتلاوة الصلوات تحت إشراف وحماية جنود الاحتلال· وقد ظهرت العديد من الصور في الصحف العربية لهؤلاء الصهاينة وهم يتجوّلون في باحات الاقصى الواسعة· وكان رد الفعل الرسمي والشعبي العربي والاسلامي لكل هذه الانتهاكات ضعيفاً ومحدوداً·

وفي يوم 30/ 10/ 2008 بدأت الجرّافات الصهيونية بناءً على قرار المحكمة العليا الصهيونية بجرف ونبش قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله !
وهذه المقبرة يسميها اهالي القدس مقبرة ماملا، وكانت مساحتها عام 1948 حوالي 200 دونم حيث كان يدفن فيها موتى المسلمين قبل سقوط القدس الغربية بأيدي عصابات الهاغانا والأرغون وشتيرن وقبيل 15/5/ 1948·
وتقع مقبرة مأمن الله في القدس الغربية، وهي قريبة من باب الخليل· وقد حوّل الصهاينة الجزء الأكبر منها عام 1960 الى حديقة سمّيت “حديقة الاستقلال”·

وفي عام 1985 قامت وزارة المواصلات الصهيونية بإنشاء موقف كبير للسيارات على أرض المقبرة·
وفي عام 2000 تم البدء بعمل مخطط لإقامة “مركز الكرامة الانسانية – متحف التسامح في القدس” من قبل شركة فيزنتال ومقرها في لوس انجلوس في امريكا·
وفي 2/ 5/ 2005 جاء حاكم ولاية كاليفورنيا بصحبة زوجته لوضع حجر الأساس لمبنى متحف التسامح بحضور رئيس دولة الصهاينة ورئيس بلديتها وغيرهما، وذلك على ما تبقى من المقبرة بمساحة 20 دونماً·
لقد قام الشيخ رائد صلاح بعقد مؤتمر صحفي كشف فيه هذه الحقائق ودعا العرب والمسلمين للتحرّك، وخاصة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وكلاً من الاردن ومصر والمغرب وتركيا· وأوضح بأن مقبرة مأمن الله تحوي جثامين الشهداء منذ فتح القدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيها قبور بعض الصحابة والتابعين وجنود صلاح الدين وشهداء مجزرة القدس وعددهم 70 ألف شهيد على يد الفرنجة عام 1099م وآلاف جنود الاتراك وغيرهم·

ومما هو جدير بالذكر أن مقبرة اليهود توجد قرب رأس العامود في الجهة الشرقية من القدس، وكان العثمانيون قد سمحوا لهم بالدفن في هذه المقبرة، ومنذ عام 1948 أصبحت تحت سيطرة العرب وحتى عام 1967، ولم تمسّ هذه المقبرة بتاتاً ولم تجرّف أو تنبش عظام الموتى اليهود أو يُبنى على أرضها كما يفعل النازيون الصهاينة في مقبرة مأمن الله في غربيّ القدس الآن·

وتبقى قضية أخيرة تلفت الانتباه·· إذا كان الجميع يعتبر أن مقبرة مأمن الله هي أرض وقف اسلامي ينبغي أن تبقى تحت المرجعية الفلسطينية·· اوليست القدس الغربية والشرقية وفلسطين جميعها هي أرض وقف اسلامي منذ فتحها العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي ؟!
واشتقاقاً من هذه الحقيقة أليس من قصر النظر والبعد عن الواقعية مطالبة بعض الفلسطينيين بحصر البرنامج السياسي الفلسطيني بأرض الـ 1967 فقط ؟ مع أن واقع الاحتلال الصهيوني في الـ 1967 وقيام دولة للمستوطنين اليهود هناك لا تترك مكاناً لدولة فلسطينية هو نفس واقع الاحتلال في الـ 1948 ؟؟ أليس الأولى والأكثر منطقية أن يكون برنامج جميع الفلسطينيين السياسي هو تحرير فلسطين بأكملها، سواء الأرض التي احتلت عام 1948 أو تلك التي احتلت عام 1967 ؟؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات