السبت 10/مايو/2025

إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان.. ولكن!

إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان.. ولكن!

صحيفة الشرق القطرية

تعاملت أمريكا مع “إسرائيل” على أنها فوق القانون الدولي الذي أصبح لا يطبق إلا على الضعفاء، وهكذا أفقدت أمريكا هذا القانون حجيته ومصداقيته وقيمته، بعد أن أصبح أداة تستخدمها أمريكا لتحقيق مصالحها. لقد أصبح هذا القانون أداة للظلم فهو يطبق بمعايير مزدوجة.

الدليل على ذلك أن “إسرائيل” تنتهك حقوق الإنسان دون أن يجرؤ أحد على إدانتها. وأمريكا التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لم يسمع العالم لها صوتاً، و”إسرائيل” تقوم بتعذيب الفلسطينيين في السجون وتنتهك حقوقهم.

الابتكار في فنون التعذيب

إن البشرية لم تشهد لليهود أي إسهام في الحضارة الإنسانية، وبالرغم من ذلك روجت وسائل الإعلام الأمريكية لفكرة العبقرية اليهودية، ولقد صدق العالم هذه الخرافة نتيجة الإلحاح المستمر عليها حتى العرب الذين يعرفون التاريخ الحقيقي ل”إسرائيل”. لكننا يمكن أن نعترف أن عبقريتهم قد تجلت بالفعل في الشر وصنع المؤامرات وتدبير المذابح والإبادة الجماعية، وابتكار أساليب وفنون جديدة للتعذيب، وانتهاك حرمة جسد الإنسان وعقله، وتعريضه للقهر المادي والمعنوي، ولقد تعلمت الأنظمة الديكتاتورية تلك الفنون من اليهود وطبقتها في سجونها.

يقول ديفيد ديوك في دراسته القيمة إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين قد تعرضوا للتعذيب في السجون الإسرائيلية.. ذلك ما أكدته مجموعة إسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان حيث قالت إن 85% من الأسرى الفلسطينيين قد تعرضوا للتعذيب في السجون الإسرائيلية. وقد تنوعت أساليب التعذيب في السجون الإسرائيلية، ولكن من أهم تلك الأساليب استخدام الكهرباء حيث يتم تعريض الأسير لصدمات كهربائية، وفي الكثير من الأحيان يتم قتل الأسير بهذه الأساليب لكن “إسرائيل” لا تعترف بذلك وسرعان ما يختفي جسد الأسير ببساطة دون أن يعرف أحد مصيره، أو تدعي السلطات الإسرائيلية أنه قد مات في معركة مع قوات الأمن. ولقد مات آلاف الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين في السجون الإسرائيلية.

وقد جاء في مقال نشرته جريدة النيويورك تايمز وكتبه جويل جرينبورج أن “إسرائيل” تعذب من 500 – 600 أسير فلسطيني كل شهر.. وهذا الرقم بالرغم من أنه أقل كثيراً من الواقع إلا أنه يعني أن ستة آلاف أسير فلسطيني يتم تعذيبهم في السجون الإسرائيلية كل عام.

ويعلق ديفيد ديوك على هذه الأرقام بأن “إسرائيل” تمارس التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين منذ عام 1948، وإذا تم استخدام نصف العدد الذي ذكره جرينبورج فإنه يعني أن 150 ألفاً من الفلسطينيين قد قامت “إسرائيل” بتعذيبهم في السجون الإسرائيلية منذ إنشاء دولة “إسرائيل”.. أليس ذلك هو الإرهاب بعينه؟!!

ولكن هل تصدق أن الصحفيين الإسرائيليين يدافعون عن استخدام “إسرائيل” للتعذيب!!. إن وظيفة الصحفي أن يفضح الظلم ويحاربه، ويكشف المعلومات عن انتهاك السلطات للحريات العامة، لكن الصحفيين الإسرائيليين قد أساؤوا لمهنة الصحافة ولشرف الصحفيين بدفاعهم عن استخدام “إسرائيل” للتعذيب، لقد ألحق الصحفيون الإسرائيليون العار بمهنة الصحافة والإعلام.

هاربون إلى العذاب

هناك الكثير من الحقائق التي يمكن أن تشكل تعذيباً للضمير الإنساني. حيث جاء في كتابين لفيكتور أوستروفسكي وهو عميل للموساد الكثير من المعلومات عن استخدام “إسرائيل” لوسائل الرعب والإرهاب والتعذيب ضد الأعداء الفلسطينيين، ويتساءل أوستروفسكي عن مصير الفلسطينيين الذين عبروا الحدود مع “إسرائيل” بحثاً عن عمل، ويقول إن الآلاف من الشباب قد اختفوا ولم يسمع أحد عنهم شيئاً لأنهم ببساطة قد قبضت عليهم القوات الإسرائيلية حيث تم تعريضهم للتعذيب حتى الموت باستخدام أساليب الحرب الكيماوية والبيولوجية والذرية.

لقد تم استخدام أجساد هؤلاء الشبان لإجراء التجارب عليهم، بهدف تطوير أسلحة تستخدم في سيناريو الحرب التي تطلق عليها “إسرائيل” «يوم القيامة».

