الإثنين 12/مايو/2025

فإن عدتم عدنا

فإن عدتم عدنا

صحيفة البيان الإماراتية

لأن الاستثناء لا يمكن أن يتحول إلى قاعدة.. ستبقى “إسرائيل” عدواً للشعب العربي وللشعوب الإسلامية حتى تنسحب من كل الأراضي العربية المحتلة وتعيد الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني بما فيها عودة اللاجئين طبقاً للشرعية الدولية، وتتخلى عن اعتداءاتها الإجرامية وممارساتها العنصرية، وعن دور القاعدة الاستعمارية الأميركية، وعن سلاحها النووي لإرهاب دول المنطقة العربية والإسلامية.

وتفرج عن آلاف الأسرى والمختطفين العرب، وذلك مقابل قبول العرب بالعيش معاً في ظل سلام عادل وشامل في إطار دولة ديمقراطية للحق والقانون على أرض فلسطين التاريخية، أو في الحد الأدنى بالقبول غير المراوغ لمبادرة السلام العربية التي تقل عن كامل الحقوق العربية وتزيد على ما حلمت القيادات الصهيونية أن تحصل عليه منذ عام 48 وحتى الآن!

وحين حاول الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز التذاكي والمراوغة بل والمناورة بقبول مبادرة السلام العربية أخيراً، ولكن شكلاً وتفريغها من مضمونها موضوعاً، رد عليه الرئيس المصري حسنى مبارك قائلاً: «مبادرة السلام العربية غير قابلة للتفاوض والاتفاق قبل التطبيع»!

سيظل المعتدي على أي شعب عربي أو إسلامي عدواً حتى يكف عن احتلاله وعدوانه ويعيد الحقوق المشروعة إلى أصحابها سلماً أو قتالاً أو مقاومة، مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات، حتى لو نجح هذا العدو في عقد اتفاقيات علنية عجيبة أو سرية مريبة، رغم استمرار احتلاله وعدوانه ورفضه للشرعية وللسلام العادل، وحتى لو اخترق حائط الرفض الشعبي العربي للاحتلال والعدوان الصهيوني لبلد عربي شقيق بإقامة علاقات دبلوماسية مع بعض الحكومات العربية أو الإسلامية في غيبة الشرعية العربية أو الإسلامية وعلى خلاف إرادة ديمقراطية حقيقية لشعوبها.

ولأن العربة لا يمكن وضعها أمام الحصان، فإن قبول “إسرائيل” أولاً بمتطلبات السلام هو الذي يسبق إقامة علاقات السلام وليس العكس.. طوعاً أو كرهاً ببعد النظر الواقعي أو بقصر النصر التاريخي، اقتناعا بأنها لم ولن تحصل على الأرض والسلام معاً، أو حساباً عاقلاً للمكسب بالتعايش والسلام والخسارة بالحرب والعدوان..

وعليها الاختيار بين الإقرار باستحقاقات السلام، بما في ذلك القبول بالانسحاب من الجولان السوري ومن شبعا في الجنوب اللبناني، أو الاستمرار في المكابرة بالعدوان وبالقوة العسكرية، التي تحطمت أسطورتها أكثر من مرة سواء في حرب رمضان المجيدة على يد الجيش المصري والسوري، أو في المواجهات الصهيونية الفاشلة مع المقاومة العربية اللبنانية والفلسطينية.

والذي اختار أن يكون عدواً لشعوب العرب والمسلمين لابد أن يدرك عن يقين أنه الخاسر في النهاية، وأن مراهناته على التركيع أو الترويع بالقوة، أو على التطبيع أو التطويع بالإذعان لهذه الشعوب ساقط وفاشل، مهما بدا له بخداع البصر أو بالجهل بالتاريخ أو أن يكون له في أي جزء من أمتنا مستوطنة أو مقر.. فطبيعة هذه الشعوب المقاومة أجبرت المستعمرين من كل جنس ولون عبر كل مراحل التاريخ على الرحيل.

فليسأل الصهاينة المعتدون المحتلون كم بقي غيرهم من المعتدين المحتلين والغزاة المستوطنين في بلادنا ثم أجبرتهم المقاومة الشعبية العربية والإسلامية ولو بعد عشرات السنين على الانسحاب والرحيل. ليسألوا الصليبيين في فلسطين، والفرنسيين في الجزائر، والإيطاليين في ليبيا، والإنجليز في مصر والعراق.. وإن عاد الاستعمار الأنجلوأميركي، أو الصهيوأميركي للعدوان.. وإن عدتم محتلين عدنا لكم مقاومين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....