الأحد 11/مايو/2025

معركة الانتخابات الإسرائيلية

معركة الانتخابات الإسرائيلية

صحيفة الوطن القطرية

يراهن كثير من الإسرائيليين على أن تسيبي ليفني هي التي ستفوز بمنصب رئيس الوزراء في انتخابات فبراير المقبل، وليس بنيامين نتانياهو كما كان يعتقد على مدى العامين الأخيرين. ويبني هؤلاء رهانهم على أن رفض زعيمة حزب كاديما الخضوع لابتزاز حزب شاس، أثناء محاولتها إقناعه بالانضمام إلى حزبها لتمكينها من تشكيل حكومة ائتلافية، هو الذي حسن شعبيتها ورفع مكانتها لدى الجماهير.

– تقول استطلاعات الرأي إن كاديما قد لا يتمكن من زيادة مقاعده البرلمانية الـ «29» في الانتخابات، فيما سيرتفع نصيب الليكود من «12» حالياً إلى «26» وتنخفض حصة حزب العمل من «19» حالياً إلى «11» فقط.

– وبطبيعة الحال سيتم تكليف زعيم الحزب الحائز أكبر عدد من المقاعد نتيجة للانتخابات المبكرة، بتشكيل ائتلاف حكومي، وستظل حظوظ كاديما وليفني هي الأوفر كما يبدو من خلال تتبع مزاج الشارع هذه الأيام.

– غير أن أحداً لن يستطيع رسم صورة واضحة لمعركة رئاسة الحكومة، وإنْ كان «إيال أراد»، الرجل الذي يدير حملة ليفني، يعتقد أن تلك المعركة ستكون شخصية ومحصورة بين زعيمة كاديما وزعيم الليكود نتانياهو.

– ويقول مستشارو ليفني إنهم مستعدون للقتال دفاعاً عما تمثله زعيمة كاديما من حداثة سياسية وقدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة وامتلاكها شخصية محببة وبعيدة عن الفساد الإداري أو المالي، في مواجهة نتانياهو الذي يمثل السياسات القديمة والتقليدية والمعروف بفضائحه المالية والنسائية.

– أما مستشارو نتانياهو فيقولون إن حملتهم الانتخابية ستركز على فشل ليفني في مفاوضاتها مع شاس، وسيجادلون بأنها إذا أخفقت في إدارة مفاوضات مع حزب سياسي، فكيف ستدير قضايا “إسرائيل” الشائكة؟ كما سيقولون إن عدم قدرتها على التعهد لحزب شاس بإلغاء مستقبل القدس من جدول أعمال المفاوضات مع الفلسطينيين سببه عيب في مهاراتها السياسية، حيث تصرفت كسياسية هاوية وحديثة العهد بمناورات المحترفين.

– ورغم أن الليكود والعمل ليسا في حالة صراع أو تنافس، فقد وجه إيهود باراك، زعيم العمل، مستشاري حزبه إلى كشف أقنعة نتانياهو الذي يظل، في نظرهم ونظر عدد لا يستهان به من الإسرائيليين، السياسي الذي وجه ضربة مميتة للطبقة الوسطى حين أضر بالمتقاعدين وأطفال العائلات الكبيرة ونظام التعليم العالي، من خلال تخفيضه ميزانيات هذه الفئات.

– وفوق هذا وذاك، فإن نتانياهو معروف بتغيير رأيه حسب المتغيرات السياسية. وكان راغباً على الدوام في التفاوض مع السوريين حول الجولان، وهو آخر شخص سيرفض التباحث بشأن تقسيم القدس مع الفلسطينيين عندما يحين الوقت لذلك.

– المهم الآن، بالنسبة لحزب كاديما، أن يرفع مستوى أدائه قبل حلول موعد الانتخابات، وذلك بهدف الحصول على عدد من المقاعد البرلمانية، يكفي لإعادة تكليف ليفني بتشكيل الحكومة على قاعدة أكثر تنوعا هذه المرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات