وفد فلسطيني موسّع يلتقي الخارجية الأوروبية ويطالب بخفض العلاقات مع الكيان الصهيو

دعا وفد رفيع المستوى من “الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة”، و”مركز العودة الفلسطيني”، مفوضية الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى خفض مستوى علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي بدلاً من رفعها، وتجميد اتفاقية الشراكة الإقتصادية مع الدولة العبرية، وذلك في ظل استمرار الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الإنسان الفلسطيني، و”مواصلة فرض الحصار الظالم على مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة للسنة الثالثة على التوالي”.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها الوفد، لمفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، أمس الأربعاء (8/10)، واجتماعه مع نائب رئيس البرلمان الأوروبي ونواب آخرين، حيث تم بحث الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، ووضع المسؤولين والنواب الأوروبيين في صورة آخر التطوّرات في القطاع من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وقال رئيس الوفد الدكتور عرفات ماضي، إنه تم خلال اللقاء، الذي يأتي امتداداً للقاءات مشابهة مع المسؤولين الأوروبيين، استعراض الوضع في قطاع غزة من جميع النواحي، “وتم التأكيد على ضرورة أن يتخطى دور الاتحاد الأوروبي المساعدات المادية إلى التحرك السياسي الفاعل لرفع الحصار عن غزة، والعمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية”.
واستنكر الوفد قرار الاتحاد الأوروبي رفع مستوى العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، وفي هذا الصدد أشار الدكتور ماضي، رئيس “الحملة الأوروبية”، إلى أنه “كان الأوْلى بالاتحاد تخفيض العلاقات ووقف اتفاقية التعاون الاقتصادي المشتركة مع الجانب الإسرائيلي، لا سيما وأنّ إسرائيل لم تحترم بنود الاتفاقية التي تنص على الحفاظ على حقوق الإنسان الفلسطيني”، وفق تأكيده.
وأكد أنّ هذا القرار “يبعث برسائل خاطئة لشعوب المنطقة، بأنّ الاتحاد الأوروبي يكافئ الاحتلال ويقف إلى جانب المعتدي ضد المُعتَدى عليه”.
واستعرض وفد “الحملة الأوروبية” و”مركز العودة”، خلال زيارته، الوضع السياسي في فلسطين بصورة عامة، حيث تمت دعوة المفوضية الأوروبية إلى أخذ دور سياسي أكبر في المنطقة، مؤكداً ضرورة الحديث مع كل الأطراف الفلسطينية، وعدم استثناء أي قوة على الأرض “إذا أرادوا إنجاح أي اتفاق أو التوصل إلى تسوية سياسية”.
وفي هذا الشأن؛ قال الدكتور داوود عبد الله الخبير في الشؤون الفلسطينية والباحث الرئيس في “مركز العودة الفلسطيني” وعضو وفد الحملة إلى المفوضية “إذا كان الجانب الإسرائيلي يفاوض حركة “حماس” بطريقة غير مباشرة (بشأن الجندي الأسير جلعاد شاليط)؛ فعلى الأوروبيين التحاور مع الجميع في الأراضي الفلسطينية ليكون دورهم مقبولاً لكل الأطراف، إذ لا يعقل أن يكونوا متشددين أكثر من الإسرائيليين في هذا الأمر”.
بدوره؛ أكد الدكتور محمد حنون، رئيس “التجمع الفلسطيني في إيطاليا”؛ العضو المؤسس في الحملة الأوروبية، وكذلك غريتا دويزنبرغ، رئيسة مؤسسة “أوقفوا الاحتلال” وهي ناشطة هولندية وزوجة محافظ البنك المركزي الأوروبي السابق، أنّ الجهود التي تقوم بها الحملة على الصعيد الأوروبي، سواء الشعبي أو الرسمي، ستستمر حتى ينتهى الحصار ويرفع كليا عن قطاع غزة.
ومن جانبهم؛ أكد ممثلو مفوضية العلاقات الخارجية في اللقاء، إدراكهم لحجم الكارثة الإنسانية، وعلى الأخص في قطاع غزة المحاصر. وأشارت بيلين كاربونيل، عضو مجلس المفوضية إلى الجهود التي يبذلها الاتحاد من أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع، رغم المعارضة التي تتلقاها المفوضية من قبل بعض الجهات الموالية لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي.
وفيما يخصّ قضية رفع مستوى العلاقات مع الجانب الإسرائيلي؛ فقد دافع ممثلو المفوضية عن قرار الاتحاد بهذا الخصوص، بحجة الروابط المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي والجانب الإسرائيلي، وأنّ مثل هذا القرار يمكِّن الاتحاد الأوروبي من الضغط على الجانب الإسرائيلي لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حسب ما ذكروا.
من جهة أخرى؛ أبدى ألكساندر فيريرو، ممثل المفوضية في اللقاء، استعداد الاتحاد الأوروبي لإعادة دراسة قضية الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية من جديد إذا ما تم التوصل إليها خلال مناقشات الفصائل الفلسطينية في القاهرة هذه الأيام، مشيراً إلى أنّ المعطيات على الأرض قد تتغيّر، وقد يكون ممكناً الاعتراف بمثل هذه الحكومة.
وفي ختام اللقاء؛ اتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات والمراسلات بخصوص المستجدات على الأرض، وخاصة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وفي لقاء منفصل اجتمع وفد الحملة الأوروبية ومركز العودة مع لويزا مورغانتيني، نائب رئيس البرلمان الأوروبي للتباحث حول الوضع في قطاع غزة، وضرورة مواصلة التحرّك داخل البرلمان الأوروبي وخارجه لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وفي هذا الصدد كشفت مورغانتيني النقاب عن أنّ وفداً رسمياً من البرلمان الأوروبي سوف يزور الضفة الغربية وقطاع غزة في أواخر الشهر الجاري، للاطلاع عن كثب على “المعاناة الرهيبة التي يقاسيها الفلسطينيون”.
وضمن تحركات الحملة الأوروبية ومركز العودة لإطلاع النواب الأوروبيين على مجريات الأحداث في فلسطين؛ التقى وفد الحملة عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي، فيتوريو أجنوليتو، حيث تم استعراض الوضع من مختلف جوانبه في قطاع غزة.
ومن جانبه أكد أجنوليتو استعداده للتعاون مع الحملة في مختلف الأنشطة التي تقوم بها داخل البرلمان الأوروبي وخارجه لحشد التأييد والدعم لرفع الحصار، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...