لقد استخدم العلماء الإسرائيليون الشباب الفلسطينيين الذين تم القبض عليهم وهم يبحثون عن عمل كفئران تجارب لتطوير أسلحة بيولوجية وكيماوية تستخدم في إبادة البشر واختبار مدى كفاءة تلك الأسلحة.

إنها جريمة ضد الإنسانية يستحق كل قادة “إسرائيل” وكل العلماء الذين شاركوا فيها المحاكمة والإدانة، إن هذا هو الإرهاب المنظم الذي تقوم به دولة تحتل مكانها داخل الأمم المتحدة لتقوم بانتهاك كل الأعراف والتقاليد الإنسانية، وميثاق حقوق الإنسان والقانون الدولي.

الإرهاب ضد الشعب اللبناني

لا يقتصر الإرهاب الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأكبر مأساة في تاريخ الإنسانية، ولكن الشعب اللبناني تعرض أيضاً لعملية إرهاب وإبادة عنصرية فخلال الاحتلال الإسرائيلي للبنان من 1978 حتى عام 2000 مات على الأقل 15 ألفاً من المدنيين اللبنانيين في مذابح نفذتها القوات الإسرائيلية مثل مذبحة قانا التي قامت فيها “إسرائيل” بتدمير مركز تابع للأمم المتحدة بشكل متعمد.

يقول ديفيد ديوك: إذا كان الأمريكيون يريدون أن يعرفوا لماذا يكرههم العالم فإنهم يمكن أن يقرأوا مقالاً كتبه صحفي محترم هو روبرت فيسك لجريدة الإندبندنت عن مذبحة قانا، وسيدركون أن “إسرائيل” هي العامل الرئيسي في زيادة كراهية البشرية كلها لأمريكا.

لقد قرأ الأمريكيون الكثير من الكتب والمقالات وشاهدوا الكثير من الأفلام الروائية والوثائقية عن الهولوكوست لكنهم لم يقرأوا أو يشاهدوا في وسائل الإعلام الأمريكية شيئاً عن المذابح التي ارتكبتها “إسرائيل”.

ماذا كتب روبرت فيسك عن مذبحة قانا؟!

– لقد كانت قانا مذبحة بشعة كانت جثث اللاجئين تملأ المكان.. الكثير من النساء والأطفال والرجال فقدت أطرافهم وقطعت رؤوسهم.. كان هناك المئات من الجثث المشوهة، وجثة طفل مقطوعة الرأس.. لقد سقطت القنابل الإسرائيلية على رؤوسهم وهم يقيمون في مركز تابع للأمم المتحدة، ويعتقدون أنهم في أمان تحت الحماية الدولية.. لكن ثبت أنهم على خطأ.

يستمر روبرت فيسك في وصف المذبحة الرهيبة والرؤوس المقطوعة والأجساد المشوهة والأطراف المبتورة.. لقد كان هناك بحر من الجثث، ففي هذه المذبحة قتلت “إسرائيل” 206 من الأبرياء كانوا في حماية الأمم المتحدة.

ومن المؤكد أن شعب لبنان لن يتسامح مع “إسرائيل” التي ارتكبت هذه المذبحة البشعة.

لقد تحالفت أمريكا مع “إسرائيل” في حرب طويلة ضد الإرهاب، لذلك من الطبيعي أن تتزايد كراهية الشعوب التي تتعرض للمذابح والإرهاب والإبادة ضد “إسرائيل” وحليفتها أمريكا، إن هذا يوضح أيضاً كيف أحكمت “إسرائيل” السيطرة على الصحافة ووسائل الإعلام الأمريكية بحيث تقوم بعملية تجهيل للشعب الأمريكي وتحرمه من حقه في معرفة الحقائق وتدفعه لتأييد “إسرائيل” بشكل أعمى، رغم أن هذا التأييد يتناقض مع مصالح هذا الشعب، ويزيد كراهية الشعوب له.

ولقد كانت نتائج التأييد الأمريكي ل”إسرائيل” خطيرة على كل المستويات، فالشعب الأمريكي الذي بنى مجده على الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان أصبح يسانده قوة الإرهاب العالمية التي ترتكب أبشع المذابح، وتنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، وتستخدم البشر كفئران تجارب لاختبار كفاءة أسلحة الدمار الشامل والإبادة البشرية.

لقد نجحت “إسرائيل” بإحكامها الحصار على وسائل الإعلام الأمريكية أن تمنع وصول الحقائق إلى الجماهير عن عمليات التعذيب التي تقوم بها ضد الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعن المذابح الرهيبة التي ترتكبها.. لكن الشعب الأمريكي الجاهل قد فوجئ بتزايد الكراهية العالمية ضده، ولن تنفعه تلك الإجابة الخادعة المضللة التي روجتها وسائل الإعلام الأمريكية.. فالشعوب لا تكره الديمقراطية والحرية والتقدم، ولكنها تكره الظلم والطغيان والجرائم ضد الإنسان والمذابح.. وكل ذلك ترتكبه “إسرائيل” حليفة أمريكا في حربها الطويلة ضد ما تطلق عليه الإرهاب.. لذلك من الطبيعي أن تكره الشعوب الإرهاب الإسرائيلي الأمريكي، وتكافح من أجل الحرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...