مؤتمر بغزة بعنوان : الحصار والصحة النفسية..الحواجز والجسور

نظم برنامج غزة للصحة النفسية وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مؤتمرا دوليا بعنوان: ” لحصار والصحة النفسية..الحواجز والجسور”، وذلك اليوم الاثنين (27/10) في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، وفي مدينة رام الله يعقد المؤتمر ذاته بالتواصل عبر الفيديو كونفرس، بحضور العديد من المختصين في مجال الصحة النفسية وأكاديميين من داخل وخارج فلسطين.

نقطة بارزة في تاريخ غزة

من جهته أكد الدكتور إياد السراج رئيس برنامج غزة للصحة النفسية، على أن انعقاد المؤتمر الدولي في قطاع غزة رغم المعوقات والحصار يعتبر نقطة هامة في تاريخ غزة، موجها شكره لكل من ساهم في نجاح المؤتمر وانعقاده رغم كافة الظروف المحيطة به من حصار ومعيقات مختلفة.

وقال: “جاء المؤتمر اليوم رغم المعاناة ليؤكد على الرسالة التي يحملها بان الشعب الفلسطيني شعب يريد السلام والتواصل مع كافة أنحاء العالم، وإننا طلاب حق وعدالة وسلام”، منوها إلى دعوة العديد من السياسيين والعلماء والمفكرين إلا أنه تم منعهم الحضور إلى غزة والمشاركة بالمؤتمر رغم أنهم لا يحملون صاروخ أو قنبلة .

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر يعد رسالة للعالم بأن فلسطين شعب يطالب بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، مطالباً العالم بضرورة احترام حقوق الإنسان والضغط على الاحتلال الصهيوني باحترام القوانين الدولية خاصة انه أثبت عدم احترامها.

وتساءل ما ذنب حرمان الأطفال من العلاج والتعليم بفعل الحصار وكل هذا يلومون الفلسطينيين بأنهم شعب لا يريد السلام، منوها إلى أن التجمع اليوم بالمؤتمر وغزة لدليل على أن مطالب الشعب الفلسطيني عادلة.

من جهته قدم المهندس علي أبو شهلا رجل أعمال رسالة الحسن بن طلال من المملكة الهاشمية الأردنية قال فيها: “كنت أتمنى القدوم والمشاركة بالمؤتمر إلا أنه يوجد من الظروف منعتني من القدوم، وأتمنى المشاركة المرة القادمة وقد تحررت فلسطين”.

واستكمل: “مما لا شك فيه أن معاناة شعب فلسطين وخاصة قطاع غزة عملت على التأثير بصحتهم النفسية، وأن هذا المؤتمر جاء في الوقت المناسب لتسليط الضوء على الحصار ومعاناة شعب فلسطين وخاصة بسبب الحصار”، مثمناً  الجهات المنظمة للمؤتمر ، متمنياً لها النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة لها.

على أرض الواقع

من جهته دعا ماريو كرير رئيس البعثة السويدية، إلى ضرورة أن يتم تطبيق اتفاقيات الأمم المتحدة المتمثلة بالحقوق السياسية والإنسانية والقضاء على كافة أشكال التميز العنصري، بأن تكون مطبقة على أرض الواقع وليس فقط نصوص تكتب.

وأكد على احترام الاتفاقيات المتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية، مشدداً على أن ضرورة العمل بالمجهود السياسي والتواصل الدعم المادي للفلسطينية لمواجهة الحصار.

وتحدثت لويزا موركانتين نائبة البرلمان الأوربي عن صعوبة الأوضاع في قطاع غزة وصعوبة التعليم ومنع الطلبة من حقهم في التعليم، منوها إلى وجود صعوبة وصول العاملين على أعمالهم وخاصة الصيادين وخطورة عملهم.

وشددت على أن الجهد الدولي لابد أن يتوالى لرفع الحصار، مبينه أن سكان القطاع رغم الحصار إلا أنهم صامدون ومقاومون من اجل العيش بكرامة.

الخدمات الصحية

وتحدث الدكتور مارك فان أومون من منظمة الصحة العالمية – جنيف على ضرورة الدعم النفسي الاجتماعي أثناء وبعد الطوارئ، مبينا أن وجود الأزمات تتواجد معها الخبرات حيث أن المناطق التي تعاني من أزمات مختلفة مثل فلسطين فيكون لديها خبرات مختلفة.

وذكر أن المساعدات الإنسانية هي لتقليل الوفيات والمعاناة، متابعا أن الاضطرابات النفسية لدى الناس  لا تكون بمعزل حول ما يحدث من حولهم مما يشكل لدى الإنسان حالة من الخوف خاصة نتيجة عدم وجود الأمان مما يجعلهم يخافون المستقبل، لكن هذا لا يعني أن الجميع مصاب بحالات نفسية.

وأضاف: لابد أن يقدم الدعم النفسي والاجتماعي والعمل على تقديم خدمات الرعاية الأولية الأساسية لمن يعاني من حالات نفسية وعصبية.

بدورها قالت روزلي زوجة جيمي كارتر، ناشطة بالعمل  الخيري:”إن قطاع غزة بحاجة إلى العلاج من حالة الإحباط والاكتئاب، مشيرة على أن الحصار لها أثر كبير في الضغط على الشعب الفلسطيني.    

وذكرت أن الاحتلال الصهيوني وفرضه للحصار، والانقسام كل ذلك يؤثر بالوضع النفسي على سكان القطاع، مؤكدة على أن المؤتمر جزء من صمود الشعب الفلسطيني في وجه الحصار.

وتحدث البروفيسور فدريكو ألودي مؤسسة الشرق الأدنى والتربية – كندا، عن حصار غزة عبر التاريخ، والتأثيرات النفسية والسلوكية.

خبرات دولية مع الحصار

وتضمنت ورشة العمل الأولى  التي حملت عنوان:” خبرات دولية والحصار” والتي ترأسها د. جون جنكنز، ورقة عمل بعنوان: “الولايات المتحدة من غزة إلى جوانتانامو بناء حركة جديدة لحقوق الإنسان”، قدمتها د. نانسي مواري رئيس مؤسسة غزة للصحة النفسية، وقدمت فيكتوريا بريتين كاتبة مستقلة ورقة عمل بعنوان: “محاصرون في بريطانيا”، وقدمت اليزابيث شوماخر من مركز بلفاست للرعاية الصحية والاجتماعية، ورقة عمل بعنوان:” إيرلندا الشمالية الأعراض النفسية بعد الصراع”ن وقدك د. ميشيل اوكيتابوي من المحكمة الدولية الجنائية، ورقة عمل حول تنزانيا ظروف وبيئة احتجاز المتهمون بالضلوع في جرائم الإبادة الجماعية لدى الأمم المتحدة.

أما ورشة العمل الثانية التي حملت عنوان: “الحصار والصحة النفسية”، والتي ترأسها د. بيل سلوتر من كلية هارفرد، قدم من خلال د. دنيس فوكس من جامعة الينويز ورقة عمل حول الفلسطينيون تحت الحصار، وقدما د. سمير قوته وعايدة كساب من الجامعة الإسلامية، دراسة حول العلاقة  بين الحصار وجودة الحياة والظروف النفسية في غزة، وقدم د. إليانور روفمان من جامعة ليزلي ورقة عمل حول الاستفادة من تجارب الماضي لبناء المستقبل، وأما البروفسور فضل أبو هين من جامعة الأقصى قدم ورقة عمل حول غزة الحصار والصحة النفسية.

كما اشتمل المؤتمر على ورشة عمل ثالثة بعنوان: “النساء والأطفال والأسرة تحت تأثير الحصار العسكري”، وكذلك تضمن المؤتمر ورشة بعنوان: “الحصار والثقافة والديمقراطية والمجتمع المدني”، واشتمل على ورشة بعنوان: “الحصار من منظور القانون الدولي وحقوق الإنسان”، كذلك تضمن جلسة حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